المغفل والزهقانة
كان وجهه ممتقعا أما نظرته فكانت تمتد نحو الأفق ولا تتوقف عند شيء من الكائنات
كان يبتسم ثم يسرح ثم يعاود الابتسام
سألتاه مالك ... هل أنت مريض أو متوعك ؟
قال أمر بتجربة مثيرة لم تحدث في حياتي من قبل قط
عاد يقول وهو يهمس
تتصل بي هذه الأيام عفريته أو جنية من تحت الأرض
انفجرنا نضحك فسكت عن الكلام
تصنعنا الجد وسألتاه
كيف تتصل بك الجنية
قال في التلفون فلقد ضربت نمرة عشوائية فخرجت نمرتي ... كتمنا رغبتنا في الضحك وسأله احدنا
حدثنا كيف واهتم بالتفاصيل الصغيرة
قال رن جرس التلفون رنة تشبه رنة العفاريت... لم يضرب جرسا متصلا كالعادة وإنما دق رنة واحدة ثم سكت
رفعت سماعة التلفون فسمعت صوتها
كان صوتا وديعا هادئا ناعما أقرب إلى النعاس وأحسست أن أعصابي تهدأ وان شكوكي تزول وان مشاعري تستقر
وان مخاوفي تتبدد مثل غيمة جرؤت على تحدي الشمس فأذابتها الشمس
كان صوتها مثل قرص مهدئ يتسلل إلى أعصابي كلها فتهدأ
كان صوتها ..... فقاطعه احدنا قائلا دعك من التفاصيل الصغيرة وادخل في الموضوع
ماذا حدث بعد ذلك
قال استمرت تتصل بي
سألناه كيف عرفت الجنية نمرتك
قال لم أكد اسمع صوتها حتى انسكبت مثل ماء ينسكب من جردل قديم
سألتني من الذي يتحدث ؟ فقلت لها اسمي ... قالت نمرتك كام ؟ فقلت لها على النمرة
قالت أنا زهقانة وقد طلبت أي نمرة وأريد أن أتحدث قليلا مع الإنس
هل أنت فاض أم مشغول
قلت لها محسوبك صايع وليس وراه أي عمل ومضينا نتحدث فكدت أجن
أن دمها اخف من دم النسانيس ولقد كنت اضحك من كلامها وكانت تضحك على كلامي
فلما انتهى الحوار سألتها
حضرتك مين ... ؟
قالت جنية ممن تحت الأرض...
ماذا افعل الآن .؟
كان يسألنا النصح وقال له أحدنا ماذا تعرف عنها وماذا تعرف هي عنك ؟
قال تعرف كل شيء عن أحوالي ولا اعرف عنها أي شيء
فقال لها أحكمنا
توقف عن الكلام معها ولا تكن مغفلا فأنها احد أمرين
أما دسيسة من مصلحة الضرائب أو هيئة سوق المال وأما أن تكون جنية فعلا ولكن من بني الإنس العوانس
وترسم على الزواج منك
انج سعد فقد هلك سعيد
بقلم الكاتب الساخر احمد بهجت أحببت أن أضفي عليكم قليلا من جو البهجة والسرور في عطلة العيد السعيد