ملايين الشيعة ينهون يوم عاشوراء بعد أكبر تجمع بتاريخ العراق

أنهى ملايين الشيعة في العراقي أمس الاحد الايام العشرة الاولى من شهر الحرم في اجواء من الحزن الشديد لاحياء ذكر العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الامام الحسين قبل اكثر من 13 قرنا في مشهد هو الاكبر في تاريخ العراق الحديث ، وفي ظل اجراءات امنية مشددة شارك فيها أكثر من 200 الف من قوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية .

واشترك في وقت مبكر من الصباح الملايين من العراقيين الشيعة من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ في مواكب كبيرة على وقع اصوات الطبول العالية والهتافات والشعارات الحماسية الدينية، تلتها مواكب أخرى للضرب بالسلاسل الحديدية على منطقة الظهر بقوة واخرى للضرب على الصدور والوجوه بالايدي في مشاهد حماسية كبيرة جدا غطت جميع المدن والاحياء والازقة والقرى الريفية النائية وهي الاكبر في تاريخ العراق الحديث، ما ألزم الحكومة العراقية على نشر اكثر من 200 الف من قوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية وعناصر الاستخبارات والمخابرات لتوفير الامن لهذه المراسم .

وقال محمد العامري ( 47عاما) موظف حكومي " إحياء مراسم عاشوراء واجب مقدس ولايمكن بأي حال من الاحوال التخلي"، وأضاف :" الاحياء الشيعية هي في غاية الاسى والحزن والجميع يعبر عن حزنه بطريقته الخاصة سواء بإقامة مراسم ومجالس العزاء او الضرب على الوجوه والصدور والبكاء وتوزيع وجبات من الطعام بين الناس ".

وبلغت ذرة المراسم في مدينة كربلاء والنجف حيث غصت بالملايين من الزوار الذين أحيوا المناسبة بشكل غير مألوف حيث غصت الشوارع في مدينة كربلاء بالمعزين الذين أدوا مراسم العزاء بحرية كبيرة وهم يحملون الاعلام الشيعية الملونة وعلم العراق حيث اضطرت الحكومة العراقية الى نشر اكثر من أربعة الاف من عناصر الامن يرتدون الزي المدني بين صفوف الزوار لتوفير الامن وإجراء المراسم بهدوء والتزام .

وأسهمت جميع المحطات الفضائية العراقية والإذاعات المحلية في العراق وخارج العراق على بث مشاهد من هذه المراسم على الهواء مباشرة وبث مئات من المجالس الحسينية لخطباء وقراء استعرضوا مسيرة الامام الحسين وتداعيات واقعة الطف الشهيرة كما شارك عدد كبير من قادة العراق من الشيعة في مراسم للعزاء أبرزها المجلس الذي اقامه عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق وحضره العشرات من السياسيين ابرزهم احمد الجلبي وهادي العامري واخرين .

وقالت زهراء علي (58عاما) ربة منزل وهي تقوم بتوزيع وجبة من الطعام تضم الرز وقطع من اللحم على البيوت في حي شعبي في منطقة جسر ديالى جنوبي بغداد:" يعيش الجميع هنا حالة من الحزن والاسى ويقوم بفعاليات للمساهمة في احياء أيام عاشوراء الحزينة ".

وأضافت :"أنا سنويا اقوم بنحر عجل وطبخة مع كمبات كبيرة من الارز و توزيع وجبة طعام على الاهالي وهو اجراء اريد من خلاله الاجر والثواب على روح الامام الحسين المفدى".

والى جانب هذه المراسم أقام العراقيون عشرات الالأف من وجبات الطعام في الشوارع والبيوت استخدمت فيها اطنان من المواد الغذائية والعصائر وقناني المياه والشاي والسكر والقهوة توزع بشكل مجاني على المشاركين في اقامة هذه المراسم وللاخرين بداخل البيوت كما غطى السواد جميع الشوارع العامة والرئيسية والاحياء والازقة .

وحرصت الحكومة العراقية الى إغلاق حي الكاظمية في بغداد بشكل كامل حيث تقام هناك مراسم عزاء شارك فيها مئات الالاف من الاشخاص حيث تكون المدينة التي تضم مرقد الامام الكاظم قطعة سوداء من حيث الزي والرايات تغطي الشوارع والازقة او التي تغطي عشرات السرادق يحرسها الاف من قوات الجيش والشرطة إضافة الى قطع جميع الطرق المؤدية اليها ومنع دخولها قبل يومين من احياء ذروة المراسم.

وقال علي الكعبي (26عاما) احد عناصر الشرطة العراقية في احد شوارع بغداد" الجميع في القوات المسلحة والشرطة في حالة الانذار القصوى ولايوجد اي مسجد او جامع او مكان لعزاء الامام الحسين والا وهناك قوات تؤمن الحماية له ".

واضاف:"سنبقى على أهبة الاستعداد حتى انتهاء مراسم العزاء وينسحب الجميع الى بيوتهم ثم تصدر الاوامر لنا بالانسحاب الى مقراتنا الخلفية ".

ورغم كل الإجراءات الأمنية الا ان العشرات من العراقيين قتلوا واصيبوا خلال الايام العشرة الماضية خلال احياء مراسم عاشوراء جراء انفجارات بعبوات ناسفة واحزمة وسيارات مفخخة .

قلق الانفلونزا

وتوقع محافظ كربلاء آمال الدين الهر أن يصل عدد الزوار العرب والأجانب لكربلاء إلى أكثر من ستين ألف زائر. وأضاف أن "المحافظة شكلت غرفة عمليات من دوائر الماء والكهرباء والنفط والمجاري لتامين توفر الخدمات للزوار". ورجح أن يبلغ عموم الزوار الوافدين (عراقيين وأجانب) مليونا ونصف المليون خلال يومي السبت والأحد.

وأعرب المحافظ عن قلقه من احتمال الإصابة بفيروس H1N1، وقال "ما يقلقنا هو المرض الوبائي انفلونزا الخنازير، فيما يخص الوافدين الأجانب".

وأكد المحافظ إصدار تعليمات بفحص الزوار القادمين من خارج البلاد للتاكد من عدم إصابتهم باي مرض." وتابع "كما ألزم أصحاب الفنادق بالإبلاغ عن أي حالة مرضية بين المقيمين لديهم".

وتعرضت كربلاء خلال الأعوام الماضية إلى هجمات انتحارية استهدفت الزوار، نفذت نساء عددا منها. وقتل جراء إحدى هذه الهجمات، خلال عاشوراء في آذار (مارس) 2004، أكثر من 170 شخصا.

وزيارة كربلاء خلال عاشوراء تعتبر من أقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة، حيث يحضرها أكثر من مليون شخص يصل معظمهم سيرا على الأقدام من مناطق متفرقة من العراق

جزاك الله خيرا

» قاعدة العراق تؤيد الظواهرى خليفة لـ "بن لادن" وتتوعد أمريكا
» قصف قاعدة المطار الأمريكية بأربع قذائف هاون شمال العراق
» امريكا تنسحب من العراق بعد قرابة تسع سنوات من الحرب