اشكالية حسن صقر

علاء إسماعيل

حملة مسعورة يتعرض لها حسن صقر منذ اندلاع ثورة 25 يناير تطالب ليس برحيله فحسب بل بمحاكمته والتهمة المعلنة لا تخرج عن كونه واحد من الفلول ، وهو لفظ مبهم تلوكه الالسن هذه الايام لتدمير الشخصية المصرية حتى مع اتفه المواقف والاسباب، وتبدو الحملة متفقة على الهدف والاطاحة بالرجل لكنها غير متفقة على الدوافع والمبررات ، وكل طرف يرى المشكلة من زاويته وبما يبرر مصالحه التى يسعى اليها.

وقبل عدة ايام صدر قرار من مجلس الوزراء بعد موافقة المجلس العسكري بالسماح لحسن صقر بالسفر الى عدة دول عربية للترويج لملف استضافة مصر لدورة العاب الدول المطلة على البحر الابيض المتوسط على رأس وفد رياضي رفيع المستوى ، ولا يخفى على القراء الاعزاء الفاهمين الدلالة والمغزى لهذا القرار ، فهو تعزيز للدور الذي يلعبه صقر من اجل الحصول على حق استضافة هذه الدورة الكبيرة التى يشارك فيها نخبة من الدول الاوروبية المتقدمة رياضيآ واقتصاديآ وثقافيآ ولها ثقل سياسي عالمي كبير.

ولايخفى ايضآ على السادة المعارضين والذين يقاتلون من اجل إقصاء حسن صقر ان اسناد مهمة الترويج له تؤكد ثقة القيادة وخاصة العسكرية فى قدراته وكفاءته ونزاهته والتى بدت اكثر وضوحآ خلال شهور الانفلات الرياضي وانفجار بالونات الاعتصامات والمظاهرات والمطالبات من كل نوع ، كما ان القرار يحمل فى طياته ان صقر جدير بالاستمرار فى مهمته وهذا ما نظنه ، وان كنت ارى ان الوضع الوظيفي له كان قيدآ على حركته وقراراته ويجب تعديله اذا تاكد استمراره.

المعارضون لأتحاد الكرة يتهمون حسن صقر بالتخاذل وعدم التدخل لتصحيح اخطاء سمير زاهر وهى كارثية بالفعل ، لكنهم يتجاهلون ان اتحاد كرة القدم تحديدآ يحظى بحماية من الاتحاد الدولي الذي يرفع شعار استقلالية الاتحادات الوطنية ، ولايمكن فى ظل الاجواء المشوشة التى نعيشها فى مصر ان يتدخل حسن صقر لمحاسبة سمير زاهر او حتى مراجعته ، وفى نادي الزمالك يتهمونه بالهروب من قضية انتخاب مجلس ادارة جديد وتدمير النادي اداريآ ، والحقيقة ان ملف نادي الزمالك برمته امام القضاء الاداري والذي تباطأ فى اصدار حكم حاسم دون مبرر ، واي تدخل من صقر سيكون خطأ قانونيآ فادحآ.

وفى النادي الاهلي تزداد لغة العداء تتهم صقر بتدمير استقرار النادي العريق بسبب اللائحة الجديدة للأندية والتى تضمنت حظرآ على شغل منصب عضو مجلس الادارة لأكثر من 8 سنوات، ويقود الحملة ابطال مسرحية التوريث الجدد خالد مرتجي والعامري فاروق وخالد الدرندلي الذين كانوا يعدون العدة للقفز على السلطة بعد رحيل حسن حمدي ومحمود الخطيب ، وتقود حملة التوريث سفينة الاهلي للسقوط فى الهاوية خاصة ان اللائحة تحظى بموافقة الاغلبية الكاسحة من اندية جمهورية مصر العربية، ويقف الاهلي مع عدد محدود فى الجانب الاخر من النهر ، وهذه قضية سوف نتعرض لها تفصيلآ فيما بعد.

حسن صقر واحد من الفلول وتابع للنظام الفاسد وصديق لأحمد نظيف ومتلون ومتحول ، كلها اوصاف يطلقها المعارضين الذين تهددت مصالحهم فى وجوده وتشدده فى تطبيق القانون وإعلاء مصلحة الرياضة المصرية ، واقولها بصدق ان صقر مستمر ولن يرحل اما المعارضين له فهم الفلول بكل معني الكلمة.