الأهلي وجوزيه بلا قلب

لم يكن غريبا ان يظهر البرتغالي مانويل جوزيه بلا قلب وهو يتعامل مع احمد حسن كابتن منتخب مصر ويعلن عدم رغبته في التجديد له، ونفس الشيئ بالنسبة لاسامه حسني.

هذا الرجل " ابو قلب ميت" هو في الاصل خواجة ولاتوجد في ابجديات قاموسه البرتغالي اي رحمة تتعارض مع مصالحه، كما انه في ناد لايعرف الخواطر ولايعترف بالعواطف، وقد سبق لجوزيه وتخلى عن خالد بيبو صاحب ملحمة الاهداف الاربعة في مرمى الزمالك خلال مباراة واحدة عرفت بانها مباراة الـ 6/1 ، او بيبو وبشير بيبو والجول، كما تخلى عن اسلام الشاطر رغم علاقته المتميزة معه.

هكذا هو جوزيه .. يعمل باحترافية ولايستطيع ان يلومه احد على اسلوبه طالما كان في اطار منظومة الاهلي التي تنتهج نفس السياسة منذ زمن وقد سبق وعاشت نجوم كبيرة ألم الفراق للفانلة الحمراء بسبب التخلي عنهم او تخييرهم بين الاعتزال أو الرحيل كما حدث مع ابرز النجوم وعلى رأسهم طاهر ابو زيد وربيع ياسين ومحمود صالح وعلاء ميهوب، وتلاهم حسام وابراهيم حسن بعد ان عادا طواعية من سويسرا بناء على استدعاء من الراحل صالح سليم.

ومنذ عامين .. رحل شادي محمد - اكثر كباتن الاهلي من حيث الالقاب - بتوصية من مانويل جوزيه قبل انتقاله الى تدريب منتخب انجولا، ونفذت وصيته رغم ان احدا لم يكن يتوقع عودته مجددا للقلعة الحمراء.

الغريب في الامر ان جوزيه الذي يعلن دائما حميمية العلاقة بينه وبين جماهيرالنادي لم يلتفت الى نداءات الجماهير بالابقاء على الصقر احمد حسن، عندما هتفت " مش هيمشي".. ورد عليهم : " لأ هيمشي".. وكأن الرجل يدرك تماما ان عواطف الجماهير تتبدل كل فترة وربما ياتي اليوم الذي تتهمه فيه بانه لم يجدد الفريق وابقى على عناصره حتى شاخت وهرمت.

الجميل في الامر ان كلا اللاعبين .. الصقر والشيخ اسامه ضربا المثل والقدوة في الاحترافية .. اذ كانا على علم تام بعدم التجديد ومع ذلك لعبا مع الفريق بكل اخلاص حتى الرمق الاخير.. اسامه ساهم في تعادل فريقه مع سموحه باحرازه الهدف الاول قبل ان يعادل زميله المدافع احمد السيد النتيجة ويفلت الاهلي من هزيمة مباغتة، واحمد حسن تمكن من الحفاظ على افراح الاهلي عندما نجح في احراز هدف صاروخي في المقاصة وتسبب في ضربة جزاء سجل منها ابو تريكة هدف التعادل الثاني.

ولعل تجربة الكابتن حسن شحاته المدير الفني السابق للمنتخب الوطني عندما دفع وحده ثمن التمسك بنجومه ومنحهم الاستمرار على حساب عمليتي الاحلال والتجديد فخرج البطل الافريقي من تصفيات الامم الافريقية.. هذه التجربة تؤكد ان الاهلي وجوزيه على حق رغم القرارات القاسية تجاه النجوم .. هذا هو الاهلي ومدربه .. كلاهما بلا قلب!