abozezo111 نائب المدير
عدد المساهمات : 1729 نقاط : 3650 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 04/12/2009 العمر : 56
| موضوع: لتـسـبـيـح الثلاثاء يناير 19, 2010 9:43 am | |
| تسبيح الملائكة والبشر والطيور والأشجار وكل من في السموات والأرض. التسبيح ثناء على الله تعالى , ولقد وردت لفظة سبّح في القرآن الكريم ومشتقاتها سبعاً وثمانين مرة . والتسبيح معناه تنزيه الله تبارك وتعالى عن أيسوء أو أي عمل أو صفة لا تليق بعظمته وجلاله ورحمته وقدرته على كل شيء. ولفظة سبحان هي اسم مصدر وقد وردت في القرآن الكريم مفرده ومضافة , والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى , ولذلك كما يقول الفقهاء : هو أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها إلا الله تعالى , كما أن العبادة والصلاة تكون غاية في الشكر والحمد على نعم الله التي لا تحصى , كما أن الصلاة لا تكون إلا لله تعالى , ولهذا كان من المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى والثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي حاجته ثم يسأل الله حاجته. ولقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلاً يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجل هذا , ثم دعاه فقال له : إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه عزّ وجلّ والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء " إن قول " الحمد لله " يعتبر تسبيحاً , كما انه يعتبر من التسبيح كل ذكر طيب لله تعالى وكل قول يمجد فيه العبد الصفات العلى لفاطر السموات والأرض , وترديد أسماء الله الحسنى يعتبر من أحب أنواع التسبيح إلى الله تعالى ولو علم المسلمون والمسلمات قدر الثواب العظيم الذي يفوزون به أثر كل تسبيحه وما يرصد لهم في كفة الحسنات وما يستبعد من السيئات التي اقترفوها لو علموا ذلك لأكثروا من التسبيح لاستزادة فضله وثوابه العظيمين . التسبيح صلاة إن التسبيح قد يعني أيضاً الصلاة , فقد قال الله جلّ وعلا عن النبي يونس عليه السلام بعد أن التقمه الحوت : " فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا انه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " سورة الصافات يقول ابن عباس وعبد الله بن مسعود في معنى ( كان من المسبحين ) أن النبي يونس عليه السلام كان يصلي وهو في بطن الحوت . وقال سعيد بن جبير أن النبي يونس بن متى كان وهو في بطن الحوت يسبح , وان هذا التسبيح هو الذي أنجاه من الهلاك وإلاّ لصار بطن الحوت قبراً ليونس حتى يوم القيامة , وقال ابن جبير أن يونس عليه السلام كان يقول في تسبيحه " يارب لا إله إلا أنت وسبحانك اغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين إني كنت من الظالمين" وقد قال صلى الله عليه وسلم "دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرّج الله كربته "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول " اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم , والذي نفسي بيده , لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه الثناء والذكر , فكان ذكر الله عز وجل والثناء عليه من انجح ما طلب به العبد حوائجه وهذه من فوائد الذكر انه يجعل الدعاء مستجابا وقد ذكر الإمام المحقق ابن القيم للذكر أكثر من مائة فائدة ، منها طرد الشيطان وقمعه وأنه يرضي الرحمن ويزيل الهم والغم عن القلب ويجلب له الفرح والسرور ويقوي البدن والقلب ويجلب الرزق ويكسي الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة ،
فقد جعل الله لكل شيء سببا ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره ، فإن الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم ،فالذكر باب المحبة وطريقها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، ويورث الذكر الذاكر المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، ويورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله والقرب منه ،ويفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة ،ويورثه الهيبة لربه وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله بخلاف الغافل ، وحياة القلب . قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء . ويورث جلاء القلب من صداه ، فكل شيء له صدى وصدى القلب الغفلة والهوى ، وجلاء الذكر والتوبة والاستغفار ، ويحط الخطايا ويذهبها ; لأنه من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين . ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه ، وهو منجاة للعبد عن عذاب الله ، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا { ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله } وهو سبب لنزول السكينة على العبد ، وغشيان الرحمة له ،وحفوف الملائكة به وهو غراس الجنة . فقد روى الترمذي وقال حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر } . وروي من حديث جابر وقال حسن صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة } قال الترمذي حديث حسن صحيح . تسبيح الملائكة ليس من الضروري إن يكون التسبيح جهراً لأن الله تعالى عالم بذات الصدور وهو يعلم السر وأخفى , عن تسبيح العبد المؤمن بينه وبين نفسه ودون الجهر به يكون أجزل ثوابا عند الله لأنه يدل على صدق الإيمان بوحدانية الله وقدرته باليوم الأخر ويكون بعيداً عن كل رياء . قال الله عزّوجلّ " واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين * إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ". إنّ التسبيح بالغدو والآصال : المراد به ذكر الله سبحانه وتعالى في الغدوات والعشيات وقيل : إن الله جلّ جلاله خصّ هذين الوقتين بالتسبيح لأن قلب المؤمن وعقله يكونان فارغين من خواطر طلب الرزق والمعاش . وقال تعالى : " وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون " قال ابن زيد : إن الملائكة لا ينقطعون أبداً عن تسبيح الله عز وجل واستند في تفسيره هذا على أن العرب يصفون البعير الذي ينقطع عن السير لشدة إعيائه بأنه بعير حسير. وقال الفقيه ابن كعب : إن الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة وجعل لهم التسبيح الدائم بنفس السهولة التي يتنفس بها الإنسان . وقيل أن المراد بهذا التأكيد على أن الملائكة مخلوقات يعبدون الله تبارك وتعالى وليست بينهم وبين الخالق جلّ شانه علاقة قرابة او نسب كما يدّعي المشركون . والملائكة مستمرون بالتسبيح إلى يوم القيامة وهم في هذا اليوم العظيم يلتفون حول عرش الله سبحانه وتعالى يسبحون بحمد ربهم كما قال الله جلّ جلاله " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين * ". تسبيح جميع الكائنات يقول الله عز وجل في مستهل سورة الحديد : " سبّح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم " قال أبي بن كعب رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ سورة الحديد كتب من الذين أمنوا بالله سبحانه وتعالى ورسله " ويقول مقاتل : عن كل شيء في الكون سواء كان ذا روح أم كان جمادا لا روح فيه يسبح الله عز وجل فالعقلاء يسبحونه قولاً واعتقاداً ولفظاً ومعنى وغير العقلاء كالحيوانات والجمادات يكون تسبيحها ما في وجودها من الأدلة الدالة على وحدانية الخالق جلّ جلاله وما في وجود تلك الكائنات من براهين ساطعة على أن الخالق لا يشبه خلقه وان خلقه لا يشبهه فعبّر سبحانه وتعالى عن ذلك بالتسبيح يقول تعالى : " تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفورا " الإسراء قال أغلب المفسرين : إن معنى التسبيح في الآية الكريمة هو الدلالة على توحيد الله جلّ شأنه وعدله فلا يوجد شيء من المخلوقات إلاّ ويسبح بحمد الله تعالى من جهة خلقته , غذ أن كل موجود محتاج إلى صانع أو خالق كي يوجده والله سبحانه وتعالى غني بنفسه عمن سواه , فهو الخالق البارئ الذي لم يخلقه أحد و وهو الأول والأخر والباطن والظاهر والرازق الحي الذي لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم فهو الساهر على عباده الرحيم بهم " . تسبيح الحيوانات والطيور قال تعالى : "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مّا فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون " الأنعام ولفظة دابة مشتقة من دبّ , والدبيب في اللغة هو المشي مشيا تكون فيها الخطوات متقاربة و ومعنى الآية إن كافة ما على الأرض من حيوان أو طير يشبهون البشر من حيث إبداع الخلق وتدبير مطعمها ومشربها ونومها ويقظتها ومعرفتها الغريزية بحق الله سبحانه وتعالى عليها من التسبيح له بالطريقة التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها قال تعالى " الم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون " النور فكل الدواب أعطاها الله الإيمان بالفطرة والغريزة إلا الإنسان فإنه أعطاه الإيمان بالعقل ولكن الإنسان يستخدم عقله مرة استخداما سليما صحيحا فيصل للإيمان ويستخدمه مرة استخداما سيئا فيضل عن الإيمان , وكان على الإنسان أن يعلم انه تعلّم محاكاة ما دونه من الكائنات و فقابيل تعلم من الغراب كيف يواري سوءة أخيه و ومصمم الطائرات تعلم صناعة الطيران من دراسة الطيور . وكل هذه المم من النمل وحتى الغراب يسبحون بحمد الله : قال تعالى : "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" سورة الإسراء 44 ولكن لا يفهم احد لغات تلك المم وأعلمنا الله أنه علّم سيدنا سليمان لغات كل القوام وكل المم المخلوقة لله , ولذلك عندما سمع سيدنا سليمان ما قالته النملة تبسم ضاحكا من قولها , ولو علمنا نحن منطق تلك الكائنات وتلك الذبذبات التي تصدرها لفقهنا تسبيحهم لله تعالى والتسبيح الذي تنطق به الطيور والدواب هو تنزيه الله سبحانه وتعالى . فضل التسبيح وثوابه العظيم ورد في صحيح مسلم أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي , ولم يأتي أحد أفضل مما جاء به إلا احد عمل أكثر من ذلك " حديث صحيح والتسبيح يجب أن يكون لائقاً بالذات الإلهية منزها عن الشرك والولد والصاحبة وعن النقائص مطلقاً فهو الأول الذي لم يُسبق الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . وقد ذكر أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " صحيح البخاري وروي كذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم " لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس" وروي أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله و علّمني كلاماً أقوله قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له , الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين و ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم " ثم رجع بعد مدة وقال : هذه الكلمات لربي يا رسول الله فأين كلمات لي , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل : اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني " مسند أحمد وليس معنى التهليل المبالغة في رفع الصوت , فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فسمع بعض الناس يجهرون بالتكبير بأصوات مرتفعة فقال لهم : " أيها الناس أربعوا على أنفسكم "أرفقوا بها "إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم " صحيح البخاري وكان عبد قيس رضي الله عنه يقف إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم "ياعبد قيس و ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟قلت بلى يا رسول الله قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الاالله استغفره واتوب اليه اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا في أهلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات من الذين اغتنموا أوقاتهم بالباقيات الصالحات واعصمنا يا مولانا من الغفلة عن ذكرك ومن التشاغل بما لا يقربنا إليك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك الوهاب واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم | |
|
nourallah مالك ومؤسس موقع براعم الايمان
عدد المساهمات : 4022 نقاط : 8858 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 37
| موضوع: رد: لتـسـبـيـح السبت يناير 30, 2010 5:45 pm | |
| | |
|