المصريون ينقسمون البعض يصر علي محاكمة مبارك والبعض يريدون العفو عنه

«قاتل» بالنسبة للبعض، عجوز مريض بالنسبة للبعض الاخر، يختلف المصريون حول مصير حسني مبارك الذي سيمثل غدا امام محكمة جنايات القاهرة بتهم التحريض على القتل والفساد. وعلاء خالد، شاب في السابعة والعشرين فقد شقيقه التوأم خلال الانتفاضة الشعبية التي انتهت بالاطاحة بمبارك في 11 شباط، يرى «انه قاتل ومن قتل يقتل». ومثل علاء، يكاد جميع اهالي الضحايا (قرابة 850) الذين سقطوا اثناء قمع الانتفاضة وكذلك اسر المصابين (اكثر من ستة الاف) يطالبون ب «القصاص» من مبارك. وفي الثالث من اب يفترض ان يقف الرئيس السابق في قفص الاتهام ليواجه خصوصا تهمة التحريض على القتل التي تصل عقوبتها الى الاعدام. ويقول سعيد زيدان الذي قتل ابن خاله اثناء تظاهرات كانون الثاني «لسنا واثقين من انه سيمثل امام القضاء، ولكن اذا افلت من المحاكمة سنحاكمه بانفسنا». سلوى سعيد حنفي تقيم في ميدان التحرير مرتدية ملابس حداد سوداء ومعها اخريات من امهات الضحايا منذ الثامن من تموز عند بدء الاعتصام الذي اقيم لرفع عدة مطالب من بينها خصوصا الاسراع بمحاكمة رموز النظام السابق. وتقول سلوى «كل المسؤولين عن قتل ابني يجب ان يحاكموا وخصوصا مبارك والعادلي». وسيمثل وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، المكروه بصفة خاصة لاصداره اوامر لقناصة بالانتشار على سطوح المباني المطلة على ميدان التحرير لاطلاق النار على المتظاهرين، امام محكمة جنايات القاهرة غدا مع مبارك ونجليه علاء وجمال. وسيقف امام المحكمة نفسها ستة من مساعدي العادلي كما سيحاكم غيابيا في نفس القضية رجل الاعمال حسين سالم المقرب من الرئيس المخلوع والذي فر بعد اندلاع الانتفاضة الى اسبانيا حيث وضع في الحبس الاحتياطي منذ 17 حزيران للاشتباه في ارتكابه جرائم عدة من بينها «غسيل الاموال والاحتيال الفساد». وتتساءل الناشطة دعاء حلمي «اين الاموال، اننا نريد الاموال التي سرقوها وهذه القضية مهمة لانها ستمكن البلد من ان يبدأ من جديد على اساس سليم». وقرر القضاء المصري تجميد ارصدة مبارك ونجليه الا ان حجم ثروتهم ليس معروفا على وجه الدقة. اما ام ابراهيم (62 سنة) وهي بائعة خضروات تفترش الرصيف في حي الدقي بالقاهرة فتقول ان مبارك «عجوز ومريض للغاية وليس وحده المسؤول عن قتل الشباب». وتتضارب المعلومات حول صحة الرئيس السابق، وقد افاد محاميه فريد الديب الشهر الماضي ان موكله يعاني من سرطان في المعدة وانه «في غيبوبة تامة». غير ان هذه المعلومات تم نفيها من قبل وزارة الصحة ومستشفى شرم الشيخ حيث وضع مبارك قيد الحبس الاحتياطي منذ نيسان. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط السبت عن مصدر طبي في مستشفى شرم الشيخ ان مبارك يعاني من اكتئاب وفاقد تماما للشهية وان كانت حالته «مستقرة نسبيا». ويأسف بعض المصريين لمحاكمة مبارك بل وكذلك لرحيله. وتقول منى احمد التي تملك محلا صغيرا لبيع التبغ في وسط القاهرة «قبل (سقوط النظام السابق) كل شئ كان منظما بشكل افضل ولم يكن هناك عنف». وتضيف «كما انه بفضل مبارك عاشت مصر في سلام 30 عاما». ويعكس تباين اراء المصريين كذلك تراجع التعاطف مع المعتصمين في ميدان التحرير والخشية من انعدام الاستقرار. وتقول صابرين وهي بائعة ذرة في الخمسين من عمرها «ليحاكموه حتى ننتهي من كل هذا، نريد ان تعود الحياة الى طبيعتها». في ميدان التحرير يفضل بعض الناشطين النظر الى المستقبل بدلا من الانشغال بالماضي. ويقول خالد ابو علي (27 عاما) «محاكمة مبارك ليست هي الحل لمشكلات مصر، هناك اشياء اهم مثل وضع الدستور الجديد للبلاد والانتخابات البرلمانية». وما زال الجدل دائرا في مصر حول الدستور الجديد للبلاد. فالقوى الليبرالية واليسارية تقترح التوافق حول «مبادئ حاكمة» يتضمنها الدستور الجديد وهو اقتراح حظي بقبول الجيش. غير ان الاسلاميين رفضوا هذا الاقتراح بشدة ويتمسكون بالخطة التي وضعها الجيش من قبل والتي تقضي بان تتولى كتابة دستور لجنة منتخبة من البرلمان الجديد الذي سيتم انتخابه في الخريف