هذا صوت الرسول r وحيد السيدة آمنة يقول:
"إنما أنا ابن امرأة
من قريش تأكل القديد".
"لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة،
إلى الأرحام الطاهرة، مصفى مهذباً، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في
خيرهما".
إنها خير امرأة في قريش نسباً وموضعاً. بنت
سيد بني زهرة نسباً وشرفاً.
ولدت في منتصف القرن السادس الميلادي. أمها
لَبِرة بنت عبد العزى. وقد رأت في النوم بعد زواجها من عبد الله بن عبد المطلب كأن
شعاعاً من النور ينبثق من كيانها اللطيف، فيضيء الدنيا من حولها، وسمعت هاتفاً
يقول: (إنك قد حملت بسيّد هذه الأمة)
كانت (سوداء بنت زهرة
الكلابية) كاهنةَ قريش، وقد قالت لبني زهرة من قبل: إن فيكم نذيرة أو تلد نذيراً،
وحين عرضوا عليها بناتهم، أشارت إلى آمنة.
لم يقض عبد الله معها
إلا عشرة أيام، سافر بعدها مع القافلة المتوجهة إلى بلاد الشام، وبعد أيام وصلها
خبر وفاته ودفنه في يثرب، و لم يتجاوز عمره ثمانية عشر
عاماً.
وفي ليلة الاثنين من ربيع الأول في عام
الفيل، شعرت بنور يغمر دنياها، وحين انبثق الفجر، كانت آمنة قد وضعت طفلها محاطاً
بالنور من كل جانب.
أرسلت آمنة مولودها إلى البادية
ليتم إرضاعه، وغاب عنها أكثر من عامين، وحين أعادت احتضانه، أسبغت عليه كل عنايتها
ورعايتها وحنانها، وأحسنت تربيته حتى إذا بلغ السادسة من عمره r وفي مكان بين مكة والمدينة، فقد نبع الحنان وسط الضياع
والصحراء.
[size=29]وبعد أربعة وثلاثين عاماً، دخلت آمنة بنت
وهب سجلّ الخالدات، كيف لا وهي أم للنبي الأمي محمد r
[/size]