مبارك مصاب بالسرطان وقصور فى الدورة الدموية

صورة متخيلة بالجرافيك

في مارس من العام الماضي أجري الرئيس السابق حسني مبارك عملية جراحية في مستشفي هيدلبرج في ألمانيا . وحسب البيانات الرسمية وقتها أُعلِنَ أن مبارك قد أجري عملية لإزالة المرارة. وفي بيان بثه التليفزيون المصري وقتها أعلن طبيبه المعالج ماركس بوشلر أن التقرير النهائي لتحليل الأنسجة التي تمت إزالتها أثناء الجراحة التي أجريت لمبارك في 11 مارس 2010، أثبتت التحاليل أنها طبيعية وحميدة.. ولو أن أحداً وقتها قال إن الرئيس مصاب بالسرطان وأن الجراحة لم تكن لإزالة المرارة، بل لإزالة الاثني عشر والمرارة والقناة المرارية الكبري ورأس البنكرياس، ربما قد تعرض للمضايقة بعد التكذيب. ورغم أن تسريبات - وقتها - قد أشارت إلي أن الرئيس قد أجري جراحة كبري لاستئصال أورام سرطانية، إلا أن البيانات الرسمية وما أعلنه الطبيب «بوشلر» كانت تدفع في اتجاه أن الأمور عادية جداً، وأن حالة الرئيس مطمئنة.
والآن وبعد أكثر من عام تكشفت الحقيقة، وظهرت الأدلة لتؤكد أن مبارك كان مصاباً بالسرطان. ففي يناير عام 2010 أجريت له فحوص وتحاليل وأشعة أكدت جميعها ما توقعه أطباء المركز الطبي العالمي، أنه مصاب بالسرطان في الجهاز الهضمي. وبالاتصال بالبروفيسور ماركس بوشلر في مستشفي هيدلبرج في ألمانيا، وهو من أشهر الأطباء في العالم في جراحات السرطان، أبدي استعداده لإجراء جراحة لمبارك بعد أن اطلع علي التقارير الطبية والأشعة الخاصة بحالته.
وفي مارس وتحديداً يوم الخميس 11 منه، كان مبارك في ألمانيا واستقبلته في مقر المستشارية الألمانية إنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا وعقد معها مؤتمراً صحفياً ودخل بعدها مباشرة المستشفي ليجري له الطبيب بوشلر الجراحة الكبري التي بقيت لأكثر من عام سراً، ومحل خلاف..
واليوم تسوق لنا المصادفة كماً من المستندات المهمة، منها تلك التي تتعلق بالحالة الصحية للرئيس السابق. وننفرد اليوم في «الوفد» بنشرها بغرض واحد وهو إجلاء الحقيقة. وإذا كنا قد طالبنا - مع من طالبوا - بضرورة نقل مبارك من محبسه في مستشفي شرم الشيخ الدولي إلي سجن طرة أو مستشفاه بناء علي معلومات كانت تؤكد أن حالة الرئيس السابق ليست خطرة، وأن هناك محاولة للتسويف والتهرب من مجرد تقديمه للمحاكمة، فإننا اليوم نضع أمام الجميع تلك المستندات التي تكشف عن حقيقة حالته الصحية، مع تأكيدنا أننا لسنا مدفوعين بعاطفة تجاه مبارك المريض، ولا نسعي لأن يتعاطف معه أحد. فقط كما قلنا الحقيقة والحقيقة فقط هي دافعنا لأن ننشر ما لدينا من مستندات حول حالة المريض محمد حسني مبارك (84 عاماً).
والمستندات تقول إن المريض يعاني من ورم خبيث أسفل القناة المرارية، وقد أجري جراحة في ألمانيا في مارس عام 2010، ولا توجد أي تقارير متاحة عن العملية الجراحية أو عن تفاصيل ما وجده الجراح أو التحاليل الباثولوجية بعد استئصال الورم، وأن المريض (مبارك) لم يتلق أي علاج كيماوي أو إشعاعي بعد العملية، رغم أنه من الضروري أن يتم فحصه دورياً كل شهرين أو سنة بعد الجراحة.
وبناء علي قرار النائب العام بانتداب لجنة طبية من المتخصصين في أمراض القلب ورعاية الحالات الحرجة من كليات الطب، بالإضافة إلي اثنين من إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، تم تشكيل لجنة طبية من (الأساتذة) الدكتور محمد مختار جمعة أستاذ القلب وعميد كلية طب جامعة الأزهر سابقاً، والدكتور رامز رؤوف جندي رئيس قسم القلب بكلية طب جامعة عين شمس، والدكتور أحمد عبدالعزيز محمد عبدالعزيز أستاذ طب الحالات الحرجة والقلب بكلية طب جامعة القاهرة، والعميد طبيب أمين فؤاد شاكر رئيس قسم القلب بالمركز الطبي العالمي، والعميد طبيب أيمن عبدالرحمن السباعي رئيس قسم الكلي والسكر بالمركز الطبي العالمي، والأستاذ الدكتور أسامة محمد سليمان أستاذ الجراحة بمعهد الأورام القومي جامعة القاهرة.
وفي يوم الثلاثاء 24 مايو الماضي توجهت اللجنة إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي وقامت بالاطلاع علي جميع التقارير والأبحاث الطبية الخاصة بالرئيس السابق (محمد حسني مبارك).. وتبين للجنة أن المريض يعاني من اختلال بضربات القلب البطينية وارتجاف أذيني متكرر. وقد يصاب بارتجاف بطيني يؤدي إلي سكتة قلبية. وأنه قد تعرض لنوبات متكررة. ويعاني من أورام بالقنوات المرارية والبنكرياس.
وقامت اللجنة بفحص المريض (محمد حسني مبارك) في حجرة الرعاية المركزة، ووجدت أنه يعاني من وهن وضعف واكتئاب نفسي. وعند نقله لإجراء أشعة في ذات المستشفي ظهرت موجة من عدم انتظام في ضربات القلب. وتبين من خلال فحص (دوبلكس علي الشرايين السباتية) وجود ضيق في الشريان السباتي الأيمن والأيسر.
ورأت اللجنة في نهاية عملها أن هناك خطورة من نقل المريض خارج المستشفي. ونصحت اللجنة المشكلة من كبار الأطباء الإخصائيين من جهات مختلفة بعدم نقل المريض خارج المستشفي، وتعيين طاقم طبي متخصص للإشراف علي علاجه.. ووقع أعضاء اللجنة الستة علي التقرير.
وفيما يلي النص الكامل والحرفي للتقرير الذي ننفرده بنشره:
بناء علي قرار سيادة النائب العام بانتداب لجنة طبية من المتخصصين في أمراض القلب ورعاية الحالات الحرجة من كليات الطب، بالإضافة إلي اثنين من أطباء إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ومن تري اللجنة الاستعانة بهم.
تم تشكيل لجنة طبية مكونة من:
1- أ. د. محمد مختار جمعة أستاذ القلب وعميد كلية طب جامعة الأزهر سابقاً.
2- أ. د. رامز رؤوف جندي رئيس قسم القلب بكلية طب جامعة عين شمس.
3- أ. د. أحمد عبدالعزيز محمد عبدالعزيز أستاذ طب الحالات الحرجة والقلب بكلية طب جامعة القاهرة.
4- عميد طبيب أمين فؤاد شاكر رئيس قسم القلب بالمركز الطبي العالمي.
5- عميد طبيب أيمن عبدالرحمن السباعي رئيس قسم الكلي والسكر بالمركز الطبي العالمي.
6- أ. د. أسامة محمد سليمان أستاذ الجراحة بمعهد الأورام القومي جامعة القاهرة.
توجهت اللجنة يوم الثلاثاء الموافق 24/5/2011 إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي وقامت بالاطلاع علي جميع التقارير والأبحاث الطبية الخاصة بالرئيس السابق (محمد حسني مبارك). وبمراجعة هذه التقارير والأبحاث تبين:
أولاً: المريض يعاني من نوبات متكررة من ارتجاف أذيني متكرر (poroxysmal atrial dibrillation) مصحوبة بانخفاض حاد في ضغط الدم وقصور لحظي في الدورة الدموية للمخ (Transient schemic attack) مما يتسبب في فقدان لحظي للوعي (syncope).
ثانياً: يعاني المريض من اختلال بضربات القلب البطيئة متعددة المصدر والشكل ومتقاربة (multi jxal puca) والتي تهدد بحدوث ارتجاف بطيني المسبب للسكتة القلبية المفاجئة.
ثالثاً: لوحظ زيادة في معدلات هذه النوبات عند تعرض المريض للضغوط النفسية.
رابعاً: المريض يعاني من أورام بالقنوات المرارية والبنكرياس وتم إجراء جراحة لها بالخارج (مرفق تقرير جراحي مفصل بحالته الآن من اللجنة لشرح التفاصيل الجراحية).
قامت اللجنة بفحص المريض في غرفته بالرعاية المركزة وتبين الآتي:
أولاً: الحالة العامة للمريض متوسطة ويعاني من وهن وضعف وحالة اكتئاب نفسي واضحة وضعف بالعضلات لا يمكنه من القيام من السرير بدون مساعدة.
ثانياً: في بداية الفحص الطبي كان نبض المريض 65 ضربة وضغط الدم في الوضع راقداً 80/150 وينخفض الضغط إلي 70/115 في حالة الوقوف.
ثالثاً: فحص القلب الإكلينيكي الطبي الظاهري لم يظهر أي علامات تشير إلي وجود هبوط بوظائف القلب الانقباضية وعدم وجود أي لغط طبي مسموع.
رابعاً: طلبت اللجنة توصيل المريض علي جهاز مونيتور لبيان انتظام ضربات القلب وقد لوحظ خلال فترة المتابعة حدوث ضربات قلب بطينية متعددة الأشكال.
وقد طلبت اللجنة الفحوص التالية:
1- أشعة بالرنين المغناطيسي علي المخ للتأكد من عدم وجود جلطات سابقة بالمخ.
2- أشعة مقطعية علي البطن والحوض لبيان الموقف بعد العملية الجراحية.
3- أشعة دوبلكس علي شرايين السباتية المغذية بالدم للمخ.
وعند محاولة نقل المريض إلي غرفة الأشعة المقطعية والرنين أظهر المريض انفعالاً نفسياً شديداً مصحوباً بزيادة ملحوظة في موجة عدم انتظام ضربات القلب ورأت اللجنة عدم نقل المريض والاكتفاء بعمل أشعة الدوبلكس والتي تجري في غرفة المريض.
< تم عمل أشعة دوبلكس علي الشرايين السباتية بواسطة إخصائي الأشعة بالمستشفي وذلك في حضور أعضاء اللجنة وتبين الآتي: وجود ضيق مؤثر بالشريان السباتي الأيمن والأيسر (50٪ و55٪) ومرفق طيه تقرير وصور الأشعة.
توصيات اللجنة:
تري اللجنة أن هناك خطورة في نقل المريض خارج المستشفي وهذه الخطوة متمثلة في:
- حدوث اختلال بضربات القلب أثناء النقل وما يصاحبه من انخفاض شديد بضغط الدم وقصور بالدورة الدموية للمخ والقلب مما يهدد بحدوث جلطات وسكتة دماغية أو قلبية.
ويزيد من هذه الخطورة وجود ضيق مؤثر بالشرايين السباتية للمخ ولا تنصح اللجنة بنقل المريض خارج المستشفي في الوقت الحالي وتري اللجنة تعيين طاقم طبي متخصص للإشراف علي علاجه.
أعضاء اللجنة
أ. د. محمد مختار جمعة
أ. د. رامز رؤوف جندي
أ. د. أحمد عبدالعزيز محمد عبدالعزيز
أ. د. أمين فؤاد شاكر
أ. د. أيمن عبدالرحمن السباعي
أ. د. أسامة محمد سليمان
وقامت ذات اللجنة المشكلة من نفس الأطباء الأساتذة المتخصصين محمد مختار جمعة، ورامز جندي، وأحمد عبدالعزيز، وأسامة سليمان، وأمين شاكر، وأيمن السباعي، بالانتقال إلي سجن مزرعة طرة في الساعة 12 ظهراً يوم الأحد 29 مايو الماضي، لمعاينة مستشفي السجن. وتبين للجنة أن المستشفي مخصص لجميع سجون منطقة طرة. وأن غرفة العناية المركزة صغيرة ولا تسع لأكثر من سريرين ولا يوجد فراغ كاف حول السريرين. والكهرباء مقطوعة وهي كثيرة الأعطال كما أكد الطبيب المسئول عن المستشفي.
وتأكد للجنة أن غرفة الرعاية المركزة خالية من المقومات الأساسية بالرعاية مثل شبكة الغازات والشفط المركزي. ولا يوجد بها تكييف هواء. ولا وحدة تنفس صناعي، ولا مضخة محاليل. ولا يوجد إمكانية لتركيب جهاز منظم مؤقت لضربات القلب. والمعمل غير مؤهل لإجراء التحاليل الروتينية اليومية.
ورأت اللجنة في نهاية زيارتها للمستشفي أنه بوصفه الحالي غير مؤهل لاستقبال مريض في حالة حرجة غير مستقرة.. ووقعت اللجنة من أعضائها الستة علي التقرير الذي أعدته بخط اليد. وفيما يلي النص الحرفي والكامل للتقرير:
بناء علي قرار سيادة النائب العام بانتداب لجنة طبية من المتخصصين في أمراض القلب ورعاية الحالات الحرجة من كليات الطب. تم تشكيل لجنة طبية تتكون من:
أ. د. محمد مختار جمعة أستاذ القلب وعميد كلية طب جامعة الأزهر سابقاً.
أ. د. رامز رؤوف جندي رئيس قسم القلب بكلية طب جامعة عين شمس.
أ. د. أحمد عبدالعزيز محمد عبدالعزيز أستاذ طب الحالات الحرجة والقلب بكلية طب جامعة القاهرة.
أ. د. أسامة محمد سليمان أستاذ الجراحة بمعهد الأورام القومي جامعة القاهرة.
عميد طبيب أمين فؤاد شاكر رئيس قسم أمراض القلب بالمركز الطبي العالمي.
عميد طبيب أيمن عبدالرحمن السباعي رئيس قسم الكلي والسكر بالمركز الطبي العالمي.
توجهت اللجنة يوم الأحد الموافق 29/5/2011 في تمام الساعة 12 ظهراً إلي سجن المزرعة لمعاينة المستشفي الخاصة به ووجدت اللجنة الآتي:
1- يوجد مستشفي واحد بسجن المزرعة مسئول عن تأدية الخدمة الطبية لجميع السجون الكائنة بمنطقة طرة.
2- توجهنا إلي قسم الرعاية المركزة وجدنا أنها تتكون من:
أ. غرفة صغيرة بها سريرا مرضي ولا يوجد فراغ كاف حول الأسرة يسمح بإجراء إنعاش مريض بحالة خطرة.
ب. الكهرباء لا تعمل بنصف المنطقة الطبية وبسؤال الطبيب المسئول عن المستشفي أوضح أن الكهرباء كثيرة الأعطال وهي مقطوعة لمدة الأسبوعين الأخيرين.
جـ. غرفة الرعاية المركزة خالية من المقومات الأساسية بالرعاية المركزة مثل:
1. شبكة غازات وشفط مركزي.
2. تكييف هواء.
3. وحدة تنفس صناعي يعتمد عليها وجهاز تحليل غازات الدم.
4. مضخة إعطاء محاليل.
5. التروللي الخاص بالعقاقير والمستلزمات الطبية الضرورية لإنعاش القلب.
6. لا يوجد إمكانية لتركيب جهاز منظم مؤقت لضربات القلب.
7. لا يوجد جهاز أشعة X-ray محمول (متنقل)
د. المعمل غير مؤهل لإجراء التحاليل الروتينية اليومية فضلاً عن التحاليل اللازمة لإنعاش القلب.
هـ. الصيدلية لا يوجد بها العقارير الطبية للرعاية المركزة مثل:
< أدوية منشطة لعضلة القلب.
< أدوية لتنظيف ضربات القلب.
و. الأطباء المكلفون بأداء الخدمة الطبية غير مؤهلين كما أنهم مسئولون عن الخدمة الطبية بمنطقة سجون طرة بأكملها ولا يوجد طبيب متخصص بأمراض القلب أو الحالات الحرجة وكذلك لا توجد ممرضات متخصصات للرعاية المركزة ومخصصات لها.
التوصية
تري اللجنة أن المستشفي بوضعه الحالي غير مؤهل لاستقبال مريض في حالة حرجة غير مستقرة.
.. وبعد.. فإننا نعود للمرة الأخيرة لنؤكد أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها وإن طال الزمن. والظروف وحدها هي التي تكشفها وتظهرها. ولو أن الوضع غير الوضع الحالي لكننا جميعاً حتي الآن نعتقد اعتقاد اليقين أن مبارك أجري في ألمانيا عملية جراحية بسيطة وليست عملية كبري ومعقدة. وأنه كان ولايزال مصاباً بالسرطان.

» لعبة السيارات الدموية
» تحميل للأول مرة ثروة عائلة مبارك والمغربي بالتفاصيل وكشف مؤامرة مبارك في الرئاسة والجهة الليبية خطر على مصر
» نص التحقيقات مع مبارك