[center][sc
هذا الموضوع دقِيقٌ، وشائقٌ، وهو عن علاقة الصلاةِ بصحةِ الجسدِ، ولا مجالَ لبسطهِ هنا، ولكن أقتطفُ لكم من هذا البحثِ الدقيقِ بعضَ الملحوظاتِ.
إنَّ الصلاةَ ترفعُ كفاءةَ القلبِ، والدورةَ الدمويةَ، إضافةً إلى أنّها عبادةٌ واجبة، فيها الخشوعُ والسكينةُ، فإننا نتحدثُ عن الصلاةِ من زاويةٍ ضيقةٍ جداً، ألا وهي علاقتُها بصحةِ البدنِ، فإنّه يندرُ بين المصلين أنْ تجدَ أشخاصاً يعانون من أمراضٍ في العمودِ الفقريِّ، فإنّ طبيعةَ الركوعِ، والسجودِ، والقيامِ هي صحةٌ للعمودِ الفقريِّ، فتندرُ بين المصلينَ التهاباتُ المفاصلِ بجميعِ أنواعِها.
ويندرُ بين المصلين حصولُ الدوالي، وجلطاتِ الأوردةِ العميقةِ، ويندرُ بين المصلين الاحتقانُ الدمويُّ في الحوضِ الذي يسبِّبُ البواسيرَ، ونزيفَ الرحمِ.
ويندرُ بين المصلين ضيقُ الصدرِ الذي هو بسببِ تراكمِ غازِ ثاني أكسيدِ الكربونِ في الرئتينِ، فالزفيرُ القسريُّ الذي يحدثهُ الركوعُ والسجودُ ينشِّطُ الرئتين، وينشِّطُ القلبَ مع الرئتين.
ويندرُ بين المصلين التيهُ وخرفُ الشيخوخةِ، لأنّ السجودَ من شأنِه أن يرويَ الدماغَ بالدمِ، والتيهُ وخرف الشيخوخةِ في بعض أسبابِه نقصٌ في ترويةِ أوعيةِ المخِّ، لذلك فإنّ السجودَ يجعلُ الدمَ ينصبُّ على أوعيةِ الرأسِ بشكلٍ قسريٍّ بفعلِ الجاذبيةِ، لذلك يندرُ التيهُ وخرفُ الشيخوخةِ بين المصلينَ.
وقد أشارَ النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ إلى ذلك إشارةً موجزةً رائعةً، فعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ مِنْ خُزَاعَةَ: لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ، فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ، أَرِحْنَا بِهَا"، ولعلَّ الراحةَ في الصلاةِ هي راحةٌ نفسيةٌ وجسمية في وقتٍ واحدٍ.
إنّ أمرَ اللهِ عز وجل أعظمُ بكثيرٍ مِن أنْ يفسَّر بعلةٍ واحدةٍ، أو بحكمةٍ واحدةٍ، وإنّ أوامرََ اللهِ عز وجل حِكَمُها وعِلَلُها لا تُعدُّ ولا تُحصَى.
وقد أجرى العلماءُ تجربةً على أنّه إذا انخفضَ الرأسُ احتقنَ الدمُ فيه، فازدادَ ضغطُ الشرايينِ، وإذا رُفعَ الرأسُ فجأةً هبطَ الضغطُ فجأةً، فمن ازديادِ الضغطِ، ومن هبوطِه ينشأُ في الأوعيةِ الدمويةِ ما يسمّى مرونةَ الأوعيةِ، فلو أنّ ضغطَ الإنسانِ ارتفعَ إلى ثلاثٍ وعشرينَ درجةً زئبقيةً فإنّ هذه الأوعيةَ المرنةَ تحتملُ هذا الضغطَ المرتفعَ، غيرَ أنّ الإنسانَ الذي لا يصلّي لو ارتفعَ ضغطُه إلى ثماني عشرَة درجةً فربّما تمزقتْ شرايينُ دماغِه، وأصيبَ بسكتةٍ دماغيةٍ.
وثمةَ مرضٌ يُصيبُ النساءَ أيضاً، وهو انقلابُ الرّحمِ، علاجُهُ تمريناتٌ تُشبهُ تماماً حركاتِ الصلاةِ، وأمرُ اللهِ سبحانه وتعالى يجمعُ آلافَ الفوائدِ.
إنّ الأوامرَ التي أُمِرنَا بها هي مِن عندِ خالقِنا، من عندِ صانعِ الإنسانِ، من عندِ العليمِ، من عندِ الخبيرِ، فأنْ يكونَ الإنسانُ يقظاً قبلَ طلوعِ الشمسِ، وقبلَ غروبِها، وأن يتعرَّضَ لهذه الأشعةِ المفيدةِ، الأشعةِ فَوقَ البنفسجيةِ لهو عملٌ فيه مرضاةٌ لله عز وجل، وفيه فائدةٌ للجسمِ.
بل إنّ أحدثَ اكتشافٍ في الطبِّ يبيِّن أنّ الأورامَ السرطانيةَ سببُها ضعفُ جهازِ المناعةِ بسببِ الشدةِ النفسيةِ، والتوحيدُ وحْدَه يُعفي الإنسانَ مِن تلقِّي هذه الشدائدِ.
بإمكانك أنْ تعلن في كل مكان وتقولُ: الإيمانُ صحةٌ، إنك إذا رأيتَ أنّ اللهَ وحده المتصرّفُ، وأنه حكيمٌ، وأنه عليمٌ، وأنه رحيمٌ، وأنه قديرٌ، ورأيتَ يداً واحدةً تتصرَّفُ في الكون ارتاحتْ نفسُك، فإذا ارتاحت نفسُك خفّتْ عليها الشدةُ النفسيةُ، وقوِيَ جهازُ المناعةِ، وإن أكثرَ نموِّ الخلايا العشوائيّ، أي ما يسمّى السرطانَ سببُه ضعفُ المناعةِ، وضعفُ المناعةِ سببُها الشدةُ النفسيةُ التي تضغطُ على النفسِ، ولا شيءَ يشفِي الإنسانَ من الشدةِ النفسيةِ إلا توحيدُ الإله، لذلك ما تعلّمتِ العبيدُ أفضلَ من التوحيدِ، قال تعالى: {فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ} [الشعراء: 213].
roll][/scrol
l][/center
]