تسللى عبر أنفاس الليل لتقتلى بوحي
فالليل مملكة أحلامي وهيامي ونوحي
على عتباته المقدسة أنشد الشوق
حين يغادر القمر مملكتي
ولا يرد صدى صوت شجوني
ولا أشعر بنجم يراقب صمتي
كل الأشياء غادرة ضجري وتوجعي
فلم يبقى الا الليل صريع أدمعي
كنت في ذاك العالم أعزف ألألحان
وأرتل تراتيل الحب من فرحي
كنت أتغزل في نجم وفي قمر
وكنت ألون السهرت من بوحي
كل الأشياء كانت تعشقني
وكانت تتلذذ من غزلي
كانت تتسابق لتحظنني
وتحفل في سماع المديح في صوتي
حتى الليل لم أكن أراه حالكا
ولم يسمع لغة السواد في صوتي
كنت أنعاه تارة بالوردي
وتارة أحضنه وأضمه الى صدري
أسمعه نغمات ورقصات
وألفه بسعادة تغمرني
لم أكن أعلم أن الغدر سيقتلي
ويزيل نوبات العشق من الليل
لم أدري أن الأشياء ستكرهني
تتركني صريع القهر يعذبني
يتلاعب فوق أشلائي
يغرس خنجركي في صدري
لم يبقى ألا الليل ونيسي
يعذبه الصمت في صدري
إن شئت تسللي عبر أنفاسي
وإطلقي رصاصة رحمة على ليل
من كثر نياحي يكرهني