زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:28 am | |
| بداية الدعوة العباسية
كان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.
بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على (الحميمة) ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ.
لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها.
اختيار المكان
اختار الكوفة وخراسان نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:
1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.
2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.
3 - وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.
4 – وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.
5 – اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة.
تنظيم أمور الدعوة
عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.
أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.
بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو أسد بن عبد الله القسري يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ.
وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد.
ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ.
شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم.
وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية.
وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة.
وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة هشام بن عبد الملك وانشغال الدولة الأموية بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.
ظهور أبي مسلم الخراساني
وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو أبو مسلم الخراساني (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.
وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس.
مرحلة الاشتباك المسلح
وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك).
توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن.
وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم. وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس. وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ.
| |
|
زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:29 am | |
| الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين بعد أن أخمد أبو بكر عصيان مانعي الزكاة وقاتل المرتدين وعم الإسلام الجزيرة قام بتنفيذ السياسة التي قررها الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية, فوجه القوى الإسلامية إلى الجهاد في جبهتين: جبهة العراق بقيادة خالد بن الوليد وجبهة الشام بقيادة أبي عبيدة ابن الجراح ومعه يزيد ابن أبي سفيان وأخوه معاوية وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص. وفي العراق تم فتح القسم الجنوبي منه, ثم أمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يتوجه إلى الشام مع قسم من جيش العراق مددا لأبي عبيدة ابن الجراح وتم فتح الشام بعد وقعة اليرموك سنة 13هـ وقبيل وفاة أبي بكر.
وفي عهد عمر بن الخطاب (13 - 23هـ) غزا معاوية الروم حتى بلغ (عمورية) وفتحت الجزيرة وأرمينية وأذربيجان, وطرق المسلمون باب الأبواب على بحر الخزر (قزوين) على يد عياض بن غنم وفتحت مصر على يد عمرو بن العاص وامتد الفتح الإسلامي على الأقاليم الساحلية الليبية (طرابلس وبرقة).
وفي العراق تولى قيادة الجيش الإسلامي سعد بن أبي وقاص وتم على يده فتح ما تبقى من العراق بعد وقعة القادسية (سنة 14هـ) وفيها هزم جيش الفرس وقتل قادته, واجتاز المسلمون حدود بلاد إيران ففتحوا خراسان والأهواز وإقليم فارس وامتد الفتح جنوبا حتى مكران إلى حدود السند وشرقا إلى سجستان (أفغانستان).
وفي خلافة عثمان (23 - 35هـ) أعيد فتح خراسان وأرمينية وأذربيجان بعد انتقاضها, وفتحت الري وهمذان وطبرستان وجرجان واكتمل فتح إيران. وفي بلاد الشام لم يبق بعد وقعة اليرموك إلا حاميات بيزنطية في بعض مدن فلسطين والساحل, فأتم فتحها معاوية ابن أبي سفيان, وكان عمر بن الخطاب ولاه على الشام بعد وفاة أخيه زيد بطاعون عمواس سنة 18هـ.
وعلى جبهة الروم أنشأ معاوية نظام الصوائف والشواتي لمتابعة غزو الروم. وفي سنة 27هـ بلغ القسطنطينية وحاصرها, وأنشأ في عكا دارا لصناعة السفن, وفيها تم أول أسطول عربي وكان باكورة عمله الاستيلاء على جزيرتي قبرص وأرواد, وبه أبيد الأسطول البيزنطي في وقعة (ذات السواري) سنة 34هـ, وأصبح شرق البحر المتوسط بعدها بحرا عربيا.
وفي مصر امتد الفتح الإسلامي نحو إفريقية بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي ولاه عثمان بعد عزله عمرو بن العاص وانتصر المسلمون على جيش الروم, وكان بقيادة (جرجير gregorius) وتم الاستيلاء على (سبيطلة) التي اتخذها عاصمة له, وفتحت بعد هذه المعركة أبواب المغرب. وفي عهد علي ابن أبي طالب توقفت الفتوحات, ما خلا توغل جرى في جبهة السند وذلك بسبب الفتن التي ثارت في عهده وانتهت بقتله. | |
|
زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:29 am | |
| | |
|
زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:29 am | |
| خلافة بني امية
امية هو جدهم الاول...وهو سبب تسميتهم ببني امية ..وقامت الدولة حين سلم سيدنا الحسن رضي الله عنه الخلافة الى سيدنا معاوية عام الجماعة في سنة 661م
بقي سيدنا معاوية عشرون سنة تقريبا في الخلافة الى ان توفي بدمشق وتولى بعده ابنه يزيد ثم معاوية بن يزيد . ولكن معاوية الاخير هذا لم يشا ان يستمر بالحكم فتنحا عنه
من هنا استلم االخلافة مروان بن الحكم سنة683م فتحولت الخلافة من الفرع السفياني ( اي اولاد ابي سفيان ) الى الفرع المرواني(اولاد مروان )
في سنة 685م استلم الخلافة عبد الملك بن مروان وهو ابو الخلفاء لان اولاده استلمو الخلافة بعده . واستمر قرابة عشرين سنة وحد البلاد كلها في زمنه فصارت الشام والحجاز والعراق ومصر بلدا واحدا يحكمه خليفة واحدا
استلم بعده ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705م .. فقامت اقوى فترة للمسلمين عرفها التاريخ في زمنه :::
فتح ما تبقى من المغرب العربي فتح الاندلس وما ادراك ما الاندلس فتح بلاد الروم ( تركية وما وراءها الى حدود روسيا ) فتح ما بعد فارس الى حدود الصين ودخل حدود الهند
ازدهرت دولة الاسلام في زمنه وعلت . ولا ننس ان ذلك بفضل الله ثم بفضل تقوى وايمان الوليد وكان الوليد يجبر اولاد بني امية على حفظ القران وعلى الجهاد وكان يحترم العلماء بنى المسجد الاموي في دمشق الذي يعتبر اعجوبة في بناءه وخاصة المئذنة الشرقية ( مئذنة عيسى ) وقد اوصل الماء الى كل بيت في دمشق ؟؟؟ ولم يكن في ذلك الوقت مواسير ولا مضخات فكيف وصلت ؟؟؟ توفي رحمه الله بدمشق
واستلم بعده اخاه سليمان بن عبد الملك سنة715م واستلم بعده عمر بن عبد العزيز (خامس الخلفاء الراشدين ) سنة717م استمر بالحكم حوالي اربع سنين اعاد فيها صورة جده الفاروق عمر بن الخطاب حيث حكم بلا جند وبلا قصر وبلا جواري ولا عبيد ولا حتى دابة
واستلم بعده يزيدبن عبد الملك سنة 720م
واستلم بعده هشام بن عبد الملك سنة724م واستمر عشرين سنة تقريباحيث قام ببعض الاصلاحات التي مدت بعمر الخلافة قليلا . وكان يامر اهله بالصلاة حتى ان بعض الايام لم يجد ابنه في الصلاة فعاقبه بحرمانه من الدابة اياما واجبره على اتيان المسجد ماشيا .. يا له من خليفة رحمه الله
استلم بعده الوليد بن يزيدسنة743م
استلم بعده يزيد بن الوليد بن عبد الملك سنة 744م ثم انتهت الخلافة على يد الخلفاء العباسيين سنة 750م وكان وقتها الخليفة الاموي مروان بن محمد ... حيث قتله العباسيون واستلمو الخلافة من اقصى الارض الى اقصاها الا بلاد الاندلس لم يستطيعوا اخذها من( صقر قريش )عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم | |
|
زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:30 am | |
| بلاط الشهداء وتوقف المد الاسلامى لأوروبا
رمضان 114هـ ـ 21 أكتوبر 732م
إنها واحدة من أعظم الحوادث وأبعدها أثراً في تاريخ الإسلام والنصرانية، بل كانت كلمة الفصل الحاسمة في طريق الإسلام والنصرانية في العالم القديم، وهي معركة بلاط الشهداء، أو ما تعرف عند المؤرخين الأوروبيين بمعركة «بواتييه» أو «تور»، والتي أبقت النصرانية كدين وأمة في أوروبا حتى الآن .
فتح المسلمون الأندلس سنة 92هـ، وأخذوا في دفع فتوحاتهم حتى إلى ما وراء جبال البرنيه «البرانس» الآن، ففتحوا ولايات فرنسا الجنوبية، وبسطوا نفوذهم على سهل نهر الرون، ولكن الخلافات العصبية القبلية أدت لهزيمة المسلمين في موقعة تولوز سنة 102هـ، وقتل أمير الأندلس فيها «السمح بن مالك» ومعه زهرة جند الأندلس، فارتد المسلمون إلى حدود فرنسا استعداداً لجولة أخرى، ولكن الفوضى الكبيرة التي اجتاحت الأندلس بسبب الصراع القبلي والعنصري بين البربر والعرب من جهة، والعرب فيما بينهم «قيسية ويمانية» من جهة أخرى؛ أعاقت حركة الفتح زهاء عشرة أعوام، حتى تم تعيين القائد العظيم «عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي» والياً على الأندلس سنة 113هـ.
كان «عبد الرحمن الغافقي» جندياً عظيماً، وقائداً محنكاً، وسياسياً ماهراً، ومؤمناً ورعاً، شديد الحب للجهاد في سبيل الله، وتضطرم نفسه برغبة عارمة للانتقام لمصاب المسلمين في تولوز، لذلك أخذ في إعداد العدة لغزو بلاد فرنسا مرة أخرى، وقام بإصلاحات إدارية وتنظيمية بالأندلس أدت لتهدئة الأوضاع، واستقرار الداخل الأندلسي، وفي هذه الفترة المضطربة حاول أحد زعماء البربر الطموحين والطامعين في الحكم واسمه «منوسة» أن ينتهز الفرصة، ويستقل بحكم الولايات الشمالية، ومن أجل هذا الغرض الجامح دخل في حلف مع الكونت «أودو» حاكم إقليم «أكوتين» في جنوب فرنسا.
شعر عبد الرحمن الغافقي بخطورة الأمر فقرر المبادرة بالتحرك قبل استفحال الفتنة، وبالفعل أرسل جيشاً لتأديب «منوسة»، واستطاع هذا الجيش أن يقضي على جيش «منوسة» ويقتله، فشعر حليفه الفرنسي الكونت «أودو» بالخطر القادم نحوه، فتأهب للدفاع عن مملكته، وعندها توجه «عبد الرحمن الغافقي» بكل جيوشه المسلمة من عرب وبربر في أعظم جيش شهدته إسبانيا وفرنسا وذلك في محرم سنة 114هـ، واخترق شمال الأندلس كالإعصار العاتي انقض المسلمون على إقليم «أكوتين» كالسيل الجارف، وحاول «أودو» إيقافهم ولكنه هزم هزيمة فادحة، وتمزق جيشه تماماً، وفر هو ناحية الشمال، وواصل المسلمون فتحهم للجنوب الفرنسي، حتى وصلوا إلى مدينة «صانص» على بعد مئة ميل من العاصمة باريس، أي افتتح المسلمون نصف فرنسا الجنوبي كله من الشرق إلى الغرب في بضعة أشهر فقط.
كان ملك الفرنج أو فرنسا وقتها هو «تيودو ريك الرابع»، ولكن ملوك الفرنج كانوا في ذلك العصر أشباحاً قائمة فقط، وكان محافظ القصر الفرنجي واسمه «كارل مارتل» هو الملك الحقيقي المتأثر بكل سلطة، فاجتمع قادة الفرنج معه، وتشاوروا في كيفية التصدي لهذا الاكتساح الإسلامي لبلادهم، وكان «كارل مارتل» من أدهى رجال الفرنج، وأكثرهم حنكة، وكان على عداوة كبيرة مع الكونت «أودو» لذلك تركه فريسة سهلة للمسلمين ولم ينجده، فأشار «كارل مارتل» على قادة الفرنج أن ينتظروا حتى يقدم عليهم المسلمون، وقال لهم بالحرف الواحد: «الرأي عندي ألا تعترضوهم في خرجتهم هذه، فإنه كالسيل يحمل من يصادره، وهم في إقبال أمرهم، ولكن أمهلوهم حتى تمتلئ أيديهم بالغنائم، ويتخذوا المساكن، ويتنافسوا على الرياسة، ويستعين بعضهم ببعض، فحينئذ تتمكنون منهم بأيسر أمر».
حشد كارل مارتل جيشاً ضخماً من الفرنسيين والعشائر الجرمانية البربرية الوثنية، والعصابات المرتزقة من كل حدب وصوب، حتى أصبح هذا الجيش أضعاف جيش المسلمين على الرغم من ضخامة جيش المسلمين، وعسكر الفرنج عند سهل «تور» بين فرعي نهر «اللوار»، وواصل المسلمون زحفهم حتى اقتربوا من معسكر الفرنج، فأرسل «عبد الرحمن الغافقي» دورية استطلاعية لاستكشاف استعدادات العدو ولكن هذه الدورية أخطأت في تقدير ضخامة الجيش الفرنجي، فاقتحم عبد الرحمن ومن معه نهر اللوار لملاقاة الأعداء، ففوجئ بضخامة الجيوش الفرنجية، فارتد من ضفاف النهر ثانية إلى السهل الواقع بين تور وبواتييه، وكان وضع الجيش الإسلامي غير مطمئن بسبب رغبة قبائل البربر في الانسحاب بالغنائم المهولة التي غنموها خلال اجتياح الجنوب الفرنسي، والإرهاق الذي أصابهم من كثرة القتال.
بدأ القتال بين الجيشين في أواخر شعبان على شكل مطاردات جانبـية، ومبارزات فردية حتى يوم 2 رمضان 114هـ - 21 أكتوبر 732م، حيث اندلعت المعركة العامة الشاملة واستمرت دون تقدم فريق على الآخر، حتى بدأ التعب على الفرنج، ولاح النصر في جانب المسلمين، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ استطاع الفرنج أن يفتحوا ثغرة إلى معسكر الغنائم، فارتدت أعداد كبيرة من الفرسان من قلب المعركة إلى الخلف لحماية الغنائم، ودب الخلل في صفوف المسلمين، وعبثاً حاول القائد «عبد الرحمن الغافقي» تنظيم الصفوف، وحث الجنود على الثبات والبقاء، وأثناء ذلك يصاب «عبد الرحمن» بسهم قاتل يخر معه شهيداً في أرض المعركة، ويعم الاضطراب والفوضى في الجيش الإسلامي، وانتهز الفرنج الأمر وشددوا الهجوم على المسلمين، وكثر القتل بينهم، ولكنهم صمدوا حتى جن الليل، وافترق الجيشان دون فصل، وهنا اضطرم الجدل والنزاع بين قادة الجيش الإسلامي، ودب اليأس من النصر بينهم، فقرروا الانسحاب نحو أقصى الجنوب الفرنسي، فلما طلع الفجر لم يجد الفرنج المسلمين في معسكراتهم، فلم يتابعوهم خوفاً من الكمين أو الخداع، وعاد كارل مارت والفرنج إلى الشمال.
بعرف الحروب لم يهزم المسلمون في معركة «بلاط الشهداء»، بل ارتدوا دون أن يحققوا النصر، ولكن هذه المعركة أصبحت أسطورة عند المؤرخين النصارى، وأفاضوا عليها هالات من التقديس والبطولة الزائفة، ويجعلون من «كارل مارتل» منقذ النصرانية والأوروبيين من الإسلام والمسلمين، بل اتفق المؤرخون الأوروبيون القدامى والمعاصرون على أنها أهم حدث في تاريخ أوروبا والنصرانية كافة، ونحن نقول: إنه لولا طمع البعض في الغنائم وحرصهم على الدنيا لانتصر المسلمون، وأصبحت أوروبا الآن كلها إسلامية مثل دول الشمال الإفريقي . | |
|
زيااد عضو ذهبي
عدد المساهمات : 1445 نقاط : 1618 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/07/2011 العمر : 48 العمل/الترفيه : محاسب
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:30 am | |
| محمد على باشا ( 1805 - 1848 م )
نشاتة
ولد محمد على باشا بمدينة قولة إحدي مدن اليونان سنة 1769 م وكان أبوه إبراهيم أغا رئيس الحرس المختص بحراسة الطرق ببلده وكان له سبعة عشر ولدا لم يعش منهم غير محمد على ، وقد مات أبوه وعاش يتيما لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره فكفله عمه طوسون الذى توفي فكفله صديق والد حاكم المدينة " الشوربجي "
، فلما بلغ محمد أشده انتظم فى سلك الجهادية وسرعان ما ظهرت شجاعته ثم تزوج من إحدي قريبات متصرف قولة وكانت واسعة الثراء وأنجب منها إبراهيم وطوسون وإسماعيل وتفرغ للتجارة وخاصة تجارة الدخان
إلا أنه سرعان ما عاد للحياة العسكرية وذلك عندما أغار نابليون بونابرت على مصر وشرع الباب العالي أو تركيا
وهكذا جاء محمد على إلى مصر واشترك فى المعارك الأخيرة التى دارت بين الإنجليز والأتراك من جانب والفرنسيين من جانب أخر وظهر اسمه فى هجوم الجيش التركي على الرحمانية وساعده الحظ بانسحاب الفرنسيين من قلعة الرحمانية فاحتلها محمد على دون عناء .
دخول محمد على مصر
ظل محمد على بمصر وشهد انتهاء الحملة الفرنسية على مصر وفى أثناء ذلك كان قد رقي إلى مرتبة كبار الضباط فنال رتبة بكباشي قبل جلاء الفرنسيين ثم رقاه خسرو باشا إلى رتبة " سر جشمه " أو لواء ، وكان فى ذلك الوقت الصراع دائرا فى مصر على السلطة
إنجلترا قامت فى 27 مارس سنة 1802م بعقد صلح عرف بصلح أميان Amiens بين فرنسا وإنجلترا وهولندا وإسبانيا وكان من شروط هذا الصلح جلاء الإنجليز عن مصر ، كما أن الحرب بين المماليك والأتراك قد اشتدت
فبدأ محمد على أن يدبر لنفسه خطة لم يسبقه إليها أحد وهى التودد إلى الشعب المصري واستمالة زعماؤه للوصول إلى قمة السلطة وخاصة بعد ثورة الشعب ضد المماليك فى مارس سنة 1804 م من كثرة وقوع المظالم وزيادة الضرائب على الشعب المصري
كذلك كثرة اعتداء المماليك والجنود الألبانيين على الأهالي فبدأ محمد على فى هذه الأثناء فى استمالة الشعب المصري له واختلط بالعامة وانضم إلى المشايخ والعلماء ، وفى سنة فى سنة 1805م حدثت ثورة بالقاهرة ضد الأتراك بدأت عندما اعتدي الجنود
الدلاة - جنود من عناصر السلطنة العثمانية - على أهالي مصر القديمة وأخرجوهم من بيوتهم ونهبوا مساكنهم فاجتمع العلماء وذهبوا إلى الوالي خورشيد باشا وخاطبوه فى وضع حد لفظائع الجنود الدلاة إلا أن الوالي لم يستطع عمل شيئا فبدأت الثورة تأخذ طريقها ضد الوالي التركي وجنوده
وهنا اغتنم محمد على تطور أحداث هذه الحركة ليؤيدها ويناصر الشعب كما فعل فى ثورة الشعب ضد المماليك ، وفى تلك الأثناء حاول خورشيد باشا إبعاد محمد على عن مصر حيث نجح فى جعل الباب العالي يصدر فرمانا سلطاني بتقليد محمد على ولاية جدة
إلا أن الشعب المصري وزعمائه وعلمائه كان قد أصدر حكمه بعزل الوالي العثماني خورشيد باشا وتعيين محمد على واليا على مصر بدلا منه فى 13 مايو سنة 1805م وهكذا تولي محمد على باشا حكم مصر نزولا على رغبة أبنائها
مذبحة المماليك
مذبحة المماليك الشهيرة به سنة 1226هـ / 1811م حيث كان محمد على باشا قد أقام حفلة لخروج ابنه طوسون باشا المتجه إلى الحجاز فدعا إلى هذه الحفلة المماليك
حيث تقدم الإنكشارية والمماليك ومشى الجميع تجاه باب العزب فنزل الجند الإنكشارية المنحدر أولا ثم تبعهم المماليك حتى إذا خرج أخر جندي إنكشاري من الباب أقفل باب العزب ، ثم أصدر صالح أغا قوج أوامره إلى الجند فانسلوا وراء المماليك وتسلقوا الصخور المحيطة بالدرب السلطانى المنحدر وأطلقوا الرصاص من كل جهة على المماليك ولم ينج من هذه المذبحة إلا أمين بك الألفى الذى استطاع أن يتسلق أسوار القلعة ويقفز بحصانه حيث فر إلى الشام وبذلك استطاع محمد على باشا أن يقضى على فلول المماليك والانكشارية .
مظاهر النهوض في عهد محمد علي
1-اهتم محمد على باشا بتنظيم الجيش المصري على أحدث النظم الحربية
2-العمارة
العمارة التى تميزت بطرز جديدة وافدة على مصر كان أغلبها أوربي نظرا لاستقدام محمد للعديد من المهندسين والعمال
لبناء العديد من العمائر سواء الدينية أو المدنية أو الحربية فبدأ فى الظهور أنماط تركية وألبانية وأوربية نتيجة لتوافد هذه العناصر على مصر فى القرن التاسع عشر الميلادي على العمارة والفنون فعرف هذا الطراز فى كتب المؤرخين باسم " الطراز الرومي " .
أصبح يوجد لائحة للتنظيم حيث فتحت الحارات والدروب والسكك وسهل المرور بها أصبح الناس بمصر يتبعون فى مبانيهم الطرز المعمارية الحديثة كما انتدب محمد على باشا
المهندسين وملاحظي المباني ليطوفوا بالمدن للكشف عن المساكن والدور القديمة ويأمروا أصحابها بهدمها وتعميرها فإن عجزوا أمورا بإخلائها ولتقوم الحكومة بترميمها على نفقتها الخاصة لتكون بعد ذلك من أملاك الدولة
3-التعليم
اهتم محمد على باشا بالتعليم بمصر بمختلف أنواعه قام محمد على باشا بوضع أولي لبنات التعليم فى مصر على الرغم مما لاقاه من صعوبات بالغة تمثلت فى المعارضة الشديدة من الأتراك من ناحية ومن التخلف والجهل الذى كان يسود مصر من ناحية أخري نظرا لكثرة الفتن والخلافات والصراعات بين المماليك والأتراك ومن هنا بدأ فى نشر المدارس المختلفة لتعليم أبناء الشعب المصرى ومنها المدارس الحربية مثل مدرسة السواري أو الفرسان بالجيزة مدرسة المدفعية بطره مجمع مدارس الخانكة ، مدارس الموسيقي العسكرية وغيرها من المدارس ، أيضا كان هناك العديد من المدارس الأخري مثل مدرسة الألسن ومدرسة الولادة ومدرسة الطب أو مدرسة القصر العيني ومدرسة الطب البيطري ومدرسة الزراعة وغيرهم من المدارس .
4-الصناعة
بالصناعة التى تطورت تطورا كبيرا فى عهده والتى أصبحت ثاني عماد للدولة بعد التعليم بكافة أشكالها وبخاصة الحربية لمواكبة الأنظمة التى كانت موجودة بأوربا وحتي لا تعتمد مصر على جلب
كافة احتياجاتها من الخارج الأمر الذى سيجعلها تحت رحمة الدول الكبرى من ناحية واستنزاف موارد الدولة من ناحية أخري إلى جانب أن معظم الخامات المستخدمة فى الصناعة كانت موجودة فعلا بمصر فضلا عن توفر الثروة البشرية ، وهكذا تم إنشاء العديد من المصانع وكان أول مصنع حكومي بمصر هو مصنع الخرنفش للنسيج وكان ذلك فى سنة 1231 هـ / 1816 م ثم بدأت تتوالي المصانع سواء الحربية أو غيرها الأمر الذى أدي بمحمد على إلى اتباع سياسة خاصة للنهوض بهذه المصانع بدأها أولا باستخدام الخبراء والصناع المهرة من الدول الأوربية لتخريج كوادر مصرية من رؤساء وعمال وصناع وفنيين وإحلالهم محل الأجانب بالتدريج .
وقد انقسمت الصناعات الجديدة التى أدخلها محمد على باشا إلى مصر إلى ثلاثة أقسام
الأول
وهو الصناعات التجهيزية وتمثلت فى صناعة آلات حلج وكبس القطن وفى مضارب الأرز ومصانع تجهيزه ، وتجهيز النيلة للصباغة ، ومعاصر الزيوت ومصانع لتصنيع المواد الكيماوية كما قام محمد على باستبدال الطرق البدائية فى الصناعة وإدخال بدلا منه الآلات سواء الميكاية أو التى تدار بالبخار والمكابس
القسم الثاني
وهى الصناعات التحويلية وهى الصناعات المتعلقة بالغزل والنسيج بكافة أنواعه ،
القسم الثالث
وهو الصناعات الحربية وقد بدأ محمد على باشا فيها بعد قيام الحرب الوهابية سنة 1811 - 1819م حيث أسس أول ترسانة أو دار للصناعة بالقلعة - ورش باب العزب - ليكون على أحدث النظم الأوربية فى ذلك الوقت لتتوالى المصانع الحربية بعد ذلك بأنحاء مصر ، هذا ولقد كان ذلك بعضا مما شملته أوجه النهضة بمصر فى عهد محمد على باشا
| |
|
عدولا عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 2 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/03/2012 العمر : 64 العمل/الترفيه : lموظف
| موضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة الجمعة مارس 02, 2012 3:15 pm | |
| | |
|