بــراعـــم الايـــمــان
مرحبا بك يا زآئر فى موقع براعم الايمان ستجد معنا كل ماتحتاج واذا لم تجد اتصل بنا عن طريق الرسائل الخاصة ونحضر لك ما تريد فقط قم بالتسجيل لكي تصير معك كل مميزات المنتدى
بــراعـــم الايـــمــان
مرحبا بك يا زآئر فى موقع براعم الايمان ستجد معنا كل ماتحتاج واذا لم تجد اتصل بنا عن طريق الرسائل الخاصة ونحضر لك ما تريد فقط قم بالتسجيل لكي تصير معك كل مميزات المنتدى
بــراعـــم الايـــمــان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بــراعـــم الايـــمــان

<


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيلابحث

 

مواضيع مماثلة
    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم
    المواضيع الأخيرة
    » تحميل موسوعة جينيس
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2020 11:55 pm من طرف aboush515

    » تحميل كتاب مخطوطات السحر الاسود الاصلية بخط اليد حصريا ولأول مرة عالنت
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 14, 2020 6:16 pm من طرف Roka

    » لعبةzumaتحت الماء
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالجمعة يوليو 24, 2015 10:44 pm من طرف sadek

    » لعبة بوحة جميلة جدا
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالجمعة يوليو 24, 2015 10:40 pm من طرف sadek

    » تحميل مذكرة انجليزى للصف الاول الاعدادى ترم أولMove A head
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالجمعة يوليو 10, 2015 12:06 pm من طرف عرفات محمد جاد

    » تحميل كتب المرحله الابتدائيه طبقا للمنهج السعودي - حمل منهجك بسرعه
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالسبت مايو 30, 2015 7:57 am من طرف كاسة ماء

    » تحميل الخطبه النادره للشيخ محمد حسان باسم وفاة الرسول
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 22, 2015 9:23 pm من طرف ايمن امام

    » تحميل كتاب الحرام مغامرات حقيقية لأميرة سعودية خلف الحجاب تأليف / جين ساسون
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالإثنين مارس 23, 2015 8:16 am من طرف noorelislam880@yahoo

    » تحميل اكبر مجموعة كتب للكاتب مصطفى محمود 61 كتاب
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالإثنين مارس 23, 2015 8:12 am من طرف noorelislam880@yahoo

    منتدى
    التبادل الاعلاني
    احداث منتدى مجاني
    ازرار التصفُّح
     البوابة
     الصفحة الرئيسية
     قائمة الاعضاء
     البيانات الشخصية
     س .و .ج
     ابحـث
    مجلة المنتدى
    alexa
    عدد زوار هذه الصفحة
    .: عدد زوار المنتدى :.

    البحث
    مايو 2024
    الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    2728293031  
    اليوميةاليومية
    احصائيات
    هذا المنتدى يتوفر على 16282 عُضو.
    آخر عُضو مُسجل هو الرجل فمرحباً به.

    أعضاؤنا قدموا 40316 مساهمة في هذا المنتدى في 13110 موضوع
    أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
    nourallah - 4022
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    عاشق الجنة - 3067
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    ala001963 - 2313
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    nnour - 1846
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    abozezo111 - 1729
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    زهراء - 1694
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    اسماء الله - 1685
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    زيااد - 1445
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    FAT - 1362
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    دريم - 1263
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_rcap الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_voting_bar الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  I_vote_lcap 
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 59 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 59 زائر

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 150 بتاريخ الجمعة أبريل 26, 2024 9:36 am

     

      الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة

    اذهب الى الأسفل 
    2 مشترك
    انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:11 am

    أهلا بكم أعزائى الأعضاء


    يقدم لكم قسم الموسوعات التاريخية

    هذه الموسوعة المصغرة أملين

    أن تنال رضاكم وأعجابكم

    جمال عبد الناصر




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Abed%20El%20Nasser




    (15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970). هو ثاني رؤساء مصر بعد محمد نجيب. تولى السلطة من العام 1954 حتى وفاته العام 1970. و هو قائد ثورة 23 يوليو 1952، ومن أهم نتائج الثورة هي خلع الملك فاروق عن الحكم، و بدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتي تضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين عامي 1958 و 1962، و التي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة. كما أن عبد الناصر شجع عدد من الثورات في أقطار الوطن العربي وعدد من الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. و لقد كان لعبد الناصر دور قيادي و أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 و حركة عدم الانحياز الدولية.


    يعتبر عبد الناصر زعيم الأمة و من أهم الشخصيات السياسية في العالم العربي و في العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي. و أصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمى تيمنا باسمه وهو "المذهب الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات. و بالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائد اهتزت إبان نكسة 67 إلا أنه مازال يحظى بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه، و الذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار و طغيان الاحتلال". توفي العام 1970، وكانت جنازته جنازة ضخمة جدا خرجت فيها أغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    نشأته


    ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان بالأسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التي هزّت مصر، وحركت وجدان المصريين، ألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم، وبعثت روح المقاومة ضد المستعمرين. و كان أبوه عبد الناصر حسين خليل سلطان قد انتقل من قريته بني مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية، وقد تزوج من السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحم المعروف في المدينة.
    وفي منزل والده- رقم 12 "شارع الدكتور قنواتي"- بحي فلمنج ولد في (15 يناير 1918). وقد تحول هذا المنزل الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبد الناصر في بدايه حياته . وكان والده دائم الترحال والانتقال من بلدة إلى أخرى؛ نظراً لطبيعة وظيفته التي كانت تجعله لا يستقر كثيرا في مكان.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    جمال في بيت عمه


    و لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى تُوفيت أمه في (18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل 1926) وهي تضع مولودها الرابع "شوقي" بعد أخوته الليثي وعز العرب، وكان عمه "خليل"، الذي يعمل موظفا بالأوقاف في القاهرة متزوجاً منذ فترة، ولكنه لم يرزق بأبناء، فوجد في أبناء أخيه أبوته المفتقدة وحنينه الدائم إلى الأبناء؛ فأخذهم معه إلى القاهرة؛ ليقيموا معه حيث يوفر لهم الرعاية والاستقرار بعد وفاة أمهم.
    وبعد أكثر من سبع سنوات على وفاة السيدة "فهيمة" تزوج الوالد عبد الناصر من السيدة "عنايات مصطفى" في مدينة السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تم نقله إلى القاهرة ليصبح مأمورا للبريد في حي الخرنفش بين الأزبكية والعباسية؛ حيث استأجر بيتا يملكه أحد اليهود المصريين، فانتقل مع إخوته للعيش مع أبيهم. بعد أن تم نقل عمه "خليل" إلى إحدى القرى بالمحلة الكبرى، وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف الأول الثانوي.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    زواجه



    وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد(علي اسم أخو تحيه المتوفي خالد) و عبد الحكيم (علي اسم عبد الحكيم عامر صديق عمره). لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    جمال في حياته العسكرية



    بعد حصوله على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة(في عام 1356 هـ / 1937)، كان يتوق إلى دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخول الكلية الحربية، بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكلية الحربية، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزن 90 طالبا. وبعد تخرجه في الكلية الحربية (عام 1357 هـ / 1938) التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور السادات وزكريا محيي الدين.
    وفي سنة (1358هـ / 1939) تم نقله إلى الإسكندرية ، وهناك تعرف على عبد الحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام 1942 تم نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر.
    وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب؛ فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباط الأحرار".



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    الثوار في حرب فلسطين



    كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار"، يعملون في العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.
    وكانت حرب 1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة، بعد النكبة التي مني بها العالم العربي في فلسطين. و في تلك الأثناء كان كثير من هؤلاء الضباط منخرطين بالفعل في حرب فلسطين.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    نشأة تنظيم الضباط الأحرار



    وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعم عبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة، وعلي صبري، ويوسف منصور صديق.
    وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحه رتبة بكباشي (مقدم)، بعد حصوله على دبلوم أركان الحرب العام 1951 في أعقاب عودته من حرب فلسطين، وكان قد حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "الفالوجة" أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عاد بعد أن رأى بعينه الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضوا الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة، وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛ حتى تم رفع الحصار في (جمادى الآخرة 1368 هـ / مارس 1949.
    دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح أو الصنف في بريطانيا، مما أتاح له التعرف على الحياة الغربية والتأثر بمنجزاتها. كما كان دائم التأثر بالأحداث الدولية وبالواقع العربي وأحداثه السياسية وتداعيات الحرب العالمية الثانية وانقلاب بكر صدقي باشا كأول انقلاب عسكري في الوطن العربي في العراق العام 1936. وثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضد الإنجليز والحكومة الموالية لهم عام 1941 .وتأميم مصدق لنفط إيران عام 1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة التونسية والثورة الليبية. كما أعجب بحركة الإخوان المسلمين ثم مالبث أن توصل إلى رأي بأن لا جدوى من أحزاب دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق وطوائف وأديان مختلفة.


    يتبــع ...
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:12 am

    ثورة 23 يوليو / وقيام الجمهورية




    بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دورا في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق عام 1941 بإحداث أول ثورة تحررية قي الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952 ، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.

    و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.

    وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد الناصر لصالحه في (17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.

    و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.

    في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدث انقلاب في الاقليم السوري في سبتمبر من عام 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا العام 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف عام 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية عام 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بعام.

    بعد حرب حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب، خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات في العديد من مدن مصر و خصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    من إنجازاته




    • وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، والتي لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية لإجهاضها.
    • استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.
    • قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل.
    • تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو.
    • تأميم البنوك الخاصة و الأجنبية العاملة في مصر.
    • قوانين الاصلاح الزراعى و تحديد الملكية الزراعية والتى بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتى فدان فقط .
    • إنشاء التليفزيون المصري (1960)
    • قوانين يوليو الاشتراكية (1961)
    • إبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتى بموجبها تم جلاء آخر جندي إنجليزى عن قناة السويس و مصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956 .
    • بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر.
    • إنشاء كورنيش النيل.
    • إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
    • التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
    • التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
    يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه في عهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون واربعمائة الف فدان.

    يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، انه حدث تغيير جذري في الدخل والانتاج القومي، فقد زادت قيمة الانتاج الصناعي بالاسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد العالي".

    أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من 250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    مساندة للحركات الثورية في الوطن العربي




    اعتبر الرئيس ناصر من أبرز الزعماء المنادين بالوحدة العربية وهذا هو الشعور السائد يومذاك بين معظم الشعوب العربية. وسبقه في ذلك الزعيم العربي الشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى. كان "مؤتمر باندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق عبدالناصر إلى العالم الخارجي.

    دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا بحرب العام 1948 وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته لأسباب عديدة منها مبدئية ومنها إستراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معادية على حدود مصر سيسبب خرقا للأمن الوطني المصري. كما أن قيام دولة إسرائيل في موقعها في فلسطين يسبب قطع خطوط الاتصال التجاري والجماهيري مع المحيط العربي خصوصا الكتلتين المؤثرتين الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدة إما مع العراق أو سوريا أو مع كليهما.

    و كان لعبد الناصر دور بارز في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية، وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكرى القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.

    كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية المتمردة التي قام بها الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم الإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة السعودية وقد يعزى إلى هذا التدخل إرهاق الجيش المصري في اليمن مما سبب الخسارة الفادحة في عام النكسة. كما أيد حركة يوليو 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 يوليو 1958.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    الاتجاه نحو التصنيع




    شهدت مصر في الفترة من مطلع الستينيات إلى ما قبل النكسة نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة، بعد أن بدأت الدولة اتجاها جديدا نحو السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله، من خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات الصناعية الضخمة، وقد اهتم عبد الناصر بإنشاء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص العمل لأبناء الشعب، وتوَّج ذلك كله ببناء السد العالي الذي يُعد أهم وأعظم إنجازاته على الإطلاق؛ حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليون فدان، بالإضافة إلى ما تميز به باعتباره المصدر الأول لتوليد الكهرباء في مصر، وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    حقائق




    • جلاء القوات البريطانيا عن مصر في 19 أكتوبر 1954،


    • تعرض لمحاولة اغتيال في 26 أكتوبر1954م. عندما كان يلقي خطبة جماهيرية في ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء ، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبه أيا منها لكنها أصابت الوزير السوداني "ميرغني حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية "أحمد بدر" الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر، وألقي القبض علي مطلق الرصاص، الذي تبين لاحقا أنه ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين .


    • ما لبث أن اصطدم بجميع الناشطين السياسيين و على رأسهم الشيوعيون و جماعة الإخوان المسلمين وكلاهما جماعات محظور نشاطها في مصر في ذلك الوقت. وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، و أجريت لهم محاكمات عسكرية و حكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955 كما ألغيت الحياة النيابية و الحزبية و وحدت التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.


    • في 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد الناصر القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية، وأيدت السعودية الامام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الثورة إليها. وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويقول بعض المراقبين "بان ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في نكسة 1967".


    • في يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، و قتل آلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل في غضون ستة أيام.




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    وفاته



    آخر مهام عبد الناصر كان الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرة في 26 إلى 28 سبتمبر 1970. حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة مصر، ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:13 am

    حرب المائة عام






     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  250px-Lenepveu,_Jeanne_d%27Arc_au_si%C3%A8ge_d%27Orl%C3%A9ans


    عبارة عن نزاع بين فرنسا وإنجلترا، التي دامتْ 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453. إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذه المعركةِ قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا، بإستثناء كاليه.وكانت الحرب سلسلة من النزاعاتِ ومقسمةُ إلى ثلاثة مراحلِ:


    • الحرب الإدواردية (1337-1360)
    • حرب كارولين (1369-1389)
    • حرب لانكاستريان (1415-1429)
    والهبوط البطيئ للثرواتِ الإنجليزيةِ بعد ظهورِ جوان .امابنسبة للتعبير " حرب المائة عام" كَانت تعبير تأريخي لاحقاً إخترعَ مِن قِبل المؤرخين لوَصْف سلسلةِ الأحداثِ. تَستمد الحربُ أهميتُها التأريخيةُ إلى عدد مِنْ العواملِ. مع ذلك كانت اساساً نزاع سلالي،ولقد ساعدتْ الحربَ على تَطوير الجنسيةِ الفرنسيةِ والإنجليزيةِ. وكانت مقدمةَ للأسلحةِ والوسائلِ الجديدةِ، الذي غيّرا النظامَ الأقدمَ للجيوشِ الإقطاعيةِ والذي كان يسيطرَ عليه سلاحِ الفرسان الثقيلِ. والذي كان يعتبر الجيوش الدائمية الأولى في أوروبا الغربية منذ زمن الإمبراطورية الرومانية ، لذاتغير دور طبقةِ الفلاحين. كُلّ هذا ، بالإضافة إلى المدّة الطويلةِ،جعل المؤرخين يعتبرونها في أغلب الأحيان كأحد النزاعاتَ الأهمَّ في تأريخِ الحروبِ في القرون الوسطى.
    تعدى تأثير هذه الحرب إلي ممالك ودوقيات مجاورة ، وتعتبر تلك الحرب أطول الحروب الأوروبية وتعتبر تلك الفترة <فترة الحرب> نهاية للعصور الوسطى وبداية للعصور الحديثة. حيث كانت إنجلترا وفرنسا تحت حكم أنظمة ملكية تقلبت بين القوةوالضعف ففى فرنسا كانت الملكية تعانى من قلة الموارد والصراع بين النبلاء والإقطاعيين ورجال الدين وعامة الشعب ويتفاوت هذا الصراع ويتباين بالنظر إلي حال الجالس على العرش ، وقد حكم فرنسا خلال حرب المائة عامخمسة ملوك أهمهم فيليب السادسوشارل الخامس حتى شارل السابع وأعتمدت فرنسا على الضرائب المختلفة وفى الحكم على مجلس الدولةوأعوانه ومجلس طبقات الأمة. ولمتختلف أنجلترا عن ذلك كثيرا فقد أعتمدت علي الزراعة وتربية الأغنام وتجارة الصوفوكانت إنجلترا تابعة لملك فرنسا,وحكم أنجلترا من الملوك أثناء الحرب خمسة هم إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنري الرابع حتى هنري السادس وعانى ملوكأنجلترا من كثير من المشاكل الداخلية في العلاقات مع أسكتلندا وأيرلندا وتنظيم الدخل والعلاقات مع النبلاء والأقطاعيينورجال الدين.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4

    أسباب حرب المائة عام




    تعود الأسباب إلي تعقد العلاقات بين البلدين منذ منتصف القرن الثالث عشر 1250م تقريبا وترتب علي جذور تلك العلاقات أن أصبحت أنجلترا تابعة لملك فرنسا الذي أستغل تلك التبعية في الحصول على كثير من المكاسب المادية في شكل ضرائب وحقوق سيادةوالكثير من السلع التجارية هذا بالإضافة للضغوط السياسية والمعنوية وكان لذلك الأثر الكبير في رغبةإنجلترا للتخلص من تلك التبعية حتى وإنكان ذلك بالحرب المدمرة.


    • السبب الأول للحرب سياسي يتعلق برغبة أنجلترا التخلص من التبعية لفرنسا.


    • السبب الثانى للحرب أقتصادي ذلك أن إنجلترا كانت تعتمد في جزء هام من أقتصادها على كونتيه الفلاندر التي كان تصدر إليها صوف الغنم الأنجليزي والذي كان يجد له سوقا رائجا في الفلاندر بجانب العنب والنبيذ,كانت كونتيه الفلاندر أحد تبعيات ملك فرنسا ولكنها كانت شبه مستقلة ولكن ملك فرنسا تدخل كثيرا في شؤنها الداخلية واحتل بعض مدنها كما تدخل في حرية الكونت صاحب الفلاندر فأشتكى الكونت بدوره لملك إنجلترا فما كان من ملك فرنسا سوى أحتلالها فأصبح ملك أنجلترا في مأزق باب أقتصادي كان مفتوحا للأقتصاد الأنجليزى.


    • السبب الثالث يتعلق بشخص ملك فرنسا الذي كان ضعيفا مسرفا في أنفاقه محب للبذخ والحفلات الصاخبة ولم يحكم البلاد بنفسه بل ترك امرها لخاصته وحاشيته وتكلب علي حفلاته ومجالسه الكثير من أصحاب المصالح والمنتفعين ورجال الدين والأعيان ، فكان الملك دائم الأفلاس وأستدان من الجميع حتى من الموظفين والضباط, كما أنه لم ينشىء جيش نظامي وأكتفى بجيش مؤقت مرهون بموافقة السادة الاقطاعيين كما انه لم يوجد سوى بعض الفرسان غير النظاميين والضعاف كان هذا دافع كبير أغرى ملك إنجلترا للغزو.


    • السبب الرابع على النقيض من السبب الثالث فقد كانت أنجلترا تتمتع بحكم ملك قوي وهو إدوارد الثالث الذي كان عمليا واقعيا يخطط لأهدافه ويصر على الحصول عليها كما نجح في علاقاته الداخلية مع الأقطاعيين وأحكم سيطرته على نظام حكمه وشعبه ساعيا في اقتصاد بلاده والأهم من ذلك أنه كون جيشا نظاميا قويا مدربا على أسس جديدة وكان أفراد الجيش علي قناعة بمهامهم وتكونت منهم فرق لرماة النبال والسهام وقوة ضاربة من سلاح المدفعية ، وغير ذلك من وسائل التكتيك الحديثة ، أضف إلى ذلك أسطول قوى ضارب وكان على النقيض من ذلك تماما الجيش الفرنسي .



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4

    حوادث الحرب وتطوراتها




    في صيف 1339 بدأ إدوارد الثالث حربه ضد فرنسا وكانت البداية في شكل تكثيف نشاط ديبلوماسي وكسب علاقات لحصار فرنسا أمام موجات متلاحقة من عداء المحيطين لفرنسا فكان التأييد لأنجلترا من الفلاندر التي أصيبت بضرر أقتصادى جسيم كما ذكرنا في السبب الثاني وحتى على السواحل الفرنسية كسبت إنجلترا التأييد والتشجيع, وبدأ الملك إدوارد حربه بمعركة بحرية على السواحل الفرنسية أنزلت فيها البحرية الأنجليزية ضرر بالغ وخسارة فادحة جعلت فرنسا تخسر أسطولها الذى تكون على مدار
    سنوات طويلة
    وواصل إدوارد الثالث أستعدداده ففى شهر يوليو من عام 1346 نزل بقواته البرية في الأراضي الفرنسية وكانت حربا سهلة بدون عقبات فالدفاع ضعيف وأمكانات الجيش الفرنسي أضعف وخرج ملك فرنسا فيليب السادس بفرسانه لملاقاة الزحف إلا أن اللقاء أثبت تفوق الجيش الأنجلزي الذى تمكن بسهامه من قهر الجيش الفرنسي وقتل منه الآلاف ففر ملك فرنسا من المعركة

    وواصل الجيش الأنجلزي زحفه حتى وصل لمدينه كالييه التي سلمت للأنجليز عام1347 ومع تأكد ملك فرنسا من ضعف أمكانياته عقد هدنة مع ملك إنجلترا ، وفى عام 1350 توفي ملك فرنسا فيليب السادس. جاء بعد فيليب السادس ملكا ضعيفا واصل الحرب

    وجائت المعركة البرية الثانية لتنزل الهزيمة بالجيش الفرنسى وأخذت إنجلترا ملك فرنسا أسيراً في معركة بواتييه 1356 فكانت كارثة سياسية إلى جانب الكارثة العسكرية واضربت أحوال فرنسا بعد الهزيمة وجيء بالأمير شارل وكان شابا صغير السن لا خبرة له لتزداد الأمور سوءاً وتكثر الأضطرابات في كل أنخاء البلاد وما لبث ان عاد ملك فرنسا من أسره ولكن بشروط لمتنفذ حتى التوقيع على معاهدة بين الطرفين
    تعرف بمعاهدة كالييه عام 1360. من شروط معاهدة كالييه أن تحصل بريطانيا على كل شمال غرب فرنسا مع المناطق التي أحتلتها إنجلترا قبل ذلك علاوة على كالييه في الشمال وأن تدفع فرنسا لأنجلترا ثلاثة ملايين جنيه من الذهب ، والكثر من ذلك أن أنجلترا أذلت فرنسا بأن اتفق على تسليم أثنين من أبناء الملك الفرنسي وأخوالملك وسبعة وثلاثون اميرا مع تسليم ممثلين عن الدول الهامة وسلم هؤلاء كرهائن عند الأنجليز جعلت تلك الشروط ملك فرنسا يحيا حياة مهينةوأثقل كاهل البلاد بالذل والخضوع. جاء بعد ذلك على عرش البلاد شارل الخامس ليواصل الكفاح ضد الأحتلال الأنجليز

    وكان قد أستفاد من التجارب السابقة فدخل مع إنجلترا في معارك منفصلة وأستدرج إنجلترا في معارك داخلية أثقلت كاهل إنجلترا وأستمرت هذه الحروب لسنواتأفقدت النجليز الكثير من المواراد والإمكانيات,ووقف إلى كانب شارل الخامس الشعب الفرنسى الذي مل من الرضوغ وقلة الموارد ومذلة النفس ومن ثم كان تجاوبه لصالح فرنسا قبل ملكها ، فحدث أن خسرت أنجلترا الكثير من المواقع التي أحتلتها وأضطرت لعقد سلسلة من أتفاقيات الهدنة بداية من عام 1375

    وانعكست هذه الاوضاع على داخل إنجلترا التى قلت مواردهاوأنقلبت أوذاعها الداخلية وما لبث أن مات إدوارد الثالث عام 1377 ليأتى بعده ريتشارد الثاني ليُحاصر بصراعات داخل أنجلترا وحرب مفتوحة مع فرنسا تحتاج إل حلول حاسمة. وفي فرنسا جائت وفاة الملك شارل الخامس فجأة ويأتي بعده شارل السادس عام 1378 وكان صغيراً ومن ثم كانت الوصاية عليه فتحت باب الصراع في داخل فرنسا

    والمنافسة للوصول إلى المانصب الكبرى والمكاسب المادية دون اعتبار للصراع الخارجى مع إنجلترا والمهدد بالانفجار في أية لحظة, وأنعكس الصراع علي اوضاع العامة التي انتقل إليها الصراع والتفتت وشيوع التمردوالعصابات.

    وبالرغم من أن الأضرابات كانت في إنجلترا ايضا وتلك نتيجة طبيعية لطول أمد الحروب إلا انها كانت أبشع في فرنسا شجع ذلك هنري الخامس على القيام بغزوة جديدة عام 1413 وطالب هنرى الخامس من ملك فرنسا شارل السادس التنازل عن العرش كما طلب بالزواج من أبنة الملك الفرنسى.
    وواصل هنري الخامس حروبه وأنتصاراته في فرنسا وسط مقاومة ضعيفة ومقتل آلاف الفرسان بفعل مهارة رماة السهام الأنجليز وكان ذلك عام 1415 ووجد الملك الفرنسى نفسه في موقف الذل والمهانة فأضطر للاعتراف بملك أنجلترا هنرى الخامس ملكا على فرنسا

    وترتب علي ذلك ظهور حالة من اليأس في أوصال الشعب الفرنسي وسط ترتيبات انتشار الدارة الأنجليزية بموظفيها لتدير امور البلاد والمدن الفرنسية وجائت الطامة الكبرى بضياع الهيبة والصولجان وكان ذلك توقيع معاهدة تروا في 12 مايو 1420. وفي اطار وبموجب تلك المعاهدة أعطى ملك أنجلترا يد أبنته لملك فرنسا ليحرم أبنه من وراثة العرش وبذلك تنضم فرنسا للتاج البريطانى, وجائت وفاة هنري الخامس عام 1424 مفاجئة لينتقل العرش إلى خليفته هنري السادس الصغير ويحكم بالوصاية

    جاء حكم الأوصياء ظالما مما أشاع روح الذل والغضب في الشعب الفرنسي. بدأت بوادر المقاومة بأن توج الفرنسيين عليهم شارل السابع سرا كملك لفرنسا عام 1422 ،وما لبث أن شاع الأمر فدخل في معارك مع الجيش الأنجليزي وذاق الهزيمة مرات متتالية بسبب جيش إنجلترا النظامي والقوي وقواته الضعيفة,

    وبالرغم من ذلك أستمر في الحرب بتاييد من الشعب الفنسي الذي أرتوى بروح المقاومة, ووسط حماس المقاومة ظهرت فتاة ريفية ذكية تدعى جان دارك قالت أنها تأتيها أصوات من السماء تذكر لها أن الله قد اختارها إجلاس الملك شارل السابع على العرش لتواصل معه المقاومة وإجلاء المحتل الأنجليزي وقد نجحت بالفعل في بعض معاركها مع الأنجليز ومنها فك حصارهم عن مدينة أورليان كما نجحت في تنصيب شارل السابع على العرش رسميا في يولو من عام 1429 بمدينة ريمس


    ولكن سوء الطالع أوقعها في الأسر التي أعدمتها بدعوة الهرطقة لتكون بذلك جان دارك رمز للمقاومة والعزة في فرنسا إلى بومنا هذاوجائت ملحمة كفاح جان دارك لتلهب حماس الشعب الفرنسي الذي واصل المقاومةوأرهب المحتل الأنجليزي وطلب الأنجليز عقد الصلح الذي تم في عام 1435 بمعاهدة أراس التي محت كثير من شروط المعاهدة المهينة تروا. وواصل الملك والشعب الفرنسي الكفاح في معاركمريرة تخللها بعض فترات من الهدنة منها عام 1444 والتي تزوجت فيها الأميرة مارجريت أبنه أخو ملك فرنسا من ملك أنجلترا هنري السادسفكان ذلك جانب قضة تحرير فرنسا وعادت الحرب من جديد بين البلدين في عام1449 وكانت تلك خر الحروب حتى تم خروج آخر جندي أنجليزى من أرض فرنسا والجلاء الكامل ماعدا كالييه وكان ذلك في عام 1453.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:14 am

    ظهور التتار





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Ttr




    ظهرت قوة التتار في أوائل القرن السابع الهجري، وحتى نفهم الظروف التي نشأت فيها هذه القوة لابد من إلقاء نظرة على واقع الأرض في ذلك الزمان..
    الناظر إلى الأرض في ذلك الوقت يجد أن القوى الموجودة كانت متمثلة في فئتين رئيسيتين:


    أما الفئة الأولى فهي أمة الإسلام




    المساحات الإسلامية في هذا الوقت كانت تقترب من نصف مساحات الأراضي المعمورة في الدنيا.. كانت حدود البلاد الإسلامية تبدأ من غرب الصين وتمتد عبر آسيا وأفريقيا لتصل إلى غرب أوروبا حيث بلاد الأندلس..

    وهي مساحة شاسعة للغاية، لكن وضع العالم الإسلامي - للأسف الشديد - كان مؤلماً جداً.. فمع المساحات الواسعة من الأرض، ومع الأعداد الهائلة من البشر، ومع الإمكانيات العظيمة من المال والمواد والسلاح والعلوم.. مع كل هذا إلى أنه كانت هناك فرقة شديدة في العالم الإسلامي، وتدهور كبير في الحالة السياسية لمعظم الأقطار الإسلامية.. والغريب أن هذا الوضع المؤسف كان بعد سنوات قليلة من أواخر القرن السادس الهجري.. حيث كانت أمة الإسلام قوية منتصرة متحدة رائدة..ولكن هذه سُنة ماضية: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"..

    ولنلق نظرة على العالم الإسلامي في أوائل القرن السابع الهجري:

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4

    1ـ الخلافة العباسية:



    وهي خلافة قديمة جدًا؛ فقد نشأت بعد سقوط الدولة الأموية العظيمة في سنة 132 هـ.. وكانت - في مطلع القرن السابع الهجري - قد ضعفت جداً، حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على العراق، وتتخذ من بغداد عاصمة لها منذ سنة132 هجرية...وحول العراق عشرات من الإمارات المستقلة استقلالاً حقيقياً عن الخلافة، وإن كانت لا تعلن نفسها كخلافة منافسة للخلافة العباسية..فتستطيع أن تقول: إن الخلافة العباسية كانت "صورة خلافة" وليست خلافة حقيقية.. وكانت كالرمز الذي يحب المسلمون أن يظل موجوداً حتى وإن لم يكن له دور يذكر..تماماً كما يُبقى الإنجليز الآن على ملكة إنجلترا كرمز تاريخي فقط، دون دور يذكر لها في الحكم، بخلاف الخليفة العباسي الذي كان يحكم فعليًا منطقة العراق باستثناء الأجزاء الشمالية منها.

    وكان يتعاقب على حكم المسلمين في العراق خلفاء من بني العباس.. حملوا الاسم العظيم الجليل: "الخليفة"، ولكنهم (في هذه الفترة من لقرن السابع الهجري) ما اتصفوا بهذا الاسم أبداً, ولا رغبوا أصلاً في الاتصاف به؛ فلم يكن لهم من همّ إلا جمع المال، وتوطيد أركان السلطان في هذه الرقعة المحدودة من الأرض.. ولم ينظروا نظرة صحيحة أبداً إلى وظيفتهم كحكام.. لم يدركوا أن من مسئولية الحاكم أن يوفر الأمان لدولته، ويقوي من جيشها، ويرفع مستوى المعيشة لأفراد شعبه، ويحكم في المظالم، ويرد الحقوق لأهلها، ويجير المظلومين، ويعاقب الظالمين، ويقيم حق الله عز وجل على العباد، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدافع عن كل ما يتعلق بالإسلام، ويوحد الصفوف والقلوب...
    لم يدركوا هذه المهام الجليلة للحاكم المسلم، كل ما كانوا يريدونه فقط هو البقاء أطول فترة ممكنة في كرسي الحكم,وتوريث الحكم لأبنائهم، وتمكين أفراد عائلتهم من رقاب الناس، وكذلك كانوا يحرصون على جمع الأموال الكثيرة، والتحف النادرة، ويحرصون على إقامة الحفلات الساهرة، وسماع الأغاني والموسيقى والإسراف في اللهو والطرب.
    حياة الحكام كانت حياة لا تصلح أن تكون لفرد من عوام أمة الإسلام فضلاً عن أن تكون لحاكم أمة الإسلام..
    لقد ضاعت هيبة الخلافة.. وتضاءلت طموحات الخليفة!..
    كانت هذه هي "الخلافة" العباسية في أوائل القرن السابع الهجري



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    2ـ مصر والشام والحجاز واليمن




    كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ولكنهم - للأسف - لم يكونوا على شاكلة ذلك الرجل العظيم..بل تنازعوا الحكم فيما بينهم, وقسَّموا الدولة الأيوبية الموحدة (التي هزمت الصليبيين في حطين هزيمة منكرة) إلى ممالك صغيرة متناحرة!!فاستقلت الشام عن مصر، واستقلت كذلك كل من الحجاز واليمن عن الشام ومصر..بل وقسمت الشام إلى إمارات متعددة متحاربة!!..فانفصلت حمص عن حلب ودمشق.. وكذلك انفصلت فلسطين والأردن، وما لبثت الأراضي التي كان حررها صلاح الدين من أيدي الصليبيين أن تقع من جديد في أيديهم بعد هذه الفرقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!..



    3ـ بلاد المغرب والأندلس:



    كانت تحت إمرة "دولة الموحدين".. وقد كانت فيما سبق دولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتدّ من ليبيا شرقاً إلى المغرب غرباً، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط أفريقيا جنوباً.. ومع ذلك ففي أوائل القرن السابع الهجري كانت هذه الدولة قد بدأت في الاحتضار..وخاصةً بعد موقعة "العقاب" الشهيرة سنة 609 هجرية، والتي كانت بمثابة القاضية على هذه الدولة الضخمة.. دولة الموحدين





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    4ـ خوارزم





    كانت الدولة الخوارزمية دولة مترامية الأطراف، وكانت تضم معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا.. تمتد حدودها من غرب الصين شرقاً إلى أجزاء كبيرة من إيران غرباً.. وكانت هذه الدولة على خلاف كبير مع الخلافة العباسية.. وكانت بينهما مكائد ومؤامرات متعددة، ومالت الدولة الخوارزمية في بعض فترات من زمانها إلى التشيع، وكثرت فيها الفتن والانقلابات، وقامت في عصرها حروب كثيرة مع السلاجقة والغوريين والعباسيين وغيرهم من المسلمين..

    5ـ الهند:



    كانت تحت سلطان الغوريين في ذلك الوقت، وكانت الحروب بينهم وبين دولة خوارزم كثيرة ومتكررة




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    6ـ فارس




    وهي إيران الحالية، وكانت أجزاء منها تحت سلطان الخوارزميين، وكانت الأجزاء الغربية منها - والملاصقة للخلافة العباسية -تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف الشيعة كانت شديدة الخبث، ولها مخالفات كثيرة في العقيدة جعلت كثيراً من العلماء يخرجونهم من الإسلام تماماً.. خلطت طائفة الإسماعيلية الدين بالفلسفة، وكانوا أصلاً من أبناء المجوس؛ فأظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية، وتأولوا آيات القرآن على هواهم، وهم إحدى فرق الباطنية، الذين يؤمنون بأن لكل أمـر ظاهر في الدين أمرًا آخـر باطنًا خفيًّا لا يعلمه إلا بعض الناس (وهم من أولئك الناس) ولا يُطلعون أحدًا على تأويلاتهم، إلا الذين يدخلون معهم في ملتهم، وهم ينكرون الرسل والشرائع، ومن أهم مطالبهم "الملك والسلطان"؛ ولذلك فهم مهتمون جدًا بالسلاح والقتال..
    وعلى العموم، فإن "الإسماعيلية"من أخطر طوائف الباطنية، وقد كانت سببًا دائمـًا لتحريف العقيدة والدين، ولقلب أنظمة الحكم الإسلامية، ولاغتيال الشخصيات الإسلامية البارزة، سواء كانوا خلفاء أو أمراء أو علماء أو قواداً





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    7- الأناضول (تركيا):



    وهذه المنطقة كانت تُحكم بسلاجقة الروم، وأصول السلاجقة ترجع إلى الأتراك، وكان لهم في السابق تاريخ عظيم وجهاد كبير، وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم الفذ "ألب أرسلان" رحمه الله، ولكن للأسف فإن الأحفاد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحساسة والخطيرة والملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف أدت إلى مواقف مؤسفة من الذل والهوان..

    وبعد..
    فهذه نظرة على الأمة الإسلامية في ذلك الوقت..
    ونلاحظ أنه قد انتشرت فيها الفتن والمؤامرات، وتعددت فيها الحروب بين المسلمين وإخوانهم في الدين، وكثرت فيها المعاصي والذنوب، وعم الترف والركون إلى الدنيا.. وهانت الكبائر على قلوب الناس.. حتى كثر سماع أن هذا ظلم هذا، وأن هذا قتل هذا، وأن هذا سفك دم هذا.. يقال هذا الكلام بدم بارد.. وكأن الأرواح التي تزهق ليست بأرواح بشر!..
    وقد عُلم على وجه اليقين أن من كان هذا حاله فلا بد من استبداله!!..
    وأصبح العالم الإسلامي ينتظر كارثة تقضي على كل الضعفاء في كل هذه الأقطار، ليأتي بعد ذلك جيل من المسلمين يغير الوضع، ويعيد للإسلام هيبته، وللخلافة قوتها ومجدها..


    يتبــع
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:14 am

    القوة الثانية في الأرض في أوائل القرن السابع الهجري كانت قوة الصليبيين



    وكان المركز الرئيسي لهم في غرب أوروبا، حيث لهم هناك أكثر من معقل..وقد انشغلوا بحروب مستمرة مع المسلمين..فكان نصارى إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات الصليبية المتتالية على بلاد الشام ومصر، وكان نصارى أسبانيا والبرتغال- وأيضاً فرنسا -في حروب مستمرة مع المسلمين في الأندلس..

    وبالإضافة إلى هذا التجمع الصليبي الضخم في غرب أوروبا كانت هناك تجمعات صليبية أخرى في العالم، وكانت هذه التجمعات أيضاً على درجة عالية من الحقد على الأمة الإسلامية، وكانت الحروب بينها وبين العالم الإسلامي على أشدها، وكانت أشهر هذه التجمعات كما يلي:





    1- الإمبراطورية البيزنطية:





    وحروبها مع الأمة الإسلامية شرسة وتاريخية، ولكنها كانت في ذلك الوقت في حالة من الضعف النسبي والتقلص في القوة والحجم؛ فلم يكن يأتي من جانبها خطر كبير، وإن كان الجميع يعلم قدر الإمبراطورية البيزنطية.





    2- مملكة أرمينيا:





    وكانت تقع في شمال فارس وغرب الأناضول، وكانت أيضاً في حروب مستمرة مع المسلمين، وخاصة السلاجقة.





    3- مملكة الكُرج




    وهي دولة جورجيا حالياً، ولم تتوقف الحروب كذلك بينها وبين أمة الإسلام، وتحديدًا مع الدولة الخوارزمية.





    4- الإمارات الصليبية في الشام وفلسطين وتركيا:





    وهذه الإمارات كانت تحتل هذه المناطق الإسلامية منذ أواخر القرن الخامس الهجري (بدءاً من سنة491 هجرية).

    وعلى الرغم من انتصارات صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - على القوات الصليبية في حطين وبيت المقدس وغيرها إلا أن هذه الإمارات لا زالت باقية، بل ولا زالت من آن إلى آخر تعتدي على الأراضي الإسلامية المجاورة غير المحتلة، وكانت أشهر هذه الإمارات: أنطاكية وعكا وطرابلس وصيدا وبيروت.

    وهكذا استمرت الحروب في كل بقاع العالم الإسلامي تقريباً، وزادت جداً ضغائن الصليبيين على أمة الإسلام..



    وشاء الله سبحانه تعالى أن تكون نهاية القرن السادس الهجري سعيدة جداً على المسلمين، وتعيسة جداً على الصليبيين، فقد أذن الله عز وجل في نهاية القرن السادس الهجري بانتصارين جليلين لأمة الإسلام على الصليبيين..فقد انتصر البطل العظيم "صلاح الدين الأيوبي" رحمه الله على الصليبيين في موقعة "حطين" في الشام، وذلك في عام 583 هجرية، وبعدها بثماني سنوات فقط انتصر البطل الإسلامي الجليل "المنصور الموحدي"- رحمه الله - زعيم دولة الموحدين على نصارى الأندلس في موقعة "الأرك" الخالدة في سنة591 هجرية..

    وبالرغم من هذين الانتصارين العظيمين إلا أن المسلمين في أوائل القرن السابع الهجري كانوا في ضعف شديد، وذلك بعد أن تفكك شمل الأيوبيين بوفاة صلاح الدين الأيوبي، وكذلك انفرط عقد الموحدين بعد وفاة المنصور الموحدي، غير أن الصليبيين كانوا كذلك في ضعف شديد لم يمكنهم من السيطرة على البلاد المسلمة، وإن كانت رغبتهم في القضاء عليها قد زادت..



    كان هذا هو وضع العالم في أوائل القرن السابع الهجري..



    وبينما كان هذا هو حال الأرض في ذلك الوقت، ظهرت قوة جديدة ناشئة قلبت الموازين، وغيرت من خريطة العالم، وفرضت نفسها كقوة ثالثة في الأرض.. أو تستطيع أن تقول: إنها كانت القوة الأولى في الأرض في النصف الأول من القرن السابع الهجري..

    هذه القوة هي قوة دولة التتار أو المغول!!..
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:15 am

    ثورة 1919





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Www-St-Takla-org__Saad-Zaghloul-Pasha




    مقدمات الثورة




    في ظل المعاملة القاسية التي عاناها المصريون من قبل البريطانيين والاحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين، ورغبة المصريين بالحصول على الاستقلال، قامت ثورة 1919 م والتي تعتبر أول ثورة شعبية في أفريقيا وفي الشرق الأوسط ، تبعتها الهند وثورة العراق والمغرو وليبيا.اما عن لماذا قامت الثورة ؟ فقد لاقت الجماهير الفقيرة ظلم واستغلال خلال أربع سنوات هي عمر الحرب العالمية الأولي ، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحصول لأجل المساهمة في تكاليف الحرب، كما حرصت السلطات العسكرية على إجبار الفلاحين على زراعة المحاصيل التي تتناسب مع متطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة. وتم تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين بشكل قسري للمشاركة في الحرب فيما سمي بـ "فرقة العمل المصرية" التي استخدمت في الأعمال المعاونة وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها. نقصت السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكل من سكان الريف والمدن ، وشهدت مدينتي القاهرة والأسكندرية مظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلت في النهب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيع كميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلى قراهم، في التخفيف من حدة الأزمة ، كذلك تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التي تحرم التجمهر والإضراب.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    اعتقال سعد




    خطرت للزعيم سعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة "بعد الحرب العالمية الأولى" عام 1918 ، وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري".وقام الوفد بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى" ، ثم اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919م




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    أحداث الثورة




    في اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الازهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن.

    ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها ، وتم شل حركة الترام شللا كاملا ، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.

    وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك ، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالاسكندرية.ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام.في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين ، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.

    وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفي اسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائراتين في إجبارهم على التراجع ، أما في قرية دير مواس بالقرب من اسيوط، هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.وعندما أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة.

    وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    نهاية الثورة



    اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر. وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة و ازداد حماسهم ، و قاطع الشعب البضائع الإنجليزية ، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى ، و نفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندى ، فازدادت الثورة اشتعالا ، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة ، ولكنها فشلت.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:15 am

    معاهدة أوسلو








     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  4459





    هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن ، الولايات الأمريكية المتحدة ، في 13 سبتمبر ايلول 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة اوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي افرزت هذا الاتفاق. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.

    تعتبر اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.

    ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

    وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية) ، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لاتمامها في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.

    ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.

    ولحفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، نصت الاتفاقية على إنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية

    في إسرائيل نشأ نقاش قوي بخصوص الإتفاقية؛ فاليسار الإسرائيلي دعمها، بينما عارضها اليمين. وبعد يومين من النقاشات في الكنيسيت حول تصرحيات الحكومة حول موضوع الإتفاقية وتبادل الرسائل، تم التصويت على الثقة في 23 أيلول سبتمبر 1993 حيث وافق 61 عضو كنيسيت وعارض 50 آخرون، وإمتنع 8 عن التصويت.

    الردود الفلسطينية كانت منقسمة أيضا. ففتح التي مثلت الفلسطينيين في المفاوضات قبلت بإعلان المبادئ، بينما إعترض عليها كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (المنظمات المعارضة) لأن أنظمتهم الداخلية ترفض الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.

    على كلا الجانبين كان هناك تخوفات من نوايا الطرف الآخر. فإسرائيل شكت بأن الفلسطينيين كانوا يقومون بإتفاق سلام تكتيكي، وأنهم لم يكونوا صادقين برغبتهم بالوصول إلى سلام وتعايش مع إسرائيل. ورأوا الإتفاقية كجزء من برنامج النقاط العشرة الداعي إلى إقامة سلطة وطنية فوق أية بقعة من أرض فلسطين المحررة، ولدولة علمانية ديمقراطية مزدوجة القومية في إسرائيل/فلسطين بحقوق متساوية لكل مواطنيها. وكأدلة أتوا بمقتطفات لعرفات في المحافل الفلسطينية، حيث قارن الإتفاقية فيها بصلح الحديبية الذي قام بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقريش. وفهموا تلك المقولات على أنها محاولة لتبرير توقيع الإتفاقية بالتوافق مع التاريخ الديني، مع إتفاقيات مرحلية للوصول إلى الهدف النهائي. وكذلك عارض فلسطينيون آخرون مثل محمود درويش وإدوارد سعيد.

    بعد توقيع الإتفاقية، أوقفت إسرائيل بناء المستوطنات رغم أن إتفاقيات أوسلو لم تنص على إلتزام من هذا القبيل. ولكنها إستكملت البناء في المستوطنات الموجودة لكن بدرجة أقل من الدرجة التي كانت تقوم بها حكومة شامير بالبناء (1991-1992). فعدد الوحدات السكنية المبنية قبل أوسلو (1991-1992) كان 14320 وحدة، بينما كان الرقم بعدها في الأعوام 1994-1995 3850 وحدة؛ 1996-1997 3570 وحدة بالرغم من أنوا تعداد المستوطنين في الضفة الغربية إستمر بالنمو بمعدل 10000 نسمة في السنة. وقام الفلسطينيون بالبناء في مناطق C المدارة من قبل إسرائيل بدون تصاريح بناء.

    بناء على إدعاء حكومة إسرائيل، فإن ثقة الإسرائيليين بالإتفاقية فقدت بسبب كون الهجمات على إسرائيل تكثفت بعد توقيع الإتفاقية، الأمر الذي فسره البعض على أنه محاولة من قبل بعد المنظمات الفلسطينية لإفشال عملية السلام. آمن آخرون أن السلطة الفلسطينية لم يكن لديها رغبة في إيقاف تلك الهجمات، بل كانت تشجعها. وكدليل قالوا أنه عندما تفجرت موجة العنف عام 1996، أدارت الشرطة الفلسطينية أسلحتها بإتجاه الإسرائيليين في الصدامات التي أسفرت عن سقوط 51 فلسطينيا و15 إسرائيليا. عارض أجزاء مهمة من الرأي العام الإسرائيلي العملية، وبالأخص المستوطنون اليهود الذي خشوا أن تؤدي بهم الإتفاقية لفقدان منازلهم.

    خشي العديد من الفلسطينيين أن إسرائيل لم تكن جادة بخصوص إزالة المستوطنات من الضفة الغربية، خاصة من المناطق المحيطة بالقدس. وخشوا أنهم حتى قد يزيدوا من وتيرة البناء على المدى الطويل ببناء مستوطنات جديدة وتوسيع الموجود منها.





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4




    وللموسوعــة بقيــة ....

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:16 am

    [center]إرفين روميل




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Erwin-Rommel-2






    ولد في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة هايدنهايم (Heidenheim) قرب شتوتغارت الألمانية كان يلقب
    بثعلب الصحراء كان مشيرًا ألمانيًا أثناء الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا. توفي في 14 أكتوبر عام
    1944 م بعد أن أجبره أدولف هتلر على الانتحار بعد أن ثبت ضلوعه في محاولة اغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا الشرقية في 20 تموز 1944 فخُيِّر بين الانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع رسمي مهيب أو الذهاب إلى برلين مع ضمان مثوله امام المحكمة العسكرية والإعدام فاختار الانتحار.

    خسر معركة العلمين الثانية في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني (فئران الصحراء) في أكتوبر 1942 م ليس لعدم كفاءته أو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر دعم جوي لديه وكذلك نقص حاد في المحروقات بينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوي مطلق ونسبة قواته تعادل 1:3 وقد اختلقت الدعاية البريطانية أسطورة مونتغمري (مونتي) لتعزيز معنويات جنودها المهزوزة ويبقى هو (مونتي) القائد الحذر الذي يحجم عن استغلال الفرص مستهيناً بالسيقات التكتيكية العسكرية لصالح المحافظة على سمعته فقط.



    اما رومل فكان قائد يتمتع بحس تكتيكي وإستراتيجي رائع قلما نجده بين القادة. شارك فيمعركة فرنسا في مايو ويونيو 1940 وقاد الفرقة المدرعة السابعة بانزر التي سميت بالفرقة الشبح . يعتبر روميل واضع التكتيكات المستخدمة في يومنا هذا في قتال المدرعات حيث تم ابتكار معظم التكتيكات هذه في حملة شمال أفريقيا.



    في3 مارس عام 1943 م قاد المشير الألماني إرفين روميل القوات الألمانية والإيطالية في معركة مدنين بالجنوب التونسي التي كانت آخر معاركه في شمال أفريقيا وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا في الفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من طبرق في ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.



    كان رومل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة فيشمال أفريقيا عام 1941 وأتخذ من مدينة البيضاء في ليبيا النقطة للوصول إلى الشرق الأوسط مقرا له واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني.

    لكن الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل العلمين في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل في ممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال أفريقيا اتجاها معاكسا حيث تولت هزائم الألمان واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة مدنين التونسية وتنتهي بهزيمته أيضا فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقادات روميل لقيادة هتلر.



    بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناولالسم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.

    كان الوحيد من القادة الألمان الذين توقعوا الإنزال فيالنورمندي. غير أنه لم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك، و لسوء الحظ فانه كان مصاب بجرح نتيجة غارة جوية قبل الإنزال في النورمندي و كان خارج قيادته يعالج عند حدوث الإنزال تماماً كما كان قبل هجوم العلمين شمال غرب مصر يتعالج من مرض اليرقان الذي اصيب به في شمال أفريقيا.



    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:16 am

    [center]الحملة الفرنسية على مصر




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Aboukir







    قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في (22 من شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م) يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.

    وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من "تاليران" وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    قرار الحملة





    وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من إبريل 1798م).

    وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4





    تجهيز الحملة



    جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.

    وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3 من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو 1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4




    الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة



    وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد "محمد كريم" حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.

    وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4




    وصول الحملة الإسكندرية



    وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت في احتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهار إسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة المسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.

    وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني؛ فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني.. غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوا بها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا أروع أمثلة الفداء.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    الطريق إلى القاهرة



    وفي مساء يوم (19 من المحرم 1212 هـ= 3 من يوليو 1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكب الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.

    ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في (29 من المحرم 1213هـ = 13 من يوليو 1798م) أول موقعة بحرية بين مراكب المماليك والفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهرة.

    ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في (7 من صفر 1213 هـ= 21 من يوليو 1798م) في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4




    نابليون في القاهرة



    دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.

    وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق (11 من صفر 1213هـ = 25 من يوليو 1798م) أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.

    لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوربا من تطور في فنون القتال وتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام…"

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    نتائج الحملة الفرنسية



    النتائج العلمية

    1-إصطحبت الحملة الفرنسية الكثير من العلماء في مختلف المجالات للبحث في البيئة المصرية والشعب المصري والعادات والتقاليد والأثار والمصريات كما أحضروا معهم مطبعتين واحدة فرنسية والأخرى عربية وكذلك المترجمين ، وكانت المحصلة هي كتاب وصف مصر الذي ذكروا فيه باستفاضة كل ما يتعلق بمصر من تاريخ وجغرافيا وتضاريس ، مزوداً بالرسوم البيانية الموضحة في عدة مجلدات كبيرة.

    2- فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد .

    النتائج السياسية

    1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالم الغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة محاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أن تصدى لها المصريون ، بعد ذلك بسنوات قلائل.

    2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتل على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خيرات البلاد

    النتائج الإجتماعية

    1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها

    2- تعرف الشعب المصري على حقيقة بعض فئاته التي ساندت الفرنسيين في قمع الشعب المصري من الأقباط والأروام وغيرهم من الأجانب الذين احتموا بهم وانضموا تحت لوائهم.

    3- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلات المواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي ، وبرز ذلك في قضية سليمان الحلبي




    إنتهاء الحملة الفرنسية



    في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية ، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله ، فقام الجنرال مينو بعد ذلك بتوقيع إتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصر على متن
    السفن الانجليزية
    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:17 am

    الحرب الباكستانية-الهندية 1947




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  _new_%D9%82%D8%B5%D9%81%20%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A_390_310_




    خلفيات تاريخية





    عند استقلا الهند و باكستان عن بريطانيا و أوعزت بريطانيا بعد انسحابها إلى تلك الإمارات التي كانت تحكمها في الهند بأن تنضم إما إلى الهند أو باكستان وفقا لرغبة سكانها مع الأخذ بعين الاعتبار التقسيمات الجغرافية في كل إمارة، وتكونت تبعا لذلك دولتا الهند وباكستان و كانت من هذة الإمارات امارة جامو و كشمير التي كانت تحكمها عائلة الدوغرا الهندوسية (1846 - 1947) . بالرغم من الغلبية المسلمة الكبيرة فيها فقد باعت فيها بريطانيا جامو و كشمي إلى أسرة الدوغرا الهندوسية لمدة مائة عامة مقابل (7.5) ملايين روبية، أي ما يعادل مليون ونصف المليون دولار، وكان مدة هذه الاتفاقية تنتهي عام (1366هـ= 1946م)

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    الانضمام إلى الهند





    تردد مهراجا كشمير في إعلان انضمام الإمارة إلى باكستان ادى إلى تمرد المسلمون الكشميريون الذين كانوا يمثلون نسبة 82% من السكان. وقام جنود الحاكم الهندوسي بارتكاب المذابح في منطقة بونش وميربور في سبتمبر/ أيلول 1947. ويقال إنه قتل في هذه الاضطرابات ما لا يقل عن مائة ألف مسلم. وجرت هذه المجازر لإجهاض انتفاضة مسلمي كشمير ضد الحاكم الهندوسي. وقعت كشمير و باكستان اتفاقية في اغسطس 1947 تقوم فيها حكومة باكستان بامداد ولاية كشمير بالمواد الغذائية.و في أكتوبر اعلن المهراجا ان باكستان تقوم بعمل حصار عسكري على بلاده .


    و في 23 أكتوبر 1947 بدأ رجال القبائل الباكستانية في غزو كشمير . ذلك بتحريض من السلطات الباكستانية وبمشاركة جنودها. ومني جيش المهراجا بهزيمة منكرة وأقيمت "حكومة كشمير الحرة المؤقتة" بمدينة مظفر آباد في 24 أكتوبر 1947.وأعلنت الحكومة الجديدة على الفور بدء الحرب لتخليص الولاية من ظلم المهراجا بتأييد من القبليين المسلمين وقدامى الجنود المسلمين الذين كانوا قد سرحوا من الخدمة عقب الحرب العالمية الثانية بمنطقة بونش وميربور.


    وتقدمت هذه القوات بسرعة نحو عاصمة كشمير الصيفية سرينغار. طلب الخكام الهندوسي من الهند التدخل في الصراع و لكن اللورد مونباتن الحاكم العام للهند اعلن انه لا يمكن إرسال قوات هندية الا بعد انضمام كشمير إلى الهند و اعلن ان هذا الضم سوف يكون مؤقتا لحين معرفة رغبات شعب الولاية وقال ايضا "إن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتقرر باستفتاء شعبي بعد إعادة القانون والنظام إلى الإمارة". قرر حاكم كشمير الهندوسي هاري سينغ -بعد أن فشل في أن يظل مستقلا- الانضمام إلى الهند في 24 أكتوبر 1947 متجاهلا رغبة الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانية السابقة في التقسيم. وقد قبلت الهند انضمام كشمير إليها .

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    الحرب





    أرسلت الهند قواتها المحملة جوًا لوقف تقدم الكشميريين الذين كانو على بعد 5 اميال فقط منسرينجار ، وكان برفقة هذه القوات المهراجا، ووقعت اشتباكات بين الجانبين و مع اول نوفمبر بدأت القوات الهندية في تطهير الولاية من رجال القبائل المسلحين . طلب رئيس وزراء باكستان محمد علي جناح من الجنرال جراسي قائد الجيش الباكستاني إرسال قواته إلى كشمير و ذلك عقب دخول القوات الهندية الولاية . اعتذر القائد البريطاني عن إرسال القوات إلى كشمير و اعلن ان ذلك معناه سحب الضباط البريطانيين من الجيش الباكستاني . في اوائل نوفمبر 1947 اجريت اول مباحثات مباشرة بين الهند و باكستان بين رئيس الوزراء محمد علي جناح و الحاكم العام للهند .


    طرح فيها جناح مبادرة سلام تتضمن انسحاب القوات الهندية و المقاتلين القبليين باقصى وقت , ان تتولى الهند و باكستان إدارة الولاية . رفضت الهند تلك المقترحات .و استمر القتال في شتاء و ربيع 1948 و دخلت القوات الباكستانية إلى الاقليم في مارس 1947 و استطعات الدفاع عن اقليم مظفر اباد و استمر القتال دون ان يستطيع أحد تحقيق نصر استراتيجي على الارض

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4


    مجلس الأمن يتدخل





    وبينما كانت المعارك تجري بين قوات القبائل والقوات الباكستانية من جهة والقوات المسلحة الهندية من جهة أخرى بادرت حكومة الهند برفع قضية كشمير أمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة في 1 يناير 1948 وحاولت الهند إقناع الدول الأعضاء بأن ضم و لاية كشمير إلى الهند قد جاء استجابة لقرار اتخذه شعب كشمير نفسه. وقدمت الهند زعيم "المؤتمر القومي" الكشميري (شيخ محمد عبد الله) في اجتماعات مجلس الأمن باعتباره الناطق الوحيد باسم شعب كشمير.

    وفى5 يناير 1949 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن وقف إطلاق النار والاتفاق بشأن سحب جيوش البلدين وتوطين اللاجئين وإجراء استفتاء عام محايد بشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان.



    وتم تنفيذ وقف إطلاق النار بتعيين خط لوقف إطلاق النار بصورة مؤقتة. وانتشرت قوات حفظ السلام على جانبي خط وقف إطلاق النار، ولم تنفذ بقية البنود، واستمرت هذه القوات حتى عام 1972, عندما طالبت الهند بانسحابها فانسحبت من الجانب الهندي.ولكن لم يتم تنفيذ قراري مجلس الأمن الخاصين بسحب القوات الهندية والباكستانية وإجراء الاستفتاء.



    وفى سبتمبر1951 أقيمت في كشمير "جمعية تأسيسية"بزعامة شيخ عبدالله يتزعمه. وتحدت رغبات الناس فصادقت على قرار المهراجا هاري سينغ بالانضمام إلى الهند. ونصب شيخ عبد الله نفسه رئيسا لوزراء دولة جامو وكشمير. وظل زعماء الهند يرددون حتى عام 1954 تمسكهم بمبدأ إجراء الاستفتاء العام إلا أنه اتضح على مر الزمن أنهم لم يكونوا يعنون ما يقولونه
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:17 am

    [center]بطل الحرب والسلام

    الســـــــادات






     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  127__64068_sadat_1170813937







    ولد بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربية بعام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثان[بحاجة لمصدر] وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصر. وقد تأثر في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية في

    مصر والعالم.



    في عام1941 دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942. وقد خرج من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية فاكتشف الإنجليز هذه الصلة مع الألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943. لكنه استطاع الهرب من المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت.

    وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد. وفى آواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً في مشروع ترعة ري. وفي عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الاحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    وكان قد إلتقى في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررتاغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرى وأخيرة إلى السجن. وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسه إنفرادياً، غير إنه هرب المتهم الأول في قضية

    حسين توفيق. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.



    بعد خروجه من السجن عمل مراجعاً صحفياً بمجلة المصور حتىديسمبر 1948. وعمل بعدها بالأعمال الحرة مع صديقة حسن عزت. وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.



    وفي عام1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها. وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها إندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.



    وفي ربيع عام1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاع بصوته بيان الثورة. وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    في عام1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.

    وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلاولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957. وكان قد انتخب في عام 1960 أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من 21 يوليو 1960 ولغاية 27 سبتمبر 1961، كما انتخب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
    كما أنه في عام 1961 عين رئيساً لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي.



    في عام1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.

    بعد وفاة الرئيسجمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه كان نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستوراً جديداً لمصر.



    وقام في عام1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 7000 خبير روسي في أسبوع واحد في خطأ استراتيجي كلف مصر الكثير إذ كان السوفييت محور دعم كبير للجيش المصري و كان الطيارين السوفييت يدافعون عن سماء مصر التي كان الطيران الإسرائيلي يمرح فيها كيفما شاء و مكن هولاء الخبراء مصر من بناء منظومة الدفاع الجوي الصاروخي لكن السادات حاول التقرب لأمريكا فأقدم على خطوة كهذه [بحاجة لمصدر]. بينما يؤمن الكثيرون بأن اقدام السادات على هذا التخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث اراد السادات عدم نسب الانتصار الى السوفيت.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4

    وقد أقدم على إتخاذ قرار مصيري له ولمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.

    وقد قرر في عام1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بإنفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الإقتصادي.



    ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بهاثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    بتاريخ19 نوفمبر 1977 اتخذالرئيس قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل. وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

    وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادىء للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.


    وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلامالمصرية - الإسرائلية عام 1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر.

    وقد حصل علىجائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.



    لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارتهلإسرائيل، وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978

    والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد مع إسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيل وتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني، كما دعى العرب إلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكله الاقتصادية، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة مع إسرائيل.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4



    وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر، باستثناء سلطنة عمُان والسودان. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القرار كان متسرعاً وغير مدروس، وكان في جوهره يعبر عن التطلعات المستقبلية للرجل الثاني في العراق آن ذاك صدام حسين. لكن سرعان ما عادت الجامعة العربية لجمهورية مصر العربية عام 1989.



    بحلول خريف عام1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الإقتصادية.

    وفي6 أكتوبر من العام نفسه (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمة التي قامت بها الحكومة في شهر سبتمبر.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6ww6w20050424013730307ei4

    تزوج للمرة الأولى بعام1940 من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات هن رقية، راوية وكاميليا، لكنه إنفصل عنها بعام 1949. وتزوج بعدها من جيهان رؤوف صفوت التي أنجب منها 3 بنات وولداً هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.

    له 13 أخاً وأخت، وكان والده متزوج ثلاث سيدات، ومن أشقائه عصمت والد السياسيين طلعت ومحمد أنور.
    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:19 am

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    (13 - 23
    هـ/ 634- 643م
    )



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    الاختيار




    رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.
    ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
    وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
    وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده ؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلافى جو من الاستقرار!

    إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح، والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا وورعًا.
    إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهم أعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام" [الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.

    إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.
    وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة على مكةوالمدينة وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرة العربية،وتمتد لتشمل بعض المدن فى العراق والشام.
    وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقل من نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلى من يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.

    وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى من الظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمر العادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليوم الموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
    لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    تعديل فى القيادة


    فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلى الجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلو وتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحوا له أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامة وجوده.

    أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّ اللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بن الوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
    ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجندية طاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمه أن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين، يجاهدفى سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحت إمرةالقائد الجديد.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    فتح دمشق


    وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حول دمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالد بجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بن العاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيان على الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار، واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبون مددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفوا وقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى، فصنع
    للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلوا وشربوا
    وتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو على الباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال، وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بن عدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عند السورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهم جعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعوا أصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالد وأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوش المسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
    وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
    إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    فتح بــيت المقدس


    واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحل دمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمام المسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته، فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.

    وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا من الخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومان وظلمهم.
    وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى "الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون) كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء" جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.

    ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليه الرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسول عمروبن العاص إليه.
    دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه: والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحس عمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى، وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره، وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.

    فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقام عمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال: خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
    وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىالله وإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتى أجابوا إلى الصلح.

    وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلب المسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهد لسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر، وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
    وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائب كانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروم يلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضى على حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهير البلاد من فلول الروم

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    فتح مصر


    وها هى ذى جيوشهم تفر أمام الجيوش الإسلامية وتهرب إلى مصر، لقد قدم المسلمون آلاف الشهداء فى حروبهم ضد الروم فى سوريا وفلسطين، فصارت هذه الديار غالية عليهم، ولن يحس المسلمون بالاستقرار فى سورية وفلسطين، وهناكجيش كبير للروم على مقربة منهم، لقد اتخذوا من مصر مركزًا لتجمعهم، وأصبح وجودهم خطرًا يهدد جيش الشام. من أجل هذا استأذن عمرو بن العاص الخليفة فىفتح مصر.

    وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر عليها يرتب أمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى برقة فىليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
    وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامع الذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكون منارة مسلمة على مر الأجيال.
    إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحت بلاد الشام آمنة، وزال الخطر الذى كان يهدد الجيش الإسلامى بعد أن استسلم الروم، وفروا هاربين إلى بلادهم.
    عودة إلى جبهة الفرس:

    كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالروم بدءوابالشغب والعدوان على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتها الروم،لكنها كانت تترقب إلى الخلاص من بين أنياب هذا المستعمر الظالم، وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدة لطردهؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    موقعة البويب


    وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الروم بعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودة الزحف على بلاد الفرس.
    فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.
    وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارت معركةعظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعدد كبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.

    أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حقق المسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيش الفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماها المسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة من الفرس.

    وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبى وقاص،وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمون غنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.
    وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعد أخرى،وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحف علىالعاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة، ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمين سرعان ماعبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب "يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.

    وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فى العام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العرب صلحًا،ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسية على دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلا الحرب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    معركة جلولاء

    لقد هرب "يزدجرد" ليعد عدته للقاء آخر، وراح يعسكر بمنطقة "جلولاء"،والإمدادات تنهال عليه، والجنود يقومون بحفر الخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين يقتحمون عليهم خنادقهم، وتدور معركة من أعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ لهم النصر، وكان قائد المسلمين فى معركة جلولاء "هاشمبن عتبة" ويهرب "يزدجرد" مرة ثانية؛ حيث ترك حلوان وفر إلى الري، ولم يبق إلا فتح الفتوح "موقعة نهاوند" إنها آخر محاولة يقوم بها يزدجرد

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    نهاوند

    لقد جمع الكثير من الجيوش التى استماتت فى الدفاع والحرب، ولكن المسلمين هزموهم بإذن الله، لقد عزل عمر سعد ابن أبى وقاص، وولى مكانه النعمان بنمقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتح لاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشار عليهم المغيرة بنشعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلما تم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذا أميركم، لقد أقرالله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفة ودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتح الفتوح".
    وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعت لهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروح المعنوية عند الفرس.

    لقد استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهم عنوةوقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فى الماضي،وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان -رضىالله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
    لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.

    فلم يكد المسلمون يستقرون هنا وهناك حتى أرسل سعد بن أبى وقاص أحد قادته وهو عياض بن غنم إلى أرض الجزيرة ؛ حيث تجمع جند الروم فى أعلاها فافتتح هذه البلاد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدولة الإسلامية فى عهد عمر تواصل فتوحها، والجند ينشرون الدعوة، والجهاد لا تنطفئ شعلته.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    إن عمر بن الخطاب يعد نفسه مسئولا عن توفير الحياة الكريمة الشريفة للجميع، ويرى أنه لو عثرت بغلة فى العراق لكان مسئولا عنها. ومن أجل هذا نراه يوجه اهتمامه إلى تقوية الثغور والشواطئ والموانئ. ولا يفوته أن يحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفى بمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة، ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّن الدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين، والشام، والجزيرة الفراتية،والبصرة، والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكل ولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية. ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
    كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيد الغدر،فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرة بنشعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.

    كان عمر مع عدله ورحمته يخشى أن يموت وهو مقصر فى حق رعيته، وكم كان يتمنىأن يذهب إلى الناس فى الولايات الثمانية ليدرس مشكلاتهم، ويحقق رغباتهم،وقد ورد عنه أنه قال فى آخر حياته: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن فى الرعية حولا (عامًا) فإنى أعلم أن للناس حوائج تقطع دونى (لا أطلع عليها)، أماعمالهم (ولاتهم) فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى، فأسير إلىالشام فأقيم بها شهرين، والجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرين شهرين،وبالكوفة شهرين وبالبصرة شهرين. والله لنعم الحول هذا، لكن القدر لم يمهله فاستشهد -رضى الله عنه- قبل أن تتحقق هذه الأمنية.
    لقد طبق عمر المبادئ الإسلامية على نفسه أولا قبل أن يطلب من غيره تنفيذها.
    وكان يشترط على من يُولِّيه أمرَ المسلمين ألا يتعالى عليهم، ولا يستأثر لنفسه بشىء دونهم، ولا يغلق فى وجوههم بابه.

    وكان لا يتباطأ فى معاقبة المسئولين فى حزم وقوة، إن هم أساءوا إلى الرعية،فالناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وليس من حق أحد أن يستعبدهم حتى لو كان واليًا، لقد قاسم بعض ولاته أموالهم لما أحس أن ثرواتهم زادت عما كانت عليه قبل تولى مناصبهم، وأنصف القبطى المصرى الذى اعتدى عليه ابن والى مصرعمرو بن العاص، وقال له: اضرب ابن الأكرمين. ووجه كلامه إلى عمرو قائلا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:19 am

    "وادي المخازن".. معركة الملوك الثلاثة



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    عرف التاريخ الإنساني عددا من المعارك الفاصلة التي كانت نقاط تحول تاريخية نتيجة للآثار الإستراتيجية البعيدة التي تركتها تلك المعارك، حيث كانت بمثابة القسمات على وجه التاريخ، وحفرت وقائعها فضلا عن أسمائها في الذاكرة الإنسانية.
    ومن هذه المعارك معركة بلاط الشهداء أو لابواتيه التي كانت تحولا في مسارالفتوح الإسلامية بأوربا، وتراجع العثمانيين أمام أسوار فيينا، ومعركة وادي المخازن بين الدولة السعدية في المغرب والعثمانيين من جانب،والبرتغال والأسبان وفلول المتطوعين المسيحيين الأوربيين من جانب آخر.
    كان دافع البرتغاليين لخوض هذه المعركة هو استرداد شواطئ شمال أفريقيا وسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإسلام في تلك المناطق وإرجاعها إلى حظيرةالمسيحية، وإحكام السيطرة على طرق التجارة، خاصة مدخل البحر المتوسط من خلال السيطرة على مضيق جبل طارق، محاولين في ذلك استلهام تجربة حروب الاسترداد التي خاضتها أسبانيا ضد الوجود الإسلامي بها.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    المتوكل.. على الأسبان والبرتغاليين


    كانت الدولة السعدية -التي تعود لمحمد النفس الزكية أحد أئمة آل البيت النبوي- هي التي تسيطر على مراكش (المغرب)، وكان قيامها سنة (923هـ= 1517م) علىأساس مجاهدة البرتغاليين، واستطاعت هذه الأسرة أن تحرر الكثير من شواطئ المغرب المطلة على المحيط الأطلنطي -والتي احتلها الأسبان في عدة حملات- حيث استطاعت دخول مراكش سنة (931هـ= 1525م) ثم فاس في (961هـ= 1554م) وكان ذلك بداية قيام تلك الدولة التي استمرت حتى عام (1011هـ=1603م)

    وعندما توفي عبد الله الغالب السعدي حاكم الدولة السعدية تولى من بعده ابنه محمدالمتوكل الحكم سنة (981هـ=1574م) وعرف عنه القسوة وإتيان المنكرات، فانقلب عليه عماه عبد المالك وأحمد واستنجدا بالعثمانيين -الذين كانوا موجودين بالجزائر- فقدم لهما العثمانيون المساعدات واستطاعا الانتصار على المتوكل في معركتين سنة (983هـ=1576م) واستطاع عبد الملك أن يدخل فاس عاصمة الدولةالسعدية وأن يأخذ البيعة لنفسه، وأن يشرع في تأسيس جيش قوي ضم العرب والبربر وعناصر تركية وأندلسية.
    ولم تؤد خسارة المتوكل أمام عميه عبد الملك وأحمد إلى أن يرضى بالأمر الواقع فرحل إلى الشواطئ البرتغالية واستنجد بالملك البرتغالي دون سباستيان ليساعده في استرداد ملكه مقابل أن يمنحه الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي.

    واستطاعت المخابرات العثمانية في الجزائر أن ترصد هذه الاتصالات بين المتوكل والبرتغاليين، وبعث حسن باشا أمير أمراء الجزائر برسالة مهمة إلى السلطان العثماني بهذا الشأن، وكان العثمانيون في إستانبول على دراية بما يجري في أوربا فقد كان لديها معلومات عن اتصالات يجريها بابا روما ودوق فرنسا منذعدة أشهر بهدف جمع جنود وإعداد سفن وتحميلها بمقاتلين لمساعدة البرتغال فيغزوها للشاطئ المغربي، ورصدت المخابرات العثمانية الاتصالات بين ملك البرتغال سباستيان وخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ولكنها لم تستطع أن تقف على حقيقة الاتفاق الذي جرى بينهما، لكن المعلومات التي رصدتها أكدت أن ملك أسبانيا جمع حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال في تأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي.

    أماالدولة السعدية فقد استطاعت سفنها أن تلقي القبض على سفارة كان قد أرسلهاالمتوكل إلى البرتغال تطالبهم بالتدخل لمساعدته في استرداد ملكه مقابل منحهم الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي، ولذا بدأ السعديون يأخذون أهبتهم للحرب القادمة من حيث الاستعدادات الحربية وحشد الجنود والاتصال بالعثمانيين الموجودين في الجزائر للحصول على دعمهم في الحرب القادمة ضدالبرتغاليين والأسبان.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043
    سباستيان:


    كان الهوس الديني مسيطرا على سباستيان وكان يرغب في أن يخوض حرب استردادمسيحية أخرى في سواحل الشمال الأفريقي، ورأى أن تكون حربا كبيرة لا مجردغارة خاطفة، ولذا بدأ مشاورات مع عدد من ملوك وأمراء أوربا وعلى رأسهم خاله فيليب الثاني الذي سمح للمتطوعين الأسبان بالتدفق على الجيش البرتغالي، وأمده بقوات من جيشه وسفن لنقل القوات إلى الشواطئ المغربية،وشارك بثلث نفقات الحملة شريطة الاكتفاء باحتلال ميناء العرائش على المحيط الأطلسي وعدم التوغل في الأراضي المغربية وألا تستمر الحرب أكثر من عام.

    تدفقت جموع المتطوعين على الجيش البرتغالي من إيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول الأوربية، وجمع سباستيان حوالي 18 ألف مقاتل، وكان بالجيش البرتغالي الكثير من المدافع والخيالة الذين كانوا عماد الحرب في تلك الفترة من التاريخ. واختلف في المجموع الكلي لجيش سباستيان وجموع الأسبان والمتطوعين المسيحيين الذين تدفقوا على هذا الجيش؛ إذ رفع البعض عددهم إلى حوالي 125ألف مقاتل، وفي تقديرات أخرى 80 ألفا، بينما يقول المدققون إنه كان يزيدعلى 40 ألفا.

    وقدظن البرتغاليون أنهم ذاهبون إلى نزهة على الشواطئ المغربية؛ حيث أخذواالأمر باستخفاف شديد؛ فقد كانوا واثقين من انتصارهم السهل، حتى إن الصلبان كانت مُعدة لتعليقها على المساجد المغربية الكبيرة في فاس ومراكش، بل وضعت تصميمات لتحويل قبلة جامع القرويين الشهير إلى مذبح كنسي، وكانت بعض النساء البرتغاليات من الطبقة الراقية يرغبن في مصاحبة الجيش لمشاهدةالمعركة، وكان بعض البرتغاليين يرتدون الثياب المزركشة المبهرة وكأنهم سيحضرون سباقا أو مهرجانا.

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043
    الإبحار والخطة والمواجهة


    أبحرت السفن البرتغالية والأسبانية من ميناء لشبونة في (19 ربيع ثان 986هـ= 24من يونيو 1578م) ورست على شاطئ ميناء أصيلة فاحتلته، وفوجئ سباستيان بأن عدد قوات المتوكل قليل جدا.
    بنى السعديون خطتهم للمواجهة على إطالة الفترة التي تبقاها قوات البرتغاليين في الشاطئ دون التوغل في الأراضي المغربية؛ حتى يتمكن السعديون من تجميع قواتهم ودفعها إلى المعركة، ثم بدأ السعديون في محاولة إغراء البرتغال بترك الشواطئ والتوغل في الأرض المغربية الصحراوية لإرهاقها وإبعادها عن مراكز تموينها على شاطئ المحيط.

    نجحت خطة عبد المالك واستطاع أن يغري القوات البرتغالية والأسبانية بالزحف داخل المغرب حتى سهل فسيح يسمى سهل القصر الكبير أو سهل وادي المخازن بالقرب مننهر لوكوس، وكان يوجد جسر وحيد على النهر للعبور إلى الوادي.
    كانت خطة عبد المالك القتالية أن يجعل القوات البرتغالية تعبر الجسر إلى الوادي ثم تقوم القوات المغربية بنسف هذا الجسر لقطع طريق العودة على البرتغاليين، ومن ثمة يكون النهر في ظهرهم أثناء القتال؛ بحيث لا يجد الجنود البرتغاليون غيره ليهرعوا إليه عند اشتداد القتال؛ وهو ما يعنيأنهم سيغرقون به نظرا لما يحملونه من حديد ودروع.

    بدأالقتال وكان شديدا نظرا للحماسة الدينية التي كانت تسيطر على كلا الطرفين،وأصيب عبد المالك بمرض شديد أقعده في الفراش، وقيل إن بعض الخدم وضع له سما. وقد زاد ضغط البرتغاليين والأسبان على بعض القوات المغربية فاختلت صفوفها فما كان من عبد المالك إلا أن ركب فرسه وحث جنده على الثبات، لكنه سقط فنقل إلى خيمته وأوصى إن توفاه الله تعالى أن يتم كتمان الخبر حتى الانتهاء من القتال حتى لا يؤثر ذلك في معنويات الجنود، وشاءت إرادة الله تعالى أن يُتوفى عبد المالك، وعمل رجال دولته بوصيته فكتموا الخبر.

    استمرالقتال حوالي أربع ساعات وثلث الساعة وفي أثنائها بدأت بشائر النصر تلوح في الأفق للمسلمين فحاول البرتغاليون الهروب من ميدان المعركة والعودة إلى الشاطئ لكنهم وجدوا أن جسر وادي المخازن قد نُسف فألقى الجنود ومعهم سباستيان بأنفسهم في الماء فمات هو وكثير من جنوده غرقا، أما الباقون فقتلوا في ميدان المعركة أو أسروا، أما البقية التي نجت وركبت البحر فقداستطاع حاكم الجزائر حسن باشا وقائده الريس سنان أن يعترض سفنهم وأن يأسرغالبيتهم؛ حيث أسر 500 شخص.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    معركة الملوك الثلاثة


    لقي في هذه المعركة ثلاثة ملوك حتفهم هم عبد المالك وسباستيان والمتوكل؛ ولذاعرفت بمعركة الملوك الثلاثة، وفقدت البرتغال في هذه الساعات ملكها وجيشها ورجال دولتها، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد، فاستغل فيليب الثاني ملك أسبانيا الفرصة وضم البرتغال إلى تاجه سنة (988هـ= 1580م)،وورث أحمد المنصور العرش السعدي في فاس، وأرسل سفارة إلى السلطان العثمانيي عرض عليه فيها انضمام دولته لدولة الخلافة العثمانية.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:20 am

    [center]المماليك البحرية الاتراك



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043




    سلالة من الجنود المماليك حكمت في مصر، الشام، العراق و الجزيرة العربية سنوات 1250-1517 م.
    المماليك أسسوا في مصر و الشام دولتين متعاقبتين كان مركزها(عاصمتها )القاهرة :الأولى : دولة المماليك البحرية. و من أشهرهم عز الدين أيبك وقطز و بيبرس البندقداري و قلاوون و محمد بن قلاوون ، ثم تلتها مباشرةوبانفلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدى فيما بعدلتيمورلنك واستعاد ما احتله التتر في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد. فبدأت دولة المماليك البرجيين الشراكسة التي عرف في عهدهم أقصى اتساعلدولة المماليك في القرن التاسع الهجري. وكان من أبرز سلاطينهم السلطان برقوق و ابنه فرج و اينال والأشرف بارسباي فاتح قبرص و قنصوه الغوري وطومان باي

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043


    المقر: القاهرة



    كان هؤلاء المماليك عبيدا استقدمهم الأيوبيون، زاد نفوذهم حتى تمكنوا منالاستيلاء على السلطة سنة 1250 م. كان خطة هؤلاء القادة تقوم استقدام المماليك من بلدان غير اسلامية، وكانوا في الأغلب أطفالاً يتم تربيتهم وفققواعد صارمة في ثكنات عسكرية معزولة عن العالم الخارجي، حتى يتم ضمانولاؤهم التام للحاكم. بفضل هذا النظام تمتعت دولة الممليك بنوع من الاستقرار كان نادرا آنذاك.

    قام المماليك في أول عهد دولتهم بصد الغزو المغولي على بلاد الشام و مصروكانت قمة التصدي في موقعة عين جالوت. بعدها و في عهد السلطان بيبيرس (1260-1277 م) و السلاطين من بعده، ركز المماليك جهودهم على الإماراتالصليبية في الشام. قضوا سنة 1290 م على آخر معاقل الصليبيين في بلادالشام (عكا).

    أصبحت القاهرة مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الشرق و الغرب، وازدهرتالتجارة ومعها اقتصاد الدولة. قام السلطان برقوق (1382-1399 م) بقيادةحملات ناجحة ضد تيمورلنك وأعاد تنظيم الدولة من جديد. حاول السلطان برسباي (1422-1438 م) أن يسيطر على المعاملات التجارية في مملكته، كان للعمليةتأثير سيئ على حركة هذه النشاطات. قام برسباي بعدها بشن حملات بحرية ناجحة نحو قبرص.

    منذ العام 1450 م بدأت دولة الممليك تفقد سيطرتها على النشاطات التجارية. أخذت الحالة الاقتصادية للدولة تتدهور. ثم زاد الأمر سوءا التقدم الذيأحرزته الدول الأخرى على حسابهم في مجال تصنيع الآلات الحربية. سنة 1517 ميتمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء على دولتهم. ضمت مصر، الشامو الحجاز إلى أراض الدولة العثمانية.

    تمتع الممليك خلال دولتهم بشرعية دينية في العالم الإسلامي وهذا لسبيبن،تمكلهم لأراضي الحجاز و الحرمين، ثم استضافتهم للخلفاء العباسيين فيالقاهرة منذ 1260 م.
    المماليك البحريون
    كان يتوجب ادراج السلطانة شجرة الدر التي ادخلت مصر في عصر المماليك.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043


    الحاكم و مدة الحكم





    1 المعز عز الدين أيبك 1250-1257



    2 المنصور نور الدين علي بن أيبك1257-1259



    3 المظفر سيف الدين قطز 1259-1260



    4 الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري 1260-1277



    5 السعيد ناصر الدين أبو المعالى محمد بركة خان بن بيبرس 1277-1279



    6 العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس 1279-1279



    7 المنصور سيف الدين قلاوون الألفى 1279-1290



    8 الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون 1290-1293



    9 الناصر محمد بن قلاوون 1293-1294



    10 العادل زين الدين كتبغا المنصور 1294-1296



    11 المنصور حسام الدين لاجين 1296-1298



    9-2 الناصر محمد بن قلاوون 1298-1308



    12 المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير 1308-1309



    9-3 الناصر محمد بن قلاوون 1309-1340



    13 المنصور سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد بن قلاوون 1340-1341



    14 الأشرف علاء الدين كوجك بن الناصر محمد 1341-1342



    15 الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد 1342-1342



    16 الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد 1342-1345



    17 الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر محمد 1345-1346



    18 المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد 1346-1347



    19 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1347-1351



    20 الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر محمد 1351-1354



    19-2 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1354-1361



    21 المنصور صلاح الدين محمد بن حاجي بن قلاوون 1361-1363



    22 الأشرف زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون 1363-1376



    23 المنصور علاء الدين علي بن شعبان 1376-1381



    24 الصالح زين الدين حاجى 1381-1382



    [/center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:20 am

    [size=16]الجذور التاريخية للحروب الصليبية


    [/size]
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043


    أولاً: البيزنطيون:


    ترجع بدايات التحرك البيزنطي المضاد للإسلام إلى عصر الرسالة نفسه، فمنذ العام الخامس للهجرة وعبر معارك دومة الجندل، وذات السلاسل، ومؤتة، وتبوك، وانتهاء بحملة أسامة بن زيد رضي الله عن الصحابة أجمعين
    كان المعسكر البيزنطي يتحسس الخطر الإسلامي الجديد القادم من الجنوب لاسيما بعدما تمكنت الدولة الناشئة من فك ارتباط العديد من القبائل العربية شمالي الجزيرة من سادتهم القدماء الروم، وسواء كان البيزنطيون يتحركون ضد القوات الإسلامية بفعلهم ابتداء أو كرد فعل لتحرك إسلامي، فإن المحصلة الأخيرة هي أن هذا المعسكر بدأ يدرك أكثر فأكثر حجم التحدي الجديد ويعد العدة لوقفه

    صحيح أن هذه العدة لم تكن – أحياناً – بالحجم المطلوب، ربما بسبب عدم دقة المعلومات التي كانت القيادة البيزنطية تبني عليها مواقفها إلا أن النتيجة هي أن النار اشتعلت عبر هذا المحور وازدادت اشتعالاً بُعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدفق القوات الإسلامية في البلاد التي يسيطر عليها البيزنطيون ، وبعد إخراج البيزنطيين من ممتلكاتهم في آسيا وأجزاء من إفريقيا على يدي القيادة الراشدة، التي شهدت المراحل التالية من العصر الراشدي، محاولات التفاف، ردود أفعال عديدة وهجمات مضادة نفذها هذا المعسكر في البّر والبحر، ولكنها آلت في معظمها إلى الخسران، تم مالبث البيزنطيون أن انحسروا عبر العقود التالية، وبفضل الملاحقة الدؤوبة التي قام بها الأمويون - ابتداء من معاوية رضي الله عنه مؤسس الدولـة الأمـوية وعهد عبد الملك بن مروان وبنيه خصوصاً الوليد وسليمان – وقد تم شرح ذلك وتفصيله في كتابي الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الإنهيار – واستمرت الملاحقة النشطة للبيزنطيين بعد الأمويين في الشام ومصر وشمال إفريقيا، وانحسروا بالكلية عن الشمال الإفريقي ومساحات واسعة من البحر المتوسط، وانزووا هناك في شبة جزيرة الأناضول، فضلاً عن ممتلكاتهم في أوروبا نفسها، وهكذا وبمرور الوقت، أصبح خطر هجماتهم المضادة محدوداً لأنها تركزت عند خط الثغور في الأناضول والجزيرة الفراتية دون أن تتعداه إلى العمق إلا نادراً بسبب يقظة القيادات الإسلامية، وتحصينها خط الحدود من جهة، وقيامها بهجمات مستمرة ضد الدولة البيزنطية، وتوغلها بعمق باتجاه القسطنطينية نفسها من جهة أخرى، الأمر الذي لم يدع الإمبراطور البيزنطي – في معظم الأحيان – أن يأخذ زمام المبادرة وأن يوسع نطاق هجومه المضاد اللهم إلا عند مطلع القرن الرابع الهجري حيث كانت الدولة العباسية قد ضعفت إلا أن ظهور السلاجقة أعطى دفعة قوية لحركة الجهاد الإسلامي، وقد استطاعوا في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان أن يحققوا نجاحاً ساحقاً ضد العمود الفقري للقوات البيزنطية في معركة ملاذكرد عام 463ﻫ وكان هذا الانتصار بمثابة نهاية لتحديات الدولة البيزنطية وهجومها المضاد، واستمر على تلك الحال حتى سقوطها بعد عدة قرون على يد العثمانيين .

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    ثانياً : الأسبان :


    شهدت الساحة الأندلسية، منذ بدايات مبكرة هجمات مضادة متواصلة قادمة من الشمال حيث يتحصن الأسبان في المناطق الأشد وعورة، ولقد تمخضت هذه الهجمات عن صراع مرير قدرت القيادة الأموية عبره أن تجابه الهجوم المضاد لمدى ما يقرب من القرون الثلاثة، وأن تحتويه وترغمه على الانحسار في الجيوب الشمالية لشبه الجزيرة الإيبرية، ثم جاءت دفقة الحيوية الإسلامية الجديدة مرتين إحداهما على يد المرابطين القادمين من المغرب ، الذين سجلوا لنا في صفحات المجد انتصارهم العظيم في معركة الزلاقة على النصارى الإسبان في عام 479ﻫ، والأخرى على أيدي الموحدين الذين جاءوا من بعدهم الذين حققوا انتصاراً ساحقاً على النصارى في معركة الأرَك عام 591ﻫ التي سجلت على صفحات الزمان بماء الذهب الصافي ، وبذلك تمكن الإسلام في الأندلس من الصمود بمواجهة التحدي ومقارعة الهجوم الإسباني المضاد سلاح شبه متكافئ لمدى يقرب من القرون الأربعة. لكن المسلمين هناك ما لبثوا أخيراً أن استنزفوا، وزادهم ضعفاً إنقسامهم على أنفسهم وصراعهم الدموي الطاحن فيما بينهم، الأمر الذي حول ميزان القوى لصالح القيادة النصرانية التي تمكنت في نهاية المطاق من إسقاط آخر كيان إسلامي هناك، مملكة غرناطـة 897ﻫ لكـي ما تلبث - تحت زعامة فرديناند وايزابيلا - أن تنفذ أبشع مجزرة رهيبة في التاريخ البشري، اشتركت فيها السلطة والكنيسة ومحاكم التفتيش واستطاعت بأساليبها التي تجاوزت القيم الإنسانية فضلاً عن الدينية على تدمير الوجود الإسلامي في الأندلس وإزالته من الخارطة الإسبانية، ودمج الجماعات الإسلامية قسراً بالمجتمع النصراني دينا وثقافة وسلوكاً .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    ثالثاً : الحركة الصليبية :

    إن الحركة الصليبية هي رد الفعل المسيحي تجاه الإسلام، تمتد جذورها إلى بداية ظهوره، وخروج المسلمين من جزيرتهم العربية واصطدامهم بالدولة البيزنطية، وأن هذه الحركة تطورت كالكائن الحي على مدى القرون ما تكاد تخرج من طور إلا لتدخل في طور جديد وما كانت الفترة الزمنية الممتدة بين سنتي (488ﻫ - 690ﻫ/1095م – 1291م)، فالغزو الصليبي ليس أمراً جديداً ولا ظاهرة غريبة أو استثنائية وإنما هو القاعدة وغيره الاستثناء ، وعلى مدى قرنين من الزمن لم يتخلوا عن المقاومة ولم يستكينوا أو يضعوا السلاح، كانوا على استعداد في كل لحظة لركوب خيولهم والإنطلاق سراعاً إلى الأهداف، والجهاد لا تضعه النظريات والأماني، والمجاهد لا يتحرك في الفراغ، ولكنها التحديات التاريخية الكبيرة هي التي تضع الجهاد وتبعث المجاهدين، وتنفخ في المقاتل المسلم روح البطولة والتضحية والاستشهاد .
    وقد تصالح المؤرخون على إطلاق الحروب الصليبية على الحركة الاستعمارية الصليبية التي ولدت في غرب أوروبا واتخذت شكل هجوم مسلح على بلاد المسلمين في الشام والعراق والأناضول، ومصر وتونس لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين والقضاء عليهم واسترجاع بيت المقدس وجذور هذه الحركة نابع من الأوضاع الدينية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية التي سرت في غرب أوروبا في القرن الحادي عشر، واتخذت من الدين وقوداً لتحقيق أهدافها

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    رابعاً : حركة التفاف الصليبيين:


    مالبثت أوروبا بعد سحق الوجود الإسلامي في إسبانيا أن بدأت بقيادة إسبانيا والبرتغال، ومن بعدهما بريطانيا وهولندا وفرنسا، عملية الالتفاف التاريخية المعروفة على عالم الإسلام عبر خطوطه الخلفية في إفريقيا وآسيا، والتي كانت بمثابة حركة الاستعمار القديم التي ابتلي بها العالم الإسلامي فيما بعد، والتي استمرت حتى العقود التي أعقبت سقوط الخلافة العثمانية، كان المماليك في مصر والشام قد بلغوا مرحلة الإعياء، وكان اكتشاف الطريق البحري الجديد حول رأس الرجاء الصالح قد وجّه لتجارتهم - التي هي بمثابة العمود الفقري لمقدرتهم المادية – ضربة قاصمة، أما العثمانيون فكان جهدهم منصباً على اختراق أوروبا من الشرق، ولم تكن لديهم الجسور الجغرافية التي تمكنهم من وقف محاولة الالتفاف تلك في بداياتها الأولى، ولكنهم ما لبثوا بعد عدة عقود أن تحركوا لمجابهة الموقف، الموقفن ومع ذلك فقد دافعت الشعوب والقيادات الإسلامية المحلية في المناطق التي ابتليت بالغزو دفاعاً مستميتاً، وضربت مثلاً صلباً في مقاومتها المتطاولة للعدوان، وألحقت بالغزاة خسائر فادحة على طول الجهات والمواقع الساحلية التي سعى هؤلاء إلى أن يجدوا فيها موطئ قدم ، وقد استطاع العثمانيون إنقاذ العالم الإسلامي من الغزو البرتغالي الإسباني الذي استهدف خنق التجارة الإسلامية، وحين حاولوا السيطرة على ساحل المغرب الإسلامي للإغارة عليه وضربهن سارع العثمانيون بالسيطرة على المغرب كله ماعدا مراكش واستطاعوا مواجهة الإسبان في حوض المتوسط وجزائره وسواحله، وأدالوا منهم، وبذلك استطاعت القوة البحرية العثمانية أن تحفظ شاطئ البحر المتوسط للإسلام والمسلمين، واستطاع العثمانيون أن يسيطروا على ساحل شرق إفريقيا وشمال المحيط الهندي في مطلع القرن الثامن عشر فأرهب ذلك الأوربيين، واستطاع أحمد بن سعيد 1740م أن يقف في وجههم في عمان حيث فقد البرتغاليون الأمل في استرداد هذه المنطقة، وقد كانت عمان بعد سقوط الأندلس أكبر قوة عربية ودامت نهضتها من عام 1000ﻫ إلى 1250ﻫ وقد استولت على ثغور البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج، فإفريقيا الشرقية إلى رأس الرجاء الصالح، وفي بضعة أجيال صار أهل عمان سادة هذه البحار العظمى الثلاثة وصار لهم أسطول ضخم هاجم الأسطول البرتغالي وأجلاه عن جميع الثغور الهندية والفارسية والإفريقية .. ولم يصبر الإنجليز على هذه الدولة البحرية التي كانت تهددهم في أملاكهم في آسيا وإفريقيا، فعملوا على مدى ثمانين عاماً على إضعافها والقضاء عليها وضرب الأسطول البريطاني مدنها بالقنابل .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:21 am

    خلع السلطان عبد الحميد .. السقوط الحقيقي



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043

    الزمان/ السبت 21صفر ـ 1327هـ.

    المكان/ إستانبول ـ عاصمة الخلافة العثمانية.

    الموضوع/ العلمانيون والماسون يتآمرون على السلطان عبد الحميد ويخلعونه


    الأحداث/ مقدمة
    مفكرة الإسلام : إن من أكبر المشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية خاصة في عصرنا الحاضر هي مشكلة غياب القيادة الربانية, فلقد غابت القدوة وفقدالمثل, فأصبحت الأمة جسدًا بلا رأس أو سفينة بلا ربان, وكلما كانت القيادةربانية كلما كانت الأمة أقرب للتمكين والنصر والسيادة, ولقد فطن أعداءالإسلام لتلك الأهمية فحرصوا كل الحرص على منع وصول أمثال هؤلاء القادةالربانيين لسدة الحكم بالبلاد المسلمة وعملوا على إفساد أنظمة الحكم في البلاد المسلمة حتى تنفصل القاعدة عن القمة, وإذا فشلت القوى المعادية فيمنع وصول القادة الربانيين لسدة الحكم فإنها تشن حربًا لا هوادة فيها وبكل الوسائل الشريرة من أجل التخلص من هذه القيادة الربانية.

    الأحوال العثمانية
    مرت الخلافة العثمانية بعدة أطوار متعاقبة منذ نشأتها سنة 699هـ على يد مؤسسها عثمان الأول وتأرجحت بين قوة وضعف ووحدة وتفرق وتوسع وانحصار, ولكن اللافت للنظر أن طور الضعف والانحدار قد استمر لفترة طويلة 'قرابة الثلاثةقرون' تعاقب خلالها على قيادة الدولة العثمانية ثمانية وعشرون خليفة كانبعضهم ذو همة وعزيمة قوية حاول أن يستعيد قوة الدولة وهيبتها السابقة, وهؤلاء أخروا سقوط الدولة العثمانية إلى وقتها المقدور, وكان السلطان عبدالحميد أقوى هؤلاء الخلفاء.

    السلطان عبد الحميد الثاني
    السلطان عبد الحميد هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولةالعثمانية, تولى عرش الدولة وهو في الرابعة والثلاثين من عمره, وقد نشأيتيم الأم, وتولت رعايته زوجة أبيه وكانت امرأة صالحة ذات دين وعفاف فأثرت على نفسية وشخصية عبد الحميد, فنشأ في بيئة صالحة وتربى على أن يكون منالقادة والزعماء الكبار, فتعلم الفروسية والعلوم الشرعية والعلمية, وقدظهرت بجانبه منذ الصغر خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة ومتابعة الأحوالالخارجية.
    استفاد عبد الحميد كثيرًا من عمه السلطان عبد العزيز الذي كان المثل والقدوة لعبد الحميد, ولقد قتل عبد العزيز على يد بعض المتآمرين والحاقدين على الخلافة العثمانية قبل تولي عبد الحميد لمقاليد الأمور, وكانت رحلةعبد الحميد إلى أوروبا برفقة عمه السلطان عبد العزيز ذات أثر بالغ في تكوين الرؤية الواقعية لمستقبل الحكم العثماني في عهد عبد الحميد.
    استلم السلطان عبد الحميد الحكم في 11 شعبان 1293هـ / 31 أغسطس 1876م في وقت عصيب وحاسم من حياة الأمة الإسلامية عامة والدولة العثمانية خاصة فقدأحدقت بها الأخطار من الداخل والخارج، واجتمعت عليها عوامل الهدم وكانت الدولة العثمانية أشبه ما يكون بسفينة قديمة بالية تبحر في عرض بحر هائج متلاطم الأمواج تعبث بها العواصف من هنا وهناك, ولكن عبد الحميد كان رجل الساعة وفارس الميدان جابه الجميع بكل شجاعة.

    الأخطار الداخلية

    لقد كانت الجبهة الداخلية والأخطار الداخلية في حقيقة الأمر أكبر وأشدضررًا من الأخطار الخارجية, وقد تمثلت الأخطار الداخلية في عدة محاور كمايلي:
    1]
    انتشار الفكر الغربي في الطبقة المثقفة وطبقة رجال الحكم وعلية القوم وافتتان كثير من هؤلاء بماعند أوروبا من تقدم حضاري وفنون وآداب حتى أصبحت لندن وباريس وفيينا قبلةهؤلاء المفتونين وما استتبع ذلك من اندفاعهم في هوة التقليد الأعمى لكل ماهو غربي على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
    2]
    ظهور الجمعيات الماسونيةذات الأهداف الخبيثة والتي عملت على نشر الأفكار القومية الطورانية والتيتتعارض مع عقيدة الولاء والبراء في الإسلام, وكانت هذه الجمعيات تحملأسماء أدبية وعلمية للتمويه والتضليل, وكان النصارى هم نواة هذه الجمعيات عند ظهورها وكانت الإرساليات التنصيرية الداعم الأول لهذه الجمعيات, وكانت جمعية 'تركيا الفتاة' هي أشهر هذه الجمعيات وقد تأسست في الأصل بباريس, كانت جمعية تقوم في الأساس على القومية التركية أو الطورانية, تحت شعارالجمهورية وقد أسس هذه الجمعية بعض الإعلاميين المفتونين بالغرب أمثال 'علي سعاوي', 'نامق كمال', 'محمد ضياء', وقد تكونت لتلك الجمعية الشابةفروع بلسانيك وبرلين واستانبول , وما لبث أن انضم لهذه الجمعية بعض الضباط خاصة من منطقة سلانيك وقرروا تأسيس جناح عسكري للجمعية عرف باسم 'الاتحادوالترقي' والجدير بالذكر أن جمعية 'تركيا الفتاة' وجناحها العسكري 'الاتحاد والترقي' قد تم تنظيمهما وتكوينهما على غرار جمعية 'إيطالياالفتاة' والتي أسسها الزعيم الإيطالي 'ماتزين' سنة 1831م بل هي مستنسخة منها.
    3]
    أما أشد هذه الأخطار على الجبهة الداخلية فكانوااليهود المعروفين بيهود 'الدونمة' ومعنى كلمة 'الدونمة' الرجوع والعودة وهم اليهود الذين استوطنوا الدولةالعثمانية أيام السلطان سليمان القانوني وكان أصل هؤلاء اليهود من إسبانياوكانوا قد تعرضوا للاضطهاد بعد سقوط الأندلس, وقد سمح لهم السلطان سليمان بذلك تحت تأثير من زوجته 'روكسلان' الأفعى اليهودية, وفي ظل حكم الدولةالعثمانية تمتع اليهود بالأمن والرفاهية ونالوا كافة حقوقهم بل انتظم بعضهم في سلك رجال الدولة ولكنهم كعادتهم قابلوا هذا الجميل والعرفانبالجحود والنكران, وتآمروا مع الجمعيات السرية الماسونية وروجوا للفكرالقومي الطوراني, ويعتبر اليهودي 'موئيز كوهين' هو مؤسس الفكر القومي وكتابه 'الروح التركية' هو الكتاب المقدس للسياسة الطورانية.

    الأخطار الخارجية

    في هذه الفترة الحرجة من حياة الدولة العثمانية كانت الأخطار الخارجيةمتمثلة في دول أوروبا بجناحيها الشرقي والغربي, ويقود الجميع وقتها روسياوإنجلترا, وكانت ألمانيا وقتها قوة جديدة تتطلع لدور على الساحة الدولية, ولقد عملت روسيا على إثارة الفتن الداخلية بالولايات العثمانية بأوروباالشرقية, فأشعلت روسيا ثورات عنيفة في بلاد البلقان والبوسنة والهرسكوالصرب والجبل الأسود, وعندما لم تفلح هذه الثورات في تحقيق الهدف منهاأعلنت روسيا الحرب صراحة على الدولة العثمانية بسبب رومانيا وأجبرت الدولةالعثمانية لتوقيع معاهدة 'سان استيفانوس' المجحفة بحق العثمانيين بعد أنفقدت الدولة أجزاء منها في هذه الحرب.
    لم تكن الدول الأوربية المشهورة بعدائها الشديد للإسلام والمسلمين مثلإنجلترا وفرنسا والنمسا لتقف مكتوفة الأيدي وروسيا تلتهم أجزاء كبيرة من الدولة العثمانية التي أصبحت فريسة سهلة لذئاب الأرض من أعداء الإسلام, فأجبرت هذه الدول مجتمعة الدولة العثمانية على التوقيع على معاهدة برلينسنة 1305هـ, وكان ظاهر هذه المعاهدة الحد من النفوذ الروسي بالمنطقة ولكن باطنها المزيد من تقطيع أوصال الدولة العثمانية وتوزيع أملاكها علىالمعتدين والطامعين.
    الفرنسي من أشد الناس محاربة لهذه الفكرة.


    السلطان عبد الحميد والقدس واليهود

    نحن لسنا في حاجة لبيان عداوة اليهود للمسلمين في كل مكان وزمان فهذا أمرعقائدي مستقر بالكتاب والسنة والتاريخ, ولكن عداوة اليهود للسلطان عبدالحميد كانت خاصة ومركزة؛ فلقد حاول اليهود استغلال الأوضاع الداخليةوالخارجية التي تحيط بالسلطان عبد الحميد وطلب اليهود من السلطان عبدالحميد على لسان زعيم الصهاينة 'هرتزل' أن يعطيهم فلسطين لتكون وطنًا قوميًا ليهود العالم, وقد استطاع 'هرتزل' أن يتحصل على تأييد أوروبيلفكرته, وأصبحت قوة ضغط على الدولة العثمانية التي كانت تعاني وقتها منضائقة مالية شديدة, وهذا ما حاول اليهود استغلاله فعرضوا على السلطان عبدالحميد في اللقاء الذي تم بينه وبين 'هرتزل' مبلغ عشرين مليون ليرة ذهبية لسداد ديون الدولة مقابل التنازل عن فلسطين.
    فجاء رد السلطان عبد الحميد فخرًا وعزًا لكل مسلم ووسامًا على صدورنا نفخر به في زمن العملاء والخونة والمأجورين حيث قال: 'لاأستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة لأنها ليست ملكي بل هيملك شعبي وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، فليحتفظ اليهود بملايينهم، إذا فرقت دولتي من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل ولكن لزم أن يبدأ التمزيق أولاً في جثتي قبل الحصول على فلسطين'.
    بعد أن تأكد اليهود من عزم السلطان عبد الحميد على منعهم من التمكن من فلسطين وفشلت كل إغراءاتهم المالية من أجل ذلك أخذوا في التآمر مع كل القوى المعادية للمسلمين والتنسيق مع كل الاتجاهات من أجل إزاحة السلطانعبد الحميد من طريق أطماعهم بفلسطين, بل قام اليهود بتوحيد صفوف المعارضةوكانت من قبل دون نظام ولا تنسيق, وتولى المحفل الماسوني الإيطالي المعروف باسم 'المشرق الأعظم' هذه المهمة.


    المؤامرة العالمية

    كانت أطراف هذه المؤامرة الشريرة تشمل كلاً من العلمانيين والماسونيين وكلاهما ممثل في جمعية 'الاتحاد والترقي' والدول الأوروبية ممثلة في إنجلترا وفرنسا وروسيا والقوميين الطورانيين أي الأتراك ممثل في حزب 'تركيا الفتاة' ومن خلف الجميع اليهود يقودون زمام المؤامرة ويوجهونه الخدمة أغراضهم الخبيثة, وجاء مسلسل خلع السلطان عبد الحميد على الترتيب الآتي:

    1]استغلال لعبة الدستور: وذلكأن السلطان عبد الحميد عندما تولى الحكم وتحت ضغط الحركات الداخلية اضطرلإعلان الدستور وتشكيل مجلس عموم, ولكنه استغل خطأ مدحت باشا كبيرالعلمانيين المنادين بالدستور وعزله من منصبه وألغى الدستور وأعاد العملب الشريعة وذلك سنة 1296هـ, وظل الدستور معطلاً حتى زادت قوة جمعية الاتحادوالترقي وضعفت الدولة العثمانية من كثرة الفتن الداخلية والخارجية فقامت هذه الجمعية بإشعال المظاهرات المطالبة بتطبيق الدستور وذلك سنة 1326هـ, وكانت المظاهرات عارمة فاضطر السلطان عبد الحميد لإعلان الدستور مرة أخرى.
    2]حادثة 30 أبريل: فوت السلطان عبد الحميد الفرصة على المتآمرين عندما وافق على إعلان الدستور إذ كان من المقرر أن يخلعوا عبد الحميد بمجرد رفضه لإعلانالدستور, لذلك عمد هؤلاء المتآمرين لاختلاق حادثة 30 أبريل, وهي حادثة وقعت في استانبول وقتل فيها عدد من عسكر جمعية 'الاتحاد والترقي' وعلى إثرهذه الحادثة تحركت قوات الاتحاد والترقي من 'سلانيك' وتوجهوا إلى استانبول, ودخلوا قصر الخلافة وقتلوا كثيرًا من أهله بلا سبب, وقالوا: إنالسلطان يدبر لإلغاء الدستور وإحياء الشريعة وقتل رجال الاتحاد والترقي وأُعلنت الأحكام العرفية, وشكل ما يعرف بالمجلس الملكي الذي وجه عدة تهملعبد الحميد كلها كذب وزور, بل مضحكة أيضًا منها اتهامه بتدبير حادثة 30أبريل, والإسراف والظلم وسفك الدماء وإحراق المصاحف! والعجيب في لغة خطاب المنشورات التي كانت توزع ضد عبد الحميد حيث استخدموا الدين لخدمة أغراضهم رغم كونهم من أعدائهم ولم يفتهم أيضًا أن ينتزعوا فتوى من مفتي الدولة وقتها 'محمد ضياء الدين' وتم خلع عبد الحميد في 21 صفر سنة 1327هـ, وذهبوفد مكون من أربعة أشخاص 'آرام' الأرمني, 'أسعد طوبطاني' ألباني, 'عارف حكمت' تركي, 'عمانويل قراصو' يهودي لإبلاغ عبد الحميد خبر خلعه, فوافق بهدوء ولكنه أبى إلا عزًا من أوله إلى آخره؛ حيث أشار إلى 'قراصو' وقال: 'وما هو عمل هذا اليهودي في مقام الخلافة؟ وبأي قصد جئتم بهذا الرجل أمامي', وإنما جاءوا به ليعرف ويعرف العالم كله أن اليهود هم الذين كانواوراء مؤامرة خلع السلطان عبد الحميد بسبب رفضه إعطائهم فلسطين,
    وبخلع السلطان عبد الحميد نستطيع أن نقول أن الدولة العثمانية قد سقطت
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:21 am

    فتح مصر


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  W6w_200505201631275997173af043



    كانت مصر قبيل الفتح إحدى الولايات التابعة للدولة الرومانية ، استولى عليها الروم سنة 40 قبل الميلاد ، فجعلوها تمدهم بما يحتاجون إليه من الغلال ، وأغلقت أمام سكانمصر الأصليين أبواب المناصب العالية ، وزادت عليهم الضرائب زيادة كبيرة شملت كل إنسان في مصر حتى وصل الظلم إلى إلزام الشعب بأن يقوم بغذاءالجنود الروم المارين والمستقرين بمصر كلهم ، حتى تمنى المصريون الخلاص من الروم .

    ولما وصل عمربن الخطاب إلى الجابية قرب دمشق سنة 18هـ قال له عمرو بن العاص : ائذن لي في المسير إلى مصر ؛ إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعوناً لهم . وتردد عمر في الأمر خوفاً على المسلمين أن يصيبهم الإرهاق من كثرة الحروب المتواصلة وقد فرغوا قريباً من فتوحات الشام ، وخشية من التوسع في الفتح دون أن ترسخ أقدام المسلمين وينشروا دينهم في البلادالمفتوحة ، لكن عَمراً هون الأمر على الخليفة ، فقال له عمر حينذ : إني مرسل إليك كتاباً وأمرتك فيه بالانصراف عن مصر ، فإن أدركك قبل أن تدخلهاأو شيئاً من أرضها فانصرف ، وإن دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك ،واستعن بالله واستنصره .

    وسار عمرو إلى مصر عابراً فلسطين من شمالها إلى جنوبها ، وفي رفح وصله كتاب أمير المؤمنين ، فلم يتسلمه من حامله ، حتى شارف العريش ، فأخذالكتاب ، وقرأه على أصحابه ، فإذا عمر يأمره فيه بالانصراف إن لم يكن قددخل أرض مصر ، ولكن عَمْراً الآن في أرض مصر ، فأمر الجيش بالمسير على بركة الله .

    اخترق الجيش سيناء سنة : 18هـ ، ففتح العريش من غير مقاومة تذكر ؛ لأن حصونها لم تكن من المتانة لتصمد في وجه المسلمين المجاهدين زمناً طويلاً،ولعدم وجود حامية رومية بها . ثم غادر عمرو العريش ، سالكاً الطريق الذي سلكه في تجارته الى مصر .

    ولم يشتبك عمرو مع جند الروم في قتال حتى وصل إلى مدينة الفرما ذات الحصون القوية ، فحاصرها المسلمون أكثر من شهر ، وتم الفتح في أول شهر المحرم 19للهجرة ، وسار عمرو بعد ذلك حتى وصل بلبيس فوجدها محصنة ، وفيها أرطبون الروم ، وقد فرّ من فلسطين قبيل تسليم بيت المقدس ، وخلال شهر من الحصاروالاشتباكات فتحت المدينة ، وكان بها ابنة المقوقس أرمانوسة ، فأرسلهاعمرو إلى أبيها معززة مكرمة .

    وطلب عمرو المدد من أمير المؤمنين ، فأرسل أربعة آلآف مجاهد ، وعلى رأسهم : الزبير بن العوام ، والمقداد بن عمرو ، وعبادة بن الصامت ، ومسلمة بنمخلد ، وكتب إليه : ( إني قد أمددتك بأربعة آلآف ، على كل ألف رجل منهم مقام الألف .. ) .

    وصل هذا المدد بقيادة الزبير إلى عين شمس فسار عمرو لاستقباله ، ولكن تيودور قائد الروم تقدم في عشرين ألفاً ليضرب المسلمين ضربة قاصمة قبلوصول المدد ، ولكن عمراً تنبه للأمر فوضع كميناً في الجبل الأحمر وآخر علىالنيل ، ولاقاه ببقية الجيش ، ولما نشب القتال بين الفريقين خرج الكمين الذي كان في الجبل الأحمر وانقض على الروم ، فاختل نظامهم ، واضطرب تيودورفتراجع لينظم قواته ، فقابله الكمين الذي كان بقرب النيل ، فأصبح تيودوروجيشه بين جيوش المسلمين من ثلاث جهات ، فحلت به الهزيمة ، فركب بعضهم في النيل وفر إلى حيث لايرى ، وفر قسم كبير منهم إلى حصن بابليون فقويت الحامية في هذا الحصن .

    لم يبق أمام عمرو إلا حصن بابليون ،فإن فتح فتحت مصركلها ، ولكن الحصارطال وتأخر الفتح سنتين ، وما ذاك إلا بسبب : قلة عدد المسلمين (8004 رجل ) ، ومتانة أسوار حصن بابليون ، وتجمع الآلآف من جند الروم به ، وقلة معدات الحصار مع الجند المسلمين ، مع فيضان النيل .

    وطلب المقوقس من عمرو رجالاً يتحادث معهم من المسلمين فأرسل إليه وفداً بقيادة عبادة بن الصامت ، وأبقى عمرو رسل المقوقس عنده يومين وليلتين حتى يطلعوا على أحوال جند المسلمين فيخبروا بذلك من وراءهم ، ثم ردهم عارضاًعليهم الإسلام أو الجزية أو القتال .

    أما الزبير بن العوام فقال للمسلمين : إني أهب نفسي لله تعالى ، وأرجو أنيفتح الله بذلك للمسلمين . فوضع سلما ً إلى جانب الحصن ثم صعد ، وأمرهمإذا سمعوا تكبيرة يجيبونه جميعاً ، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ، ومعه السيف ، وقد عصب رأسه بعمامة صفراء علامة حب الموت أوالنصر .

    وقفز الزبير داخل الحصن ، وتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو خوفاً أن ينكسر السلم ، ومن داخل الحصن كبر الزبير تكبيرة ، وأجابه المسلمون بالتكبير بصوت واحد ، فارتبك أهل الحصن وظنوا أن المسلمين قد دخلوا ،واستطاع الزبير أن يفتح الباب ، واقتحم المسلمون الحصن ، وامتلكوا بذلك مفتاح مصر .

    ولما خاف المقوقس على نفسه ومن معه سأل عمرو بن العاص الصلح ودعاه إليه ، فأجابه عمرو إلى ذلك .
    وكان فتح مصر يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين من الهجرة ؛ والذي بسببه انتشر الإسلام في شمال إفريقيا .


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:23 am

    أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوات وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.

    المـوقـع

    تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحر الميت نحو 1150 م، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمان 88 كم، وعن بيروت 388 كم، وعن دمشق 290 كم.

    التأسيـس

    إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله.

    التوسـعة والإعمـار

    1- في عهد النبي سليمان عليه السلام اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور وأصبحت عاصمة للدولة، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.

    2- قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة إصلاحات فيها.

    3- سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحول إليها أفواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير إلى القدس.

    4- سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بني أول مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.

    5- سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.

    6- سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً.


    المعـالـم

    كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي:

    1- باب الخليل
    2- باب الجديد
    3- باب العامود
    4- باب الساهرة
    5- باب المغاربة
    6- باب الأسباط
    7- باب النبي داود عليه السلام


    الأوديـة التي تحيط بالقـدس

    1- وادي جهنم: واسمه القديم "قدرون" ويسميه العرب "وادي سلوان".
    2- وادي الربابة: واسمه القديم "هنوم".
    3- الوادي أو"الواد": وقد يسمى "تيروبيون" معناه "صانعوا الجبن".


    الجبـال المطلّـة على القـدس

    1- جبل المكبر: يقع في جنوب القدس وتعلو قمته 795 م عن سطح البحر، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي.

    2- جبل الطور أو جبل الزيتون: ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة، وهو يكشف مدينة القدس، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء.

    3- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال من مدينة القدس، ويقال له أيضا "جبل المشهد" وهو الذي أطلق عليه الغربيون اسم "جبل سكوبس" نسبه إلى قائد روماني.

    4- جبل النبي صمويل: يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر.

    5- تل العاصور: تحريف "بعل حاصور" بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين.

    ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله :

    "مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار".

    الأماكـن المحكمة البنـاء في القـدس

    أسـواقها

    سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
    الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.

    الحارات المشهورة في القدس هي


    حارة المغاربة، وحارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، حارة الضوية.

    القـلعـة

    وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب، وكان قديما يعرف بمحراب داود عليه السلام، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داود، وهو من البناء القديم السليماني، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد.

    عيـن سـلوان

    وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي، وقد ورد في بعض الأخبار أهمية هذه العين ووصفها ومكانتها، وهي إحدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز:

    {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} (الرحمن/50).

    آبـارهـا

    بئر أيوب، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب عليه السلام، ويقال إن الله تعالى قال لنبيه أيوب عليه السلام:

    {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص/42).

    مسـاجدهـا

    1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.

    2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.

    3- جامع النبي داود عليه السلام.

    مقـابرهـا

    1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.

    2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.

    3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.

    4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.

    5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.

    6-مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.

    مـكتـباتـها

    هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها:

    1- مكتبة القديس المخلص: تأسست عام 1558 م.

    2- مكتبة الخليلي: تأسست عام 1725 م.

    3- مكتبة البطريركية الأورثوذو**ية: تأسست عام 1865 م.

    4- مكتبة الجامعة العربية.

    5- المكتبة الخالدية: تأسست عام 1900 م.

    6- مكتبات خاصة تعود لبعض الأسر القديمة منها: المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري، مكتبة آل قطينة، ومكتبة آل الموقت.

    متـاحـفها

    1- المتحف الحكومي للآثار: أنشئ عام 1927 م.

    2- المتحف الإسلامي: أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م.

    قبـابـها

    قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.

    مـن ذاكـرة التـاريخ

    ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب إلى فلسطين.

    ـ سنة 1900 ق. م هاجر إبراهيم الخليل عليه السلام من أور إلى فلسطين.

    ـ سنة 1785 ق.م هجرة اله**وس وفي هذه الفترة، هاجر آل يعقوب إلى مصر نحو سنة 1740 ق. م.

    ـ سنة 1290 ق.م خروج موسى عليه السلام وجماعته من مصر إلى فلسطين.

    ـ سنة 1003 ق.م اتخذ داود عليه السلام أور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان عليه السلام.

    ـ سنة 722 ق.م سقوط إسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري.

    ـ سنة 586 ق.م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي.

    ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح إلى فلسطين.

    ـ سنة 538 ق.م احتل الاخمينيون فلسطين، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة.

    ـ سنة 332 ق.م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م.

    ـ سنة 62 ق.م احتل الرومان فلسطين.

    ـ سنة 37 ق.م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى عليه السلام في بيت لحم.

    ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني وأحدث في المدينة النهب والحرق والقتل وأحرق المعبد الذي بناه هيرودوس.

    ـ سنة 135 م
    أثار اليهود الشغب مرة أخرى إلا أن أل إمبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس إلى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين أن يقيموا فيها على أن يكونوا من أصل اليهود وسمى المدينة "الياكا بيتو لينا" مشتقة من أسرة هدريان المدعوة إليا.

    ـ سنة 324 م أصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي.

    ـ سنة 614 م أحتل **رى ابرويز فلسطين.

    ـ في ليلة 27 من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

    ـ في شعبان سنة 2 هـ صلّى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ.

    ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الإمبراطور البيزنطي هرقل أن يطرد الفرس من القدس.

    ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة.

    ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك.

    ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة أجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم.

    ـ سنة 15 هـ / 636 م
    وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها.

    ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها.

    ـ سنة 40 هـ / 661 م أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة في القدس، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته.

    ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير.

    ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس، وبنى في الرملة قصراً له.

    ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي.

    ـ سنة 264 هـ ضم أحمد بن طولون فلسطين إلى دولته في مصر.

    ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين.

    ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الأمراء العرب على الفاطميين.

    ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الأفضل بن بدر الجمالي على القدس.

    ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة.

    ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الأيوبي في أعقاب معركة حطين.

    ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الأسد ملك إنكلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا (الحملة الصليبية الثالثة) واستيلائه على فلسطين في معركة "أرسوف".

    ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الأيوبيون على القدس.

    ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين.

    ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة "عين جالوت" واندحار المغول.

    ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان "الأشرف بن قلاوون" مملكة بيت المقدس الصليبية.

    ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان "سليم العثماني" على القدس.

    ـ سنة 1831 م سقطت القدس بأيدي "إبراهيم باشا العثماني".

    ـ سنة 1854 م أقيم أول حي يهودي يدعى "حي مونتفيوري" في القدس نسبة إلى رجل يهودي استطاع شراء أرض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني.

    ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل إنشاء دولة اليهود فيها.

    ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها.

    ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد ن**ة حزيران، وعادوا يطلقون عليها اسم "أورشليم".

    ـ سنة 1980 م تم إعلان ضم القدس سياسياً إلى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:23 am

    الفتوحات الإسلامية في بلاد الروم فى العصر الاموى


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    الحصار الأول للقسطنطينية


    في عام 50هـ جهَّز معاوية حملة كبيرة من البر والبحر لتغزو القسطنطينية، وأعطى قيادة جيش البر لسفيان بن عوف الأزدي، وجعل ابنه يزيد في قيادة الحملة إلا أن يزيد لم يخرج مع الحملة، أما الأسطول فقد قاده بسر بن أرطأة وحوصرت عاصمة الروم، وجرت اشتباكات بين الطرفين خسر فيها المسلمون خسائر كبيرة، فعمل معاوية على إرسال نجدة كبيرة كانت بقيادة ابنه يزيد ومعه أبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن العباس بن عبد المطلب وبوصول النجدة ارتفعت معنويات المجاهدين فاشتد الحصار وأصاب المسلمون من الروم، وإن لم يستطيعوا فتح القسطنطينية، وقد استشهد في هذا القتال أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد، وعبد العزيز بن زرارة الكلابي، وقد كانا على رأس الذين يثيرون حماسة المقاتلين.
    ثم رجع يزيد والجيش إلى الشام، دون أن تنال هذه الحملة من القسطنطينية لمناعتها، وأغلب الظن أن معاوية كان يعلم صعوبة الاستيلاء على هذه المدينة الحصينة التي يزيد من صعوبة الوصول إليها -فوق مناعتها الطبيعية- قسوة المناخ حولها شديد البرودة بالنسبة للعرب، ثم شدة التيارات المائية القادمة من الشمال من البحر الأسود، والتي كانت تعوق حركة سير السفن وتردها على أعقابها.
    فالمسلمون يعرفون كل ذلك، ولكنهم لم يتهيبوا، ولم تمنعهم الصعوبات من المحاولة بل أقدموا واقتحموا وأثبتوا للبيزنطيين أن عاصمتهم رغم مناعتها وقوة تحصينها فهي ليست بعيدة المنال وأنهم على استعداد للصبر والمصابرة، وبذل الأرواح في سبيل إنهاك أعداء الإسلام، ومع أن الحملة لم تنجح عسكريًا إلا أنها تعتبر ناجحة من الوجهة السياسية حيث جعلت شغل الأباطرة الشاغل هو الدفاع عن عاصمتهم.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    الحصار الثاني للقسطنطينية


    لم يُثْنِ فشل الحملة السابقة في الاستيلاء على القسطنطينية معاوية عن المضي قدمًا في محاولاته الاستيلاء عليها، وقد استولى بعد عودة الجيش على عدة جزر منها رودس وأرواد، وقد كان لجزيرة أرواد أهمية خاصة لقربها من القسطنطينية حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع من سنة 53هـ- 60هـ، قاعدة لعملياته الحربية، وذلك أن معاوية أعدَّ أسطولاً ضخمًا وأرسله لحصار القسطنطينية، وظل مرابطًا أمام أسوارها من سنة 53- 60هـ، فكانت الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية.
    ورغم جَلَدِ المسلمين وتحملهم مشقة الحصار إلا أن المدينة صمدت أمامهم لا بفضل مناعتها الطبيعية فحسب بل إن الإمبراطور قسطنطين الرابع كان قد تنبه منذ الحصار الأول للخطر المحدق بالمدينة، فقضى الفترة فيما بين الحصارين في إصلاح أسوارها وتقوية دفاعاتها، فضلاً عن حشدها بالمؤن والعتاد لتقاوم الحصار إذا ما فكر المسلمون في معاودة المحاولة، وفوق هذا فقد ساعد المدينة على الصمود ذلك السلاح الرهيب الذي اخترعه الإغريق في ذلك الوقت، والذي تسمِّيه المصادر النار الإغريقية.
    فعلى الرغم من صبر الجنود المسلمين وبسالتهم وتحملهم المشاق إلا أنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها، فقد دعت الظروف الداخلية في كل من الدولتين إلى إنهاء الحصار؛ فدخلوا في مفاوضات انتهت بعقد صلح بينهما عاد بمقتضاه الجيش الإسلامي والأسطول إلى
    الشام.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    الحصار الثالث والأخير للقسطنطينية في العصر الأموي


    بعد عودة الجيش الذي كان يحاصر القسطنطينية في آخر حياة معاوية سنة 60هـ لم يلبث معاوية t أن توفي، فدخلت الدولة الأموية في دوامة من الفتن وواجهت العديد من الثورات، وقد استمر هذا الوضع إلى أواخر خلافة عبد الملك بن مروان الذي إليه يرجع الفضل في إعادة الوحدة إلى الأمة الإسلامية حيث ترك لابنه وخليفته الوليد 86- 96هـ دولة قوية مهابة، فشهد عهده حركة فتوحات كبرى على عدة جبهات، وكان الاستيلاء على القسطنطينية من الأهداف الرئيسية للوليد.

    وفي الحقيقة هو هدف رئيسي للسياسة الأموية عامة؛ فقد تابع الوليد بن عبد الملك هذه السياسة واستمر في الضغط على الإمبراطورية البيزنطية، فواصل الاستيلاء على أهم المعاقل والحصون على الطرق التي ستسلكها الجيوش الإسلامية البرية في زحفها القادم على القسطنطينية، من ذلك أنه أرسل أخاه مسلمة بن عبد الملك وابنه العباس بن الوليد فاستوليا على حصن مهم هو حصن طوانة الذي يعتبر مفتاح الطريق بين الشام ومضيق البسفور، ورغم استماتة البيزنطيين في الدفاع عنه إلا أن القوات الإسلامية قد استولت عليه، ولم تكد تمر سنة من سنوات خلافة الوليد دون أن يستولي جيشه على معقل أو حصن أو مدينة من مدن الحدود مع البيزنطيين.

    وبينما يمضي الخليفة الوليد بن عبد الملك في استعداداته للزحف على عاصمة البيزنطيين إذ وافته المنية سنة 96هـ، فخلفه أخوه سليمان بن عبد الملك 96- 99هـ، ليواصل جهوده في هذا الميدان؛ فأرسل سليمان الحملات لفتح القسطنطينية، واتخذ من دابق في شمال الشام مركز قيادة أقام فيه ليكون على مقربة من مسرح العمليات الحربية، وليشد وجوده هناك من أزر الجند ويرفع من روحهم المعنوية، وأعطى الله عهدًا ألاَّ ينصرف حتى يدخل الجيش الذي وجهه إلى أرض الروم القسطنطينية، وكان هذا الجيش بقيادة مسلمة بن عبد الملك، وعلى الأسطول أمير البحر سليمان. وعلى الرغم من ضخامة الجيش حوالي ثمانين ألفًا، والأسطول أكثر من ألف وثمانمائة سفينة، وإحكام الحصار على المدينة إلا أن الحملة لم تنجح في الاستيلاء عليها لعدة أمور منها:

    - خدعة (إليون الإيسوري) لمسلمة بن عبد الملك؛ فقد تظاهر هذا الرجل بعرض خدماته وتسهيل الطريق لوصول المسلمين إلى القسطنطينية، ولكن إليون كان يبيت في نفسه أمرًا خطيرًا وهو استغلال المسلمين في الوصول إلى عرش بيزنطة، ثم ردهم عن القسطنطينية عندما يتمكن من ذلك، وحقق إليون هدفه ووصل إلى عرش بيزنطة وكان أول شيء فعله هو التصدي للمسلمين وردهم عن العاصمة، وكان قد مكر بالمسلمين ليضعف مركزهم، ويضعهم في موقف حرج حيث أشار عليهم بحرق ما معهم من طعام، فقال لمسلمة: إن الروم قد علموا أنك لا تصدقهم القتال، وأنك تطاولهم ما دام الطعام عندك، فلو أحرقته أعطوا الطاعة بأيديهم؛ فأُمِرَ به فأُحْرِقَ فقوي أمر الروم، وضاق المسلمون حتى كادوا يهلكون.
    - التقلبات الفجائية في المنطقة حيث غيرت الرياح التي كانت قد ساعدت المسلمين في إغلاق المدخل الشمالي للبسفور اتجاهها فجأة وانحدرت إلى الجنوب بقوة، فأدت إلى تدمير عدد كبير من سفن الأسطول الإسلامي.
    - استخدام البيزنطيين للنار الإغريقية في إحراق ما تبقى من سفن المسلمين.
    - دخول فصل الشتاء، وهو قارص البرودة ويعتبر من العوامل الطبيعية المهمة التي تعتمد عليها القسطنطينية في الدفاع عن نفسها، وإطالة مدة مقاومتها..

    وأثناء حصار القسطنطينية توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 99هـ، وتولى الخلافة بعدهعمر بن عبد العزيز 99- 101هـ فأدرك الصعوبات التي تواجه المسلمين الذين استمر حصارهم للمدينة عامًا كاملاً 98- 99هـ، فرأى من موقع مسئوليته عن سلامة المسلمين أن ينهي هذه العملية، فكتب إلى مسلمة بن عبد الملك وأمره بالرجوع بالجيش فرجع.
    ولكن على الرغم من فشل الحملة فإن ذلك لا يقلل من جهود الأمويين في إعلاء شأن الإسلام، والتصدي بكل حزم وعزم لأعدائه، غير مبالين بالصعوبات مهما كانت شاقة، فقد صبروا وصابروا ولم يقصروا، ويكفي أنهم أذلوا دولة كبرى عتيدة، وجعلوا قصارى جهدها أن تدافع عن عاصمتها، وجعلوا الاستيلاء على هذه العاصمة أملاً ظل حيًّا في نفوس المسلمين أكثر من سبعة قرون ونصف، حتى تحقق في النهاية على يد شعب مسلم آخر قادم من أقصى الشرق، وهم الأتراك العثمانيون، حيث فتح السلطان العثماني محمد الفاتح
    المدينة واستولى عليها سنة 857هـ/ 1453م، وأنهى الدولة البيزنطية من الوجود.


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0

    فتوحات أخرى


    وفي عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله أغار الترك على أذربيجان فقتلوا جماعة من المسلمين ونالوا منهم، فوجه إليهم عمر بن عبد العزيز حاتم بن النعمان الباهلي فقتل الترك، ولم يفلت منهم إلا اليسير، وجاء على الخليفة وهو بخناصرة بخمسين أسيرًا منهم.
    وغزا الوليد بن هشام المعيطي وعمرو بن قيس الكندي بأهل حمص بلاد الروم على رأس صائفة.
    وقد غزاالسمح بن مالك الخولاني فرنسا فاخترق جبال البرانس، وزحف على مقاطعتي سبتمانيا وبروفانس، ثم أغار على أكتيانيا وحاصر طلوشة (طولوز) فخرج له دوق أكتيانيا بجيش كبير، ونشبت معركة عظيمة بين الطرفين استُشْهِد فيها السمحُ بن مالك اتقي اللهاني عام 102هـ، وتولى إمرة جند المسلمين عبد الرحمن الغافقي، فانسحب بفلول الجيش إلى ناربونة (قاعدة سبتمانيا).
    ولم تطل مدة خلافته إذ توفي ولم يتجاوز الأربعين من العمر، ولربما لو طالت لكثرت الفتوحات، ولانتشر الإسلام على نطاق واسع إذ لم تكن هناك أحداث داخلية تشغل الناس عن الجهاد، ولم يكن هناك عوز يجعلهم بحاجة إلى التفكير في تأمين حاجات أهليهم، والعمل لسد الضرورات في الحياة.
    وفي عهديزيد بن عبد الملك غزا العباس بن الوليد بلاد الروم عام 103هـ على رأس صائفة، كما غزاها سعيد بن عبد الملك، وفي عام 105هـ غزا مسلمة بن سعيد الترك.
    أما في عهدهشام بن عبد الملك فلم يكن هناك فتوحات واسعة كالتي حدثت أيام الوليد بن عبد الملك، وإنما كانت غزوات يحدث فيها تقدم قليل ثم يعود المسلمون إثرها إلى ثغورهم، أو تفتح رقعة صغيرة من الأرض أو بعض الحصون، أو يحدث قتال بسبب نقض العهد من قبل أعداء المسلمين الأمر الذي يضطر فيه المسلمون إلى معاودة قتالهم، وإجبارهم على طلب الصلح ثانية ودفع الجزية.

    ففي بلاد الروم استمرت الغزوات في أرض الروم طيلة أيام هشام بن عبد الملك فكانت تندفع الصوائف والشواتي مجاهدة في البر والبحر، ولكن لم تحدث معها تغيرات في الحدود وإنما توغُّل في أرض الروم، ثم عودة إلى الحصون الكائنة على مرتفعات جبال طوروس.
    وفي عام 108هـ فتح مسلمة بن عبد الملك مدينة قيصرية ثم رجع عنها إلى الثغور، ووصل سعيد بن هشام عام 111هـ إلى مدينة قيصرية أثناء توغله في أرض الروم، وهزم عبد الله البطال قسطنطين وجيشه وأسره، ووصل سليمان بن هشام مدينة قيصرية ثانية، ورابط معاوية بن هشام عام 113هـ في ناحية مرعش، وكان قد فتح حصن خرشنة.
    كل هذه الفتوحات المتوالية وغيرها تُدلل على الجهاد الحقيقي الذي تمتعت بهالخلافة الأموية، فأضحى ذلك من سماتها العامة، ولقد رأينا خلفاء وأمراء بني أمية يقودون الجيوش بأنفسهم بُغية نشر عقيدة الإسلام، كل هذا يرسم لنا صورة صادقة عن حقيقة الخلافة الأموية.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:24 am

    دولة المماليك



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    من هم المماليك ؟!

    المماليك في اللغة العربية هم الذين سُبُوا ولم يُسْبَ آباؤهم ولا أمهاتهم ومع أن لفظ المماليك بهذا التعريف يعتبر عامًّا على معظم الرقيق، إلا أنه اتخذ مدلولًا اصطلاحيًّا خاصًّا في التاريخ الإسلامي، وذلك منذ أيام الخليفة العباسي الشهير "المأمون" والذي حكم من سنة198هـ إلى 218هـ، وأخيه "المعتصم" الذي حكم من سنة218هـ إلى 227هـ.. ففي فترة حكم هذين الخليفتين استجلبا أعدادًا ضخمة من الرقيق عن طريق الشراء، واستخدموهم كفرق عسكرية بهدف الاعتماد عليهم في تدعيم نفوذهما.

    وبذلك -ومع مرور الوقت- أصبح المماليك هم الأداة العسكرية الرئيسية -وأحيانًا الوحيدة- في كثير من البلاد الإسلامية.. وعندما قامت الدولة الأيوبية كان أمراؤها يعتمدون على المماليك الذين يمتلكونهم في تدعيم قوتهم، ويستخدمونهم في حروبهم، لكن كانت أعدادهم محدودة إلى حدٍّ ما، إلى أن جاء الملك الصالح أيوب، وحدثت فتنة خروج الخوارزمية من جيشه، فاضطُرَّ -رحمه الله- إلى الإكثار من المماليك حتى يقوي جيشه ويعتمد عليهم، وبذلك تزايدت أعداد المماليك، وخاصة في مصر

    تاريخ المماليك

    كان الملك الصالح يستعين بالجنود الخوارزمية الذين كانوا قد فرُّوا من قبلُ من منطقة خوارزم بعد الاجتياح التتري لها، وكان هؤلاء الجنود الخوارزمية جنودًا مرتزقة بمعنى الكلمة.. بمعنى أنهم يتعاونون مع من يدفع أكثر، ويعرضون خدماتهم العسكرية في مقابل المال، فاستعان بهم الملك الصالح أيوب بالأجرة، ودارت موقعة كبيرة بين جيش الملك الصالح أيوب وبين قوى التحالف الأيوبية الصليبية، وعُرِفَت هذه الموقعة باسم موقعة غزة، وكانت في سنة642هـ، وكانت هذه الموقعة قد وقعت بالقرب من مدينة غزة الفلسطينية، وانتصر فيها الملك الصالح انتصارًا باهرًا، حرَّر بيت المقدس نهائيًّا، ثم أكمل طريقه في اتجاه الشمال، ودخل دمشق، ووحّد مصر والشام من جديد، بل اتجه إلى تحرير بعض المدن الإسلامية الواقعة تحت السيطرة الصليبية، فحرر بالفعل طبرية وعسقلان وغيرهما.

    غير أنه حدث تطور خطير جدًّا في جيش الصالح أيوب رحمه الله، حيث انشقت عن جيشه فرقة الخوارزمية المأجورة..! وذلك بعد أن استمالها أحد الأمراء الأيوبيين بالشام مقابل دفع مال أكثر من المال الذي يدفعه لهم الصالح أيوب، ولم تكتفِ هذه الفرقة بالخروج، بل حاربت الصالح أيوب نفسه، ولم يثبت معه في هذه الحرب إلا جيشه الأساسي الذي أتى به من مصر، وعلى رأسه قائده المحنَّك ركن الدين بيبرس.

    وخرج الصالح أيوب من هذه الحرب المؤسفة وقد أدرك أنه لا بد أن يعتمد على الجيش الذي يدين له بالولاء لشخصه لا لماله.. فبدأ في الاعتماد على طائفة جديدة من الجنود بدلاً من الخوارزمية، وكانت هذه الطائفة هي: "المماليك"

    من أين جاءوا؟

    كان المصدر الرئيسي للمماليك إمّا بالأسر في الحروب، أو الشراء من أسواق النخاسة.. ومن أكثر المناطق التي كان يُجلَب منها المماليك بلاد ما وراء النهر (النهر المقصود هو نهر جيحون، وهو الذي يجري شمال تركمانستان وأفغانستان، ويفصل بينهما وبين أوزبكستان وطاجيكستان)، وكانت الأعراق التي تعيش خلف هذا النهر أعراقًا تركيةً في الأغلب؛ لذا كان الأصل التركي هو الغالب على المماليك، وإن كان لا يمتنع أن يكون هناك مماليك من أصول أرمينية، أو مغولية، أو أوربية، وكان هؤلاء الأوربيون يُعرَفون بالصقالبة، وكانوا يُستَقدَمون من شرق أوربا بوجه خاص .

    المماليك في مصر

    بدأ ظهور المماليك القوي على مسرح العالم الإسلامي في مصر في عصر الملك الصالح نجم الدين أيوب؛ ففي سنة ٦٤٧هـ/ ١٢٤٩م تواترت الأنباء عن قرب قدوم حملة جديدة تحت راية الصليب ضد مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا بهدف احتلال مصر. وبسرعة عاد الملك الصالح نجم الدين أيوب من الشام إلى مصر لكي ينظم وسائل الدفاع.

    وفي العشرين من شهر صفر سنة٦٤٧هـ/ ٤ يونيو ١٢٤٩م نزل الصليبيون قبالة دمياط، وأمامهم لويس التاسع يخوض المياه الضحلة، وهو يرفع سيفه ودرعه فوق رأسه. وانسحب الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ قائد المدافعين عن المدينة بسرعة بعد أن ظن أن سلطانه المريض قد مات، وفي أعقابه فرَّ الجنود، وفي أعقاب الجنود والفرسان فرَّ السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون قتال.

    دور مهم للمماليك في معركة المنصورة

    وفي ليلة النصف من شعبان سنة647هـ وفي خضم هذه الأحداث توفي السلطان الصالح نجم الدين أيوب في يوم الاثنين ١٤ من شعبان سنة ٦٤٧هـ/ ٢٠ نوفمبر ١٢٤٩م، وأخفت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته لكي لا تتأثر معنويات الجيش، وأرسلت في استدعاء ابنه توران شاه من إمارته على حدود العراق.

    واشتدت المقاومة المصرية ضد القوات الصليبية، وبعد عدة تطورات كانت القوات الصليبية تتقدم نحو مدينة المنصورة في سرعة، ولكن الأمير بيبرس البندقداري كان قد نظَّم الدفاع عن المدينة بشكل جيد، وانقشع غبار المعركة عن عدد كبير من قتلى الصليبيين بينهم عدد كبير من النبلاء، ولم ينجح في الهرب سوى عدد قليل من الفرسان هربوا على أقدامهم تجاه النيل ليلقوا حتفهم غرقًا في مياهه، أمّا الجيش الصليبي الرئيسي بقيادة لويس التاسع فكان لا يزال في الطريق دون أن يعلم بما جرى على الطليعة الصليبية التي اقتحمت المنصورة في ٤ من ذي القعدة ٦٤٧هـ/ فبراير ١٢٥٠م.

    وفي المحرم من سنة٦٤٨هـ/ ١٢٥٠م دارت معركة رهيبة قرب فارسكور قضت على الجيش الصليبي، وتم أسر لويس التاسع نفسه في قرية منية عبد الله شمالي المنصورة، ثم نقل إلى دار ابن لقمان القاضي بالمنصورة؛ حيث بقي سجينًا فترة من الزمان حتى أُفرِجَ عنه لقاء فدية كبيرة، ومقابل الجلاء عن دمياط

    وانتهاء حكم الأيوبيين في مصر

    بعد عهد الصالح أيوب، تولَّى ابنه توران شاه الذي لم يكن على قدر المسئولية؛ فانشغل باللهو بعد انتصاره على الصليبيين، وأساء معاملة قادة الجيش من المماليك، وكذلك أساء إلى زوجة أبيه شجرة الدر؛ فتآمرت هذه مع فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس وقلاوون الصالحي وأيبك التركماني وهم من المماليك الصالحية البحرية على قتل "توران شاه"، وبالفعل تمت الجريمة في يوم 27 محرم سنة 648هـ، أي بعد سبعين يومًا فقط من قدومه من حصن كيفا واعتلائه عرش مصر..! وكأنه لم يقطع كل هذه المسافات لكي "يحكم" بل لكي "يُدفن"!

    وهكذا بمقتل "توران شاه" انتهى حكم الأيوبيين تمامًا في مصر، وبذلك أغلقت صفحة مهمة من صفحات التاريخ الإسلامي

    لقد حدث فراغ سياسي كبير بقتل توران شاه، فليس هناك أيوبي في مصر مؤهل لقيادة الدولة، ومن ناحية أخرى فإن الأيوبيين في الشام مازالوا يطمعون في مصر، وحتمًا سيجهزون أنفسهم للقدوم إليها لضمها إلى الشام.. ولا شك أيضًا أن المماليك كانوا يدركون أن الأيوبيين سيحرصون على الثأر منهم، كما أنهم كانوا يدركون أن قيمتهم في الجيش المصري كبيرة جدًّا، وأن القوة الفعلية في مصر ليست لأيوبي أو لغيره إنما هي لهم، وأنهم قد ظُلِموا بعد موقعة المنصورة وفارسكور، لأنهم كانوا السبب في الانتصار ومع ذلك هُمِّش دورهم .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    من هو قطز؟

    سيف الدين قطز هو واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين.. اسمه الأصلي محمود بن ممدود وهو من بيت مسلم ملكي.. وهو ابن أخت جلال الدين الخوارزمي.. ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار فترة وانتصر عليهم ثم هُزِمَ منهم، وفرَّ إلى الهند، وعند فراره إلى الهند أمسك التتار بأسرته فقتلوا بعضهم واسترَقّوا بعضهم.

    وكان محمود بن ممدود أحد أولئك الذين استرقَّهم التتار، وأطلقوا عليه اسمًا مغوليًّا هو قطز، وهي كلمة تعني الكلب الشرس، ويبدو أنه كانت تبدو عليه من صغره علامات القوة والبأس، ثم باعه التتار في أسواق الرقيق في دمشق واشتراه أحد الأيوبيين، وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك ليصبح أكبر قواده كما رأينا.

    نشأة قطز

    وقطز رحمه الله كبقية المماليك نشأ على التربية الدينية، والحمية الإسلامية، وتدرب منذ صغره على فنون الفروسية وأساليب القتال، وأنواع الإدارة، وطرق القيادة.. فنشأ شابًّا فتيًّا أبيًّا محبًّا للدين معظمًا له قويًا جلدًا صبورًا.. فإذا أضفت إلى ذلك كونه ولد في بيت ملكي، وكانت طفولته طفولة الأمراء وهذا أعطاه ثقة كبيرة بنفسه، فإذا أضفت إلى ذلك أن أسرته هلكت تحت أقدام التتار وهذا -بلا شك- جعله يفقه جيدًا مأساة التتار.

    وليس من رأى كمن سمع.. كل هذه العوامل صنعت رجلاً ذا طراز خاص جدًا، يستهين بالشدائد، ولا يرهب أعداءه مهما كثرت أعدادهم أو تفوقت قوتهم.

    التربية الإسلامية العسكرية، والتربية على الثقة بالله، والثقة بالدين، والثقة بالنفس كانت لها أثر كبير في حياة قطز رحمه الله.

    قطز في الحكم

    وجد قطز أن السلطان الطفل مشغول باللهو عن أمور الحكم، وأن بعض أمراء المماليك يستغلون ذلك في التدخل في أمور الحكم، وجاء ذلك مع قدوم رسل التتار يهددون مصر بالاجتياح؛ فقام بعزله بعد موافقة العلماء، وأعلن نفسه سلطانًا على مصر.

    بدأ قطز حكمه بمواجهة معضلة خطيرة، وهي صد التتار المتوحشين القادمين لغزو مصر بعدما أسقطوا الخلافة الإسلامية، ودمَّروا بغداد، واجتاحوا الشام.

    لم يكن قطز يستطيع صدَّ التتار بجيشٍ متشعب الولاءات بين الأمراء الذين يبحثون عن مصالحهم، ولا بشعب لاهٍ عن الجهاد وتبعاته؛ لذا بدأ بتنفيذ خطة محكمة سدَّد الله فيها خطاه؛ إذ بدأ بحشد جهود العلماء المخلصين من أجل بث روح الجهاد في نفوس الشعب، واضطلع سلطان العلماء العز بن عبد السلام بعِظم هذه المهمة، ومعه عدد من العلماء الأجِلاّء الذين تحفظ لهم الأمة مكانتهم.

    ولم يكن للشعب أن يتبع خطوات العلماء ما لم يكن الحاكم نفسه يفعل ذلك، وقد كان قطز نِعْم الحاكم الذي يوقر العلماء، ويطيعهم؛ لذا لمّا أراد فرض ضريبة على الشعب لتجهيز الجيش، وأفتى العز بن عبد السلام بعدم الجواز إلا بعد أن يُخرِج الأمراء ما عندهم من أموالهم وأموال نسائهم وجواريهم؛ كان قطز أول مَن نفَّذ تلك الفتوى على نفسه، ثم طبقها على بقية الأمراء بالقوة.

    ولكن.. لا بد للجيش من أمراء أكْفاء يقودون الجنود وهم مقتنعون بالهدف والغاية؛ لذا عمل قطز على تجميع الصفوف وتوحيدها، كما أخذ يُحمِّس الأمراء للجهاد في سبيل الله.

    الثأر من التتار

    تراصَّ الجميع خلف قطز: شعبًا وأمراءً وعلماءً؛ فبدأ التجهيز العسكري للمعركة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 658هـ، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا على فجرٍ جديد انبثق من سهل عين جالوت؛ إذ التقى الجيشان: المسلم والتتري، وقاتل قطز رحمه الله قتالاً عجيبًا.

    وبعد توكلٍ على الله ، وخطة ذكية من قطز أثبت بها تفوقه على خصمه كتبغا قائد جيش التتار ونائب هولاكو كتب الله النصر للمسلمين، وبدأت الكفة -بفضل الله- تميل من جديد لصالح المسلمين، وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار، وكان يومًا على الكافرين عسيرًا.. وقُتِل كتبغا بيدي أحد قادة المسلمين.

    ووصل التتار الفارُّون إلى بيسان (حوالي عشرين كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي من عين جالوت)، ووجد التتار أن المسلمين جادّون في طلبهم، فلم يجدوا إلا أن يصطفوا من جديد، لتدور موقعة أخرى عند بيسان أجمع المؤرخون على أنها أصعب من الأولى، وقاتل التتار قتالاً رهيبًا، ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدءوا يضغطون على المسلمين، وكادوا أن يقلبوا الأمور لمصلحتهم، وابتلي المؤمنون، وزُلزلوا زلزالًا شديدًا، وكانت هذه اللحظات من أحرج اللحظات في حياة القوات الإسلامية، ورأى قطز -رحمه الله- كل ذلك.. فانطلق يحفز الناس، ويدعوهم للثبات، ثم أطلق صيحته الخالدة: واإسلاماه واإسلاماه واإسلاماه.

    قالها ثلاث مرات، ثم قال في تضرع: "يا الله!! انصر عبدك قطز على التتار..!!".

    ما إن انتهى من دعائه وطلبه -رحمه الله- إلا وخارت قوى التتار تمامًا..

    وقضى المسلمون تمامًا على أسطورة الجيش الذي لا يقهر..



    -------------------------------------------------------


    يتبــع
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:24 am

    القضاء على الوجود الصليبي في الشام



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    اعتلى السلطان المنصور قلاوون عرش السلطنة في مصر سنة
    ٦٧٨هـ/ ١٢٧٩م، وبعد أن وطَّد دعائم حكمه بدأ في مواصلة جهاد الظاهر بيبرس ضد الصليبيين. وكانت بقايا الوجود الصليبي تتمثل في إمارة طرابلس، وبقايا مملكة بيت المقدس اللاتينية التي اتخذت من عكا عاصمة لها، كما كان حصن المرقب بأيدي الفرسان الإسبتارية، وطرطوس بأيدي فرسان الداوية.

    وفي سنة ٦٨٤هـ/ ١٢٨٥م شنَّ الجيش المصري هجومًا ناجحًا على حصن المرقب، وانتزعه من فرسان الإسبتارية. وكانت كل الشواهد تدل على أن نهاية الوجود الصليبي في المنطقة العربية قد اقتربت. وفي سنة٦٨٦هـ/ ١٢٨٧م أرسل السلطان المنصور قلاوون جيشًا استولى على اللاذقية، آخر ما تبقى من إمارة أنطاكية الصليبية التي حررها بيبرس.


    وبعد ذلك بسنتين خرج السلطان بنفسه على رأس جيش ضخم فرض حصارًا على طرابلس لمدة شهرين واستولى عليها في إبريل سنة ١٢٨٩م، ثم تلتها بيروت وجبلة، وانحصر الصليبيون في عكا وصيدا وعثليت


    تصفية الصليبيين


    كان لا بد من تصفية الوجود الصليبي في المشرق الإسلامي بعد أن استمرَّ ما يقرب من مائتي عامٍ، وبعد أن وهنت قوته بفعل المقاومة الإسلامية، وجهود الحكام المسلمين المجاهدين، وبالفعل تم تصفية الوجود الصليبي في بلاد الشام في عهد الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون (689- 693هـ/ 1290- 1293م)؛ حيث كانت بعض أملاك للصليبيين في الشام لا تزال قائمةً، منها على سبيل المثال: (عكا) التي اتجه إليها المنصور بن قلاوون وضرب عليها الحصار، واستطاع فتحها في السابع عشر من جُمادَى الأولى عام 690هـ/ شهر أيار عام 1291م، وكان هذا بمنزلة الضربة القاضية التي نزلت بالصليبيين في بلاد الشام، إذ لم تقم لهم بعد ذلك قائمة.


    أرسل السلطان جيشًا إلى (صُور) بقيادة الأمير سنجر، الذي استطاع أن يدخلها في شهر رجب من سنة دخول (عكا)، ثم ظهر جيش مملوكي بقيادة الأمير الشجاعي أمام (صيدا) الذي استطاع أن يدخلها في 15من رجب، ثم بعد ذلك فتح (بيروت)، وما لبث السلطان أن فتح (حيفا)، ولم يبقَ إلا موضعان: أنطروس وعثليث، ولكن حامية كلٍّ منهما لم تكن قادرة على الصمود، فجاءت حامية أنطروس في (5 من شعبان - 3 آب)، ومن عثليث في (16 من شعبان- 14 من آب)، ولم يعد بحوزة الداوية سوى الحصن الواقع في جزيرة أرواد، فظلُّوا محافظين على موقعهم هذا طيلة اثني عشر عامًا، ولم يغادروا الجزيرة إلا في عام (703هـ/ 1303م).

    وظلَّت الجيوش المملوكية بعد طرد الصليبيين، تجوب الساحل من أقصاه إلى أقصاه بضعة أشهر في خطوة وقائية، تدمر فيها كلَّ ما تعتبره صالحًا لنزول الصليبيين إلى البر مرة أخرى والتحصن فيه من جديد


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    عصرا الدولة المملوكية وحكم الظاهر بيبرس

    عصر المماليك البحرية (648- 792هـ)


    المماليك البحرية: هم مماليك السلطان الصالح نجم الدين أيوب الذين كثر عددهم، وزادت تعدياتهم فضج منهم السكان فبنى لهم قلعة في جزيرة الروضة عام 638هـ، فعُرِفُوا بالمماليك البحرية.


    حكم هؤلاء المماليك البحرية مصر مدة أربع وأربعين ومائة سنة (648- 792هـ)، بدأت بحكم عز الدين أيبك. وقد تمثل هذا الحكم في أسرتين فقط، وهما أسرة الظاهر بيبرس البندقداري، وقد دام حكمها مدة عشرين سنة (658- 678هـ).


    أمّا الأسرة الثانية فهي أسرة المنصور قلاوون، وقد استمر أمرها أربع عشرة ومائة سنة(678 - 792هـ) وحكم هو وأولاده وأحفاده، لم يتخللها سوى خمس سنوات خرج أمر مصر من أيديهم، إذ تسلم العادل كتبغا والمنصور لاجين والمظفر بيبرس الجاشنكير وقد قُتِلَ ثلاثتهم، حكم الأوليان منهم مدة أربع سنوات (694 - 698هـ) وحكم الثالث ما يقرب من سنة (708- 709هـ)


    عصر المماليك الجراكسة أو البرجية (792- 923هـ)


    موطن الجراكسة هو الأرض المشرفة على البحر الأسود من جهة الشمال الشرقي، وتشكل أرضهم الجزء الشمالي الغربي من بلاد القفقاس الممتدة بين بحري الأسود والخزر، والتي كانت تعرف يومذاك باسم بلاد القفجاق، وغدت تلك الجهات آنذاك مسرحًا للصراع بين مغول فارس أو الدولة الإيلخانية، ومغول القفجاق أو الأسرة الذهبية، وهذا الصراع جعل أعدادًا من أبناء الجراكسة تدخل سوق النخاسة، وتنتقل إلى مصر فاشترى السلطان المنصور قلاوون أعدادًا منهم ليتخلص من صراع المماليك البحرية، وليضمن الحفاظ على السلطنة له ولأبنائه من بعده، وقد أطلق على هؤلاء المماليك الجدد المماليك الجراكسة نسبة إلى أصولهم التي ينتمون إليها، كما أطلق عليهم اسم المماليك البرجية نسبة إلى القلعة التي وضعوا فيها


    لقد حكم المماليك الجراكسة مصر والشام والحجاز مدة تزيد على إحدى وثلاثين ومائة سنة (792- 923هـ) وتعاقب في هذه المدة أكثر من سبعة وعشرين سلطانًا، لم تزد مدة الحكم على خمسة عشر عامًا، إلا لأربعة منهم وهم: الأشرف قايتباي، وقد حكم 29 سنة (872- 901هـ)، والأشرف قانصوه الغوري وقد حكم 17 سنة(906- 922هـ)، والأشرف برسباي وحكم 16 سنة (825- 841هـ)، والظاهر جقمق وحكم 15 سنة (842- 857هـ).


    وهناك ست سلاطين حكموا عدة سنوات أو أكثر من سنة وهم: الظاهر برقوق وحكم تسع سنوات (792- 801هـ) وهي المرة الثانية بعد خلع المنصور حاجي، وابنه الناصر فرج وقد حكم مرتين في كل مرة سبع سنوات(801- 808هـ) (808 - 815هـ)، والمؤيد وحكم تسع سنوات (815- 824هـ)، والأشرف إينال وحكم سبع سنوات(857- 865هـ)، والظاهر خشقدم وحكم سبع سنوات أيضًا (865- 872هـ).


    أما السلاطين الخمسة عشرة الباقون فكانت مدة حكم الواحد أقل من سنة بل إن بعضهم لم تزد مدة حكمه على الليلة الواحدة إذ أن خير بك قد تسلم السلطنة مساءً وخُلِعَ صباحًا وذلك عام 872هـ


    وقد برز في العصر المملوكي كثير من سلاطين المماليك كان لهم دور كبير في تغيير كثير من صفحات التاريخ، كما تركوا بصمات واضحة في التاريخ الإسلامي نذكر منهم:


    الظاهر بيبرس


    اتصف بيبرس بالحزم ، والبأس الشديد، وعلو الهمة، وبعد النظر، وحسن التدبير، واجتمعت فيه صفات العدل والفروسية والإقدام، فلم يكد يستقر في الحكم حتى اتخذ عدة إجراءات تهدف إلى تثبيت أقدامه في الحكم منها: التقرب من الخاصة والعامة؛ بتخفيف الضرائب عن السكان، كما عفا عن السجناء السياسيين، وأفرج عنهم، كما عمل على الانفتاح على العالم الإسلامي لكسب ود زعمائه


    وقام كذلك بالقضاء على الحركات المناهضة لحكمه، وأعاد الأمن والسكينة إلى البلاد . وإضافةً إلى ذلك، أعاد إحياء الخلافة العباسية.


    وعندما توطدت دعائم سلطة المماليك، وقويت شوكتهم، نتيجة الإجراءات التي اتخذها "بيبرس"، رأى هذا السلطان ضرورة متابعة سياسة صلاح الدين الأيوبي وخلفائه في طرد الصليبيين، وإجلائهم عن البلاد الإسلامية، ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فقد كان لزامًا عليه أن يجابه ما تبقى من الإمارات الصليبية وهي أنطاكية، وطرابلس، والجزء الباقي من مملكة بيت المقدس، وحتى يحقق هدفه اتبع إستراتيجية عسكرية قائمة على ضرب هذه الإمارات الواحدة تلو الأخرى، ولم تنقضِ سنة من السنوات العشر الواقعة بين عامي ( 659- 669هـ/ 1261- 1271م) دون أن يوجه إليهم حملة صغيرة أو كبيرة، وكان ينتصر عليهم في كل مرة .



    تُتَّهم الدولة المملوكية كثيرًا بالضعف الحضاري، والهزال العلمي الفكري، ولكن التاريخ الصحيح يُكذِّب ذلك؛ فقد كان لفنون الحضارة مكان عزيز عند المماليك؛ فمن ذلك جهودهم التي قاموا بها في المجالات التالية:


    تطوير الجهاز الإداري


    حرص سلاطين المماليك على تطوير الجهازين الإداري والعسكري، فاستحدث الظاهر بيبرس بعض الوظائف الإدارية لأن الوظائف التي عرفها المماليك وأخذوها عن الأيوبيين أصبحت لا تفي بحاجة الدولة الآخذة في التطور والتوسع فأنشأ وظائف جديدة لم تكن معروفة في مصر من قبل يشغلها أمراء يعينهم السلطان من بين الأشخاص الذين يثق بهم.


    تعديل نظام القضاء


    كان يتولى منصب القضاء في عهد الأيوبيين في القاهرة وسائر أعمال الديار المصرية، قاض واحد على المذهب الشافعي وله حق تعيين نواب عنه في الأقاليم، وأحيانًا كان يعين قاض للقاهرة والوجه البحري. وظل الوضع على ذلك حتى عام(660هـ/ 1262م). وما زال السلطان يطور النظام القضائي حتى ثبته وجعله مبدأ رسميًّا في (شهر ذي الحجة عام 663هـ/ شهر تشرين الأول عام 1265م)، فعين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة وسمح لهم أن يعينوا نوابًا عنهم في الديار المصرية. فكان القاضي ابن بنت الأعز يمثل المذهب الشافعي، والقاضي صدر الدين سليمان يمثل المذهب الحنفي، والقاضي شرف الدين عمر السبكي يمثل المذهب المالكي، والقاضي شمس الدين القدسي يمثل قضاء الحنابلة، وفعل مثل ذلك في دمشق.


    وسن بيبرس عدة تشريعات لتهذيب أخلاق المصريين لعل أهمها الأمر الذي أصدره في عام (664هـ/ 1266م) ومنع بموجبه بيع الخمور، وأقفل الحانات في مصر وبلاد الشام، ونفى كثيرًا من المفسدين .


    المنشآت العمرانية


    من أهم منشآته العمرانية:


    - جدد بناء الحرم النبوي.


    - جدد بناء قبة الصخرة في القدس، بعد أن تداعت أركانها.


    - أعاد الضياع الخاصة بوقف الخليل في فلسطين، بعد أن دخلت في الإقطاع، ووقف عليه قرية اسمها بإذنا.


    - بنى المدرسة الظاهرية بين القصرين، وعين فيها كبار الأساتذة كان من بينهم مدرس الحنفية الصاحب مجد الدين بن العديم، ومدرس الشافعية الشيخ تقي الدين بن رزين، وولى الحافظ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي مشيخة الحديث، والشيخ كمال الدين الحلبي مشيخة القرَّاء.


    - بنى مسجده المعروف باسمه في ميدان الأزهر في القاهرة.


    - بنى مشهد النصر في عين جالوت تخليدًا لذكرى الانتصار على المغول.


    - جدد أسوار الإسكندرية


    - أعاد بناء القلاع التي هدمها المغول في بلاد الشام مثل قلعة دمشق، قلعة الصلت، قلعة عجلون وغيرها .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:25 am

    قصـة الـدول المستلقـة





     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    الأدارسة في المغرب الأقصى

    تُعَدّ دولة الأدارسة أول دولة علوية هاشمية تقوم في التاريخ الإسلامي. وتعود نسبتها إلى مؤسسها إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي هرب مع مولاه راشد إلى مصر ثم إلى المغرب الأقصى بعيدًا عن أيدي العباسيين؛ وذلك بعدما تمكّن العباسيون من القضاء على ثورة الحسين بن علي بن الحسن في معركة فخ .

    وبعد أن استقر إدريس في وَلِيلَى المغربية، اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة "أوربة" البربرية. وقد خلع إسحاق بن عبد الحميد طاعة بني العباس حيث كان من ولاتهم، وتنازل لإدريس عن الحكم، وذلك بعد تعرُّفه على نسب إدريس وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه وعلمه.

    استقرت الأمور لإدريس بن عبد الله، ودانت له معظم قبائل البربر، وبدأ يطمح إلى مدِّ نفوذه وسلطانه إلى القبائل التي تعترف بحكمه، ونشر الإسلام بين القبائل التي لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية، فدخل كثيرٌ من أهل هذه البلاد الإسلام.

    وبعد وفاة إدريس بن عبد الله مسمومًا، تولى الحكم مولاه راشد وصيًّا على ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه، فلما قُتِلَ راشد كفل إدريسَ أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي -أحد شيوخ البربر- حتى كَبُر إدريس، واستقل بالحكم بنفسه في سنة 192هـ/ 808م.

    بنى إدريس بن إدريس عاصمة جديدة لدولته سميت (فاس)، وتوسع في فتوحاته، وضمالمغرب الأوسط (الجزائر)، وسعى للقضاء على نفوذ الخوارج، ووصلت الدولة إلى قمتها في عهده. وحكم بعده ثمانية من الأدارسة، كان أعظمهم قوة وأعلاهم قدرًايحيى الرابع بن إدريس بن عمر، الذي امتد ملكه إلى جميع بلاد المغربالأقصى .

    أخذ الضعف يتسرب إلى هذه الدولة في عهد خلفاء إدريس الثاني؛ وذلك بسبب تشرذم الدولة وتقسيمها بين الأبناء من ناحية، وبسبب القتال بين أبناء إدريس والخوارج من ناحية أخرى ومن ثَمَّ عاشت دولة الأدارسة في فوضى واضطراب، وساءت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدولة؛ مما أدى إلى استعادة الخوارج لنفوذهم، وعملوا على تقويض الدولة.

    وأخيرًا جاءت الضربة القاضية على يد الدولة العبيدية (الفاطمية) والدولة الأموية الأندلسية، لتغلق الستار على دولة الأدارسة التي استمرت نحو قرنين من الزمان.

    وبالجملة فدولة الأدارسة ساعدت في تعريب المغرب، وقامت بنشر الإسلام في غرب إفريقيا، وتثبيت البربر على الإسلام، وحاربت الخوارج وأفكارهم .

    دولة الأدارسة.. أول دولة علوية هاشمية

    دولة الأدارسة سميت الدولة بالأدارسة نسبة إلى مؤسسها إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
    قامت بالمغرب الأقصى، ومذهبها هو الزيدية أقرب مذاهب الشيعة إلى أهل السنة.
    أما الدكتور/ حسين مؤنس فيرى أنها دولة سنية حيث يقول: "من الأخطاء الشائعة القول بأن دولة الأدارسة دولة شيعية؛ لأن مؤسسيها وأمراءها كانوا من آل البيت، والحقيقة أن الأدارسة رغم علويتهم لم يكونوا شيعيين، بل لم يكن أحد من رجال دولة الأدارسة أو أتباعهم شيعيًا فقد كانوا سنيين، لا يعرفون الآراء الشيعية التي شاعت على أيام الفاطميين، ولم يعرفوا في بلادهم غير الفقه السني المالكي، ومن البديهي أن آل البيت لا يمكن أن يكونوا شيعة لأحد، أما الشيعة فهم أنصارهم، والوصف الصحيح لهذه الدولة هو أنها كانت دولة علوية هاشمية، وهي أول تجربة نجح فيها أهل البيت في إقامة دولة لأنفسهم".

    فلم تنقطع ثورات العلويين بعد تولي أبناء عمومتهم العباسيين الخلافة، وإعلانهم أنهم أحق بها منهم، وقابل العباسيون ثورات أبناء العمومة بكل شدة وقسوة، ونجح أبو جعفر المنصور في القضاء على ثورة "محمد النفس الزكية"، واستشهاده سنة (145هـ = 762م)، ولم تكن ثورة أخيه إبراهيم أفضل حالاً من ثورته، فلقي مصرعه في السنة نفسها، واطمأن أبو جعفر المنصور على سلطانه، واستتب له الأمر.

    معركة فخ بالقرب من مكة

    وبعد فشل هاتين الثورتين قامت حركات لبعض العلويين في اليمن وخراسان، لكنها لم تلقَ نجاحًا، وأصابها ما أصاب سالفاتها، وعاش من بقي من آل البيت العلوي في هدوء، وربما استخفوا حتى يتمكنوا من إعداد العُدَّة للخروج وهم مكتملو القوة والعدد، وظلت الأمور على هذا النحو من التربص والانتظار حتى حدث نزاع صغير بين والي المدينة المنورة وبعض رجال من آل البيت أساء التعامل معهم، وأهانهم وأغلظ القول لهم، فحرك ذلك مكامن الثورة في نفوسهم، وأشعل الحمية في قلوبهم، فثار العلويون في المدينة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن، وانتقلت الثورة إلى مكة بعد أن أعلن الحسين البيعة لنفسه، وأقبل الناس عليه يبايعونه.

    ولما انتهى خبر هذه الثورة إلى الخليفة العباسي موسى الهادي، أرسل جيشًا على وجه السرعة للقضاء على الثورة، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى؛ فيعجز عن إيقافها، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة، والتقى بالثائرين في (8 من ذي الحجة 169هـ =11 من يونيو 786م) في معركة عند مكان يسمى "فخ" يبعد عن مكة بثلاثة أميال، وانتهت المعركة بهزيمة جيش الحسين، ومقتله هو وجماعة من أصحابه.

    نجاة إدريس بن عبد الله: أثار دولة الأدارسة

    وكان ممن نجا من قادة الثائرين في هذه المعركة "إدريس بن عبد الله بن الحسن"، الذي اتجه إلى مصر ومعه خادمه راشد، وظل أمرهما مجهولاً حتى بلغا مصر مستخفيْن في موكب الحجيج، ولم يكن اختفاؤهما أمرًا سهلاً؛ فعيون الخلافة العباسية تتبعهما وتقتفي أثرهما، ولم تكن لتهدأ وتطمئن قبل أن تعثر على إدريس بن عبد الله حيًا أو ميتًا، لكنهما نجحا في التحرك والتخفي؛ لا لمهارتهما في ذلك، ولكن لحب الناس آل البيت، وتقديم يد العون والمساعدة لهما.

    ومن مصر خرج إدريس وخادمه "راشد" إلى بلاد المغرب، ويقال: إن هذا الخادم كان بربريَّ الأصل، وساعدهما على الخروج من مصر عامل البريد بها؛ فقد كان متشيعًا لآل البيت، فلما علم بوجودهما في مصر قدم إليهما في الموضع الذي يستخفيان به، وحملهما على البريد المتجه إلى المغرب. وتذهب روايات تاريخية إلى أن الذي أعان إدريس على الفرار من مصر هو "علي بن سليمان الهاشمي" والي مصر، وأيًا ما كان الأمر فإن إدريس لقي دعمًا ومساعدة لتمكينه من الخروج من مصر، سواءً كان ذلك بعون من والي مصر أو من عامل البريد.

    وبعد أن وصل إدريس بن عبد الله إلى برقة تخفى في زي خشن، يظهر فيه بمظهر غلام يخدم سيده "راشد"، ثم سلكا طريقًا بعيدًا عن طريق إفريقية إمعانًا في التخفِّي، وخوفًا من أن يلتقي بهما أحد من عيون الدولة العباسية التي اشتدت في طلبهما، حتى وصلا إلى تلمسان سنة (170هـ= 786م)، وأقاما بها عدة أيام طلبًا للراحة، ثم استأنفا سيرهما نحو الغرب، فعبرا "وادي ملوية"، ودخلا بلاد السوس الأدنى، حيث أقاما بعض الوقت في "طنجة" التي كانت يومئذ أعظم مدن المغرب الأقصى، ثم واصلا سيرهما إلى مدينة "وليلي"، وهي بالقرب من مدينة مكناس المغربية، واستقرا بها بعد رحلة شاقة استغرقت حوالي عامين.

    وبعد أن استقر إدريس في وليلي (قصر فرعون حاليًا) اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة "أوربة" البربرية، صاحبة النفوذ والسيطرة في "وليلي"؛ فلمَّا اطمأنَّ إليه إدريس عرَّفه بنسبه، وأعلمه بفراره من موطنه؛ نجاةً بنفسه من بطش العباسيين، وقد رحَّب إسحاق بضيفه الكبير، وأنزله معه داره، وتولَّى خدمته والقيام بشأنه شهورًا عديدة، حتى إذا حلَّ شهر رمضان من السنة نفسها جمع إسحاق بن محمد إخوته وزعماء قبيلة أوربة، وعرَّفهم بنسب إدريس وبفضله وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه وعلمه؛ فرحبوا جميعًا به، وأعربوا عن تقديرهم له، وبايعوه بالخلافة في (14 من رمضان 172هـ=15 من فبراير 788م)، وبعد ذلك خلع "إسحاق بن عبد الحميد" طاعة بني العباس حيث كان من ولاتهم، وتنازل لإدريس عن الحكم.

    وتبع ذلك الدعوة لإدريس بين القبائل المحيطة؛ فدخلت في دعوته قبائل: زناتة، وزواغة، وزوارة، ولماية، وسراته، وغياشة، ومكناسة، وغمارة، وبايعته على السمع والطاعة، واعترفت بسلطانه، وقصده الناس من كل مكان.

    استقرت الأمور لإدريس بن عبد الله، ورَسُخَت أقدامه بانضمام كل هذه القبائل إلى دعوته، ودانت له معظم قبائل البربر، وبدأ يطمح إلى مدِّ نفوذه وسلطانه إلى القبائل التي تعترف بحكمه، ونشر الإسلام بين القبائل التي لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية، فأعدَّ جيشًا كبيرًا زحف به نحو مدينة "شالة" قبالة مدينة الرباط، ففتحها، ثم تحول إلى كل بلاد "تامسنا" فأخضعها، وأتبع ذلك بإخضاع إقليم "تاولا"، وفتح حصونه وقلاعه، ودخل كثيرٌ من أهل هذه البلاد الإسلام، ثم عاد إلى "وليلي" للراحة والاستجمام في (آخر ذي الحجة 172هـ= مايو 789م)، ثم عاود حملته الظافرة عازمًا على دعوة من بقي من قبائل البربر إلى الإسلام، ونجح في إخضاع قبائل: قندلاوة ومديونة وبهلولة وغيرها من القبائل البربرية التي كانت متحصنة بالجبال والحصون المنيعة، ثم رجع إلى وليلي في (15 من جمادى الآخرة 173هـ=10 من أكتوبر 789م).

    فتح تلمسان.. وبناء مسجدها


    أقام إدريس بن عبد الله شهرًا في وليلى، ثم عاود الفتح، واتجه ناحية الشرق هذه المرة، عازمًا على توسيع ملكه في المغرب الأوسط على حساب الدولة العباسية، فخرج في منتصف رجب 173هـ= نوفمبر 789م متجهًا نحو تلمسان، وفي أثناء زحفه استولى على مدينة "سبتة"، ولم يكد يصل إلى "تلمسان" حتى خرج إليه صاحبها "محمد بن خرز"، وأعلن خضوعه له دون قتال، وبايع إدريس بن عبد الله، وتبعته قبائل: مغراوة وبني يفرده.

    ولما دخل الإمام إدريس تلمسان أقام بها مسجدًا جامعًا للمدينة، وصنع منبرًا جميلاً كان يحمل نقشًا يحدِّد تاريخ إنشائه، ونصه: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وذلك في شهر صفر 174هـ، وهذا يعني أن إدريس أقام في تلمسان حتى هذا التاريخ، ثم كرَّ راجعًا إلى عاصمة ملكه.

    نهاية الإمام إدريس

    ولم تكد تصل هذه الفتوحات إلى عاصمة الخلافة العباسية حتى فزع الخليفة هارون الرشيد، وشعر بالقلق والذعر من النجاح الذي يحققه إدريس بن عبد الله، الذي نجح فيما فشل فيه غيره من أبناء البيت العلوي؛ فلأول مرة ينجحون في إقامة دولة لهم بعد إخفاقات عديدة ومآسٍ دامية، ثم اشتد خوف الخليفة العباسي حين جاءته الأخبار بعزم إدريس بن عبد الله على غزو إفريقية (تونس)، ففكَّر في إرسال جيش لمحاربة هذا العلوي المظفر، وبينما الرشيد على هذه الحال من القلق والاضطراب تدخَّلت الأقدار، وأراحته مما كان يفكر فيه، فتوفي إدريس بن عبد الله في (سنة 177هـ= 793م) على أرجح الروايات، بعد أن نجح في تحدي الصعوبات، وأقام دولة عُرفت باسمه "دولة الأدارسة" بعيدًا عن وطنه بين قبائل متطاحنة تعتز بعنصريتها، وتتخذ من قوتها وسيلة لفرض سيطرتها على من حولها، وهذه تُحسَب له، وتجعله واحدًا من كبار رجال التاريخ. ويضاف إليه أن المغرب مدين له بنشر الإسلام في أماكن لم يكن قد وصل إليها من قبل .

    إدريس الثاني (177 – 213 هـ= 793 – 828م)

    استمر إدريس الأول في حكمه حتى توفي عام 177هـ= 793 م؛ حيث مات مسمومًا فخلفه ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه عندما مات أبوه، وقام بشئون البربر مولى أبيه (راشد)، فلما قُتِلَ راشد كفل إدريسَ أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي - أحد شيوخ البربر - حتى كَبُر إدريس فتولَّى الأمر بوصاية أبي خالد عام 188هـ= 804م .

    وفي سنة 192هـ= 808م بدأ إدريس الثاني يحكم مستقلاً بنفسه.

    وعقب ذلك مباشرة نجد كثيرين من مهاجرة العرب يفدون على إدريس من القيروان خاصة ويدخلون في خدمته، ويتجه نظره إلى الخروج من وليلي، ربما لأنه كان يريد التحلُّل من سلطان قبيلة أوربة، فدلَّه أتباعه على وادٍ يصلح لمدينة على أحد فروع نهر (سبو) بين جبلين، يُسَمَّى وادي فاس فأنشأ فيه بلدة صغيرة، سميت "عدوة ربض القرويين"، ثم وفدت جماعة من مهاجرة قرطبة وأنشأوا قرية مجاورة عرفت باسم "عدوة الأندلسيين"، ومن العدوتين تكونت مدينة فاس، وابتنى إدريس لنفسه دارًا في عدوة القرويين وشرع في إنشاء مسجد فاس الجامع، وانتقل إلى فاس وأصبحت عاصمة دولة الأدارسة من سنة 196هـ= 811م ، ودخلت دولة الأدارسة في الدور الحاسم من تاريخها.

    وابتداءً من سنة 197هـ= 812م بدأ إدريس سلسلة حملات ثبَّتت سلطان الدولة من تلمسان إلى ساحل المحيط الأطلسي، ونشط لحرب الخوارج في جبال أطلس، ودارت حروب طويلة بينه وبين البرغواطيين، وفي هذا الدور من تاريخ الأدارسة حمل العبء رجال قبيلتي أوربة وغمارة بشكل خاص.

    ثم توفي إدريس الثاني عام 213هـ= 828م بعد أن ثبَّت دعائم الدولة بعد حروب طويلة ومؤمرات خطيرة من جانب منافسيه من بني الأغلب خاصة.

    وبعد وفاته نجد ابنه وخليفته محمد بن إدريس الثاني يتصرف تصرفًا غريبًا وغير معقول، فيقوم بناءً على نصيحة جدته (كنزة) بتقسيم الدولة بين إخوته الكثيرين، وكان المعقول أن يقيمهم عمالاً أو ممثلين للدولة، ولكنه أعطاهم نواحي الدولة إقطاعات ينفرد كل منهم بناحية منها؛ فكان هذا سببًا في ضعف الدولة وهي بعدُ لم يكتمل نموها، ومع أن محمد بن إدريس احتفظ لنفسه بالرياسة واعتبر إخوته أتباعًا له، إلا أن بعض الإخوة اتجه إلى الاستقلال بناحيته ناسيًا أن قوة الدولة الإدريسية تكمن في ترابط رؤسائها من أفراد البيت الإدريسي العلوي، الذي كان يتمتع في قلوب الناس بمكانة جليلة .

    توفي محمد بن إدريس الثاني عام 221هـ= 836م فخلفه ابنه علي بن محمد، وكان عمره تسع سنوات عندما تولَّى الحكم، ولقب باسم حيدرة، وحيدرة لقب كان يطلق على الإمام علي بن أبي طالب ومعناه الأسد، واستمر في الحكم ثلاث عشرة سنة، ولم يحدث في أيامه ما يستحق الذكر، فقد حكم تحت وصاية أقاربه ورجال الدولة حتى توفي سنة 234هـ=848م

    وبعد وفاة علي بن محمد خَلَفَه أخوه يحيى الأول، وفي عهد يحيى هذا بلغت فاس أوجها أيام الأدارسة، فقامت فيها المنشأت الكثيرة وامتدت على سفوح الجبال، وأُنشِئ جامع القرويين .

    ولما مات خَلَفَه ابن أخيه يحيى الثاني بن علي بن محمد وكان سيء السيرة فثارت عليه العامة، فاختفى بعُدوة الأندلس ريثما تخمد الفتنة، ومات من ليلته، واستولى عبد الرحمن بن أبي سهل -الذي تزعم الثورة على يحيى بن علي- على مدينة فاس؛ فأرسلت زوجة يحيى إلى أبيها والي بلاد الريف علي بن عمر بن إدريس، وطلبت منه الحضور لإخماد هذه الثورة فجاء وأخمدها، وسيطر على البلاد .

    وبذلك انقطع الملك من عقب علي بن محمد بن إدريس الثاني، وأصبح في عقب عمر بن إدريس صاحب الريف تارة، وفي عقب القاسم بن إدريس الزاهد تارة أخرى.

    ولم يلبث أن دخل أهل فاس في طاعة علي بن عمر، وخُطِبَ له على منابر المغرب، واستقرت قدمه في هذه البلاد فترة من الزمن .

    وكانت إمارة الأدارسة تعيش خلافات شديدة؛ إذ كانت تخضع تارةً لحكم صاحب الريف علي بن عمر بن إدريس، وتارة لحكم أولاد القاسم بن إدريس إضافة إلى ثورة عبد الرازق الفهري أحد زعماء الخوارج الصفرية الذي أجبر علي بن عمر بن إدريس على الفرار إلى قبيلة أوربة، ولكن أهل فاس استدعوا ابن أخيه وهو يحيى الثالث بن القاسم بن إدريس وبايعوه، وبقي طيلة وقته يقاتل الخوارج حتى قتله الربيع بن سليمان عام 292هـ= 905م .

    وعاشت دولة الأدارسة في فوضى واضطراب بسبب القتال بين أبناء إدريس والخوارج الصفرية، وبسبب هذه الحروب ساءت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدولة .

    وبعد أن اغتيل يحيى الثالث بن القاسم تولى أمر الأدارسة يحيى الرابع بن إدريس بن عمر بن إدريس وامتد سلطانه على بلاد المغرب الأقصى كلها، وكان عظيم القدر، عادلاً في رعيته، كثير الفضل، بطلاً شجاعًا، ذا بيان وفصاحة، حافظًا للحديث، فقيهًا، صاحب دين وورع .


    حروب دولة الأدارسة

    في عام 300هـ= 912م غزا دولة الأدارسة قائد العبيديين مصالة بن حبوس، والتقى به الأمير يحيى الرابع قرب مكناس فهُزم الأدارسة وحاصر العبيديون فاس، واضطر يحيى إلى الصلح على أن يدفع مبلغًا من المال، وأن يبايع لعبيد الله المهدي فتم ذلك عام 303هـ= 915م، وأصبح مصالة بن حبوس أمير فاس، وابن عمه موسى بن أبي العافية أمير بلاد المغرب الأقصى، ولما عاد مصالة بن حبوس عام 309هـ= 921م إلى فاس أوغر موسى بن أبي العافية صَدْرَه على يحيى بن إدريس فقبض عليه ونفاه إلى بلاد الريف، ثم سجنه موسى بن أبي العافية، ثم أطلق سراحه بعد عشرين سنة فقصد بلدة المهدية عاصمة العبيديين فمات بها عام 332هـ= 943م .

    وعندما اعتقل يحيى بن إدريس ولى مصالة بن حبوس على فاس ريحان الكتامي، ولكن لم يلبث أن ثار عليه الحسن بن محمد بن القاسم عام 310هـ= 922م واستولى على فاس وقتل ريحان، وأخذ البيعة من الناس، وبدأ في قتال موسى بن أبي العافية غير أن الحسن قد مات عام 312هـ= 924م، فاستولى موسى على دولة الأدارسة الذين لجأ أكثرهم إلى بلاد الريف، وكانوا زعماء فيها، وتعد هذه الدولة قد انتهت .

    إلى هنا انتهى الدور الأول من تاريخ الأدارسة، ثم تحولت بعد ذلك إلى بلاد الريف، ولم تتمتع هناك بالاستقلال الذي تمتعت به في فاس، وأصبحت تحت نظر المتغلب على بلاد المغرب إما من الشيعة أصحاب إفريقية، وإما من المروانيين أصحاب الأندلس.

    وعندما طارد ميسور الخصي -القائد العبيدي- موسى بن أبي العافية إلى الصحراء انتقلت السلطة في بلاد المغرب إلى القاسم وإبراهيم أخوي الحسن بن محمد بن إدريس آخر أمراء الأدارسة بفاس، وبايع أهالي هذه البلاد القاسم بن الحسن، الذي ملك أكثر بلاد المغرب عدا فاس، واتخذ قلعة حجر النسر مقرًا لإمارته، وأخذ في نشر الدعوة الشيعية للعبيديين حتى توفي سنة 337هـ= 948م، وخلفه ابنه أحمد الملقب بأبي العيش يعمل للعبيديين، ثم لم يلبث أن دعا إلى الأمويين بالأندلس، وقطع دعوة الفاطميين، وانتشر نفوذه في بلاد المغرب الأقصى كافة إلى سجلماسة، ثم طمع عبد الرحمن الثالث الأموي في امتلاك طنجة من أبي العيش وضمها إلى سبتة، فاضطر إلى الإذعان بعد أن أرسل الخليفة الأموي جيشًا وأسطولاً حاصراه وضيقا عليه، وزاد نفوذ الأمويين ببلاد المغرب الأقصى حتى مات أبو العيش سنة 348هـ=959م، ثم قام أخوه محمد أبو القاسم فكان آخر أمراء الأدارسة في المغرب الأقصى التي زالت في عهده على أيدي العبيديين في عام 375هـ= 985م .

    عندما حاول الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب الخروج في زمن خلافة موسى الهادي لم ينجح وذبح أكثر أتباعه في معركة فخ قرب مكة، ولم ينج منها من عشيرة الحسين إلا يحيى بن عبد الله وأخوه إدريس .

    فر إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من الحجاز وقد نجا من معركة فخ عام 169هـ= 785م، واتجه نحو مصر ومنها إلى المغرب حيث استطاع أن يؤسس بمساعدة السكان دولة الأدارسة عام 172هـ= 788م، وبنى في المكان المعروف باسم جراوة مدينة فاس، واتخذها عاصمة له، واستمر في حكمه حتى توفي عام 177هـ= 793م حيث مات مسمومًا فخلفه ابنه إدريس الثاني الذي كان جنينًا في بطن أمه عندما مات أبوه، وقام بشئون البربر مولى أبيه وهو راشد، فلما قتل راشد كفل إدريس أبو خالد العبدي حتى كبر فتولى الأمر عام 188هـ= 804م وبنى مدينة العالية في المكان المعروف بدار القيطون، وهي مقابل مدينة فاس، يفصل بينهما واد صغير، وهو رافد من روافد نهر سبو، وقد سكن في هاتين المدينتين الذين فروا من الأندلس بعد معركة الربض عام 181هـ= 797م ، واستمر في الحكم حتى عام 213هـ= 828م حيث توفي بفاس .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:26 am

    الدولة الحمدانية



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    الدولة الحمدانية هي دولة عربية شيعية قامت في الموصل وحلب، واستقلت عن الدولة العباسية في عصور ضعفها. وينتسب الحمدانيون إلى "حمدان بن حمدون" من قبيلة تغلب العربية الأصل التي قامت بضواحي مدينة الموصل.
    بدايةً ثار الحمدانيون على الدولة العباسية، ولكن عفت عنهم عندما انتصر الحسين بن حمدان على هارون الشاري الخارجي وأسره وجاء به إلى المعتضد. وقد كان الحمدانيون يمثلون القوة التي تلجأ إليها الخلافة إذا ضاقت بها الأحوال في بغداد؛ فقد لجأ إليهم الخليفة المتقي فارًّا من قوات البريدي التي زحفت على العراق، وعجز أمير الأمراء ابن رائق عن الصمود لها، فناصر الحمدانيون الخلافة، وقتلوا ابن رائق وطردوا البريديين، وأعادوا الخليفة إلى عاصمته؛ مما جعل الخليفة المتقي يلقِّب الحسن بن حمدان ناصرَ الدولة، ولقَّب أخاه عليًّا سيف الدولة، وذلك في شهر شعبان سنة 330هـ، وتولى إمرة الأمراء في بغداد ناصر الدولة أمير الموصل.

    لم يستقر الحمدانيون كثيرًا ببغداد لاضطراب أمورها بسبب الحروب الأهلية، وحنق الخليفة على ناصر الدولة لزيادة الضرائب؛ مما دفع الخليفة إلى انتهاز فرصة خروج ناصر الدولة إلى الموصل، فاستنجد بتوزون القائد التركي، ومهَّد له السبيل لدخول بغداد سنة 331هـ. ولم يستطع زعماء الحمدانيين من العرب البقاء في بغداد أكثر من سنة، واضطروا إلى العودة إلى الموصل. ومع ذلك ظلت علاقة الحمدانيين حسنة بالخلافة على الرغم من محاولة البويهيين إزالتهم عن إمارتهم.

    وفي حلب امتاز عهد سيف الدولة بكثرة حروبه مع البيزنطيين، وكان جهاد الحمدانيين ضد الروم من أبرز الأعمال التي خلدت ذكرى هذه الدولة. وكان ممن خلدوا ذكر الحمدانيين: أبو الطيب المتنبي، وأبو فراس الحمداني.

    وعندما أراد سيف الدولة أن يوسّع ملكه بالشام ليتمكّن من تقوية جبهته أمام الروم، امتد بنفوذه إلى دمشق، الأمر الذي أدى إلى حرب مع الإخشيد، انتصر فيها الإخشيد، وتوصلا أخيرًا إلى صلح يدفع بموجبه الإخشيد جزية سنوية للحمدانيين مقابل احتفاظه بدمشق. ولعل الإخشيد كان يرمي من وراء إبرام الصلح على هذه الصورة، أن يُبقي الدولة الحمدانية حصنًا منيعًا يكفيه مئونة محاربة البيزنطيين. وعندما مات الإخشيد نقض سيف الدولة الصلح، فتصدى له كافور وهزمه، وتم الصلح على بنود الصلح الأول ما عدا دفع الجزية السنوية.

    بدأت الدولة الحمدانية في التفكك بعد سيف الدولة، ووقعت في صراعات داخلية أسرية أدت إلى أن يستعين بعضهم على بعض بالروم والعبيديين (الفاطميين). ثم سقطت أخيرًا تحت الضغط العبيديّ المتعاظم في مصر، والنفوذ البويهيّ من جهة العراق، فورثها العبيديون في النهاية.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    الدولة الحمدانية.. النسب والنشأة

    الدولة الحمدانية الشيعية الدولة الحمدانية هي دولة عربية شيعية استقلَّت عن الدولة العباسية في عصور ضعفها، وكان لها جولات من الصراع مع العُبيديين، ومع الروم أيضًا، وقد برز منها حكَّام كسيف الدولة الحمداني صاحب الوقائع المشهورة مع الروم.

    ينتسب الحمدانيون إلى حمدان بن حمدون من قبيلة تغلب العربية الأصل التي قامت بضواحي مدينة الموصل وبنو تغلب ينتمون إلى آل ربيعة، وكانوا نصارى قبل الإسلام، غير أنَّا نجدهم في أواخر القرن الثالث للهجرة مسلمين، وقد كانت الحالة المادية سيئة، واضطُرَّ قسم كبير من بني تغلب إلى الهجرة، فهاجروا إلى البحرين، وبقي جزء منهم في الجزيرة وبلاد العراق، هذا القسم هو الذي قاد لواء اليقظة الفكرية والسياسية في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، والذي ترأس هذه اليقظة هم بنو حمدان من تغلب.

    كان حمدان بن حمدون عاملاً على الموصل للمعتضد بالله العباسي، ثم استقل الحمدانيون عن الدولة العباسية بقيادة ناصر الدولة الحسن في سوريا، وبقي ولاة الحمدانيين في الموصل موالين للخليفة في بغداد، وكان أشهر قادتهم سيف الدولة الحمداني، الذي ضم حلب وحمص إلى سلطانه عام 945م، وأمضى معظم فترة حكمه في غزوات ضد البيزنطيين الصليبيين في الشمال. وقد ازدهرت حلب وشمال الشام في عهد سيف الدولة؛ ففي بلاطه كتب المتنبي أشهر قصائده، وكذلك أبو فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة، الذي أسره الروم خلال إحدى المعارك. وقد اشتدت الحرب مع البيزنطيين في عهد سعد الدولة (967- 971م)، وبدأت النزاعات مع الفاطميين في الجنوب في عام 1002م، وبدأ الحمدانيون يفقدون سيطرتهم على السلطة التي انتقلت فيما بعدُ إلى الفاطميين .


    قام حمدون بدور مهم في الحوادث السياسية منذ سنة260هـ/873م؛ فقد تحالف مع هارون الشاري الخارجي في سنة 272هـ، واستولى على قلعة ماردين بعد ذلك بقليل؛ لذا حاربه الخليفة المعتضد في سنة 281هـ، فهرب حمدان تاركًا ابنه الحسين عليها، واستولى الخليفة على ماردين، وطارد حمدان وظفر به بعد قليل، فسجنه في بغداد، واستمر في سجنه حتى هزم ابنه الحسين هارون الخارجي حليف أبيه؛ فعفا الخليفة عن حمدون، ووزع الأعمال عليه وعلى أولاده



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    الحمدانيون في الموصل

    قلَّد الخليفة المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل وما يليها في سنة 292هـ، وولَّى أخاه إبراهيم ديار ربيعة في سنة 307هـ، فظلَّ بها إلى أن خلفه عليها أخوه داود سنة 309هـ. كما ولَّى أخاه سعيدًا نهاوند في سنة312هـ، وقلَّد غيرهم من بني حمدان بعض مناصب الدولة، وأناب عبد الله بن حمدان ابنه ناصر الدولة الحسن عنه في الموصل 308هـ، واستطاع أن يحتفظ بنفوذه فيها إلى أن مات في سنة 358هـ، إلا فترة قصيرة لا تزيد على سنتين (317- 319هـ). كما استطاع أن يمد نفوذه على جميع أرجاء ديار بكر وديار ربيعة، ولقَّبه الخليفة المتقي في شهر شعبان سنة 330هـ ناصرَ الدولة، ولقَّب أخاه سيف الدولة

    ناصر الدولة الحمداني (317-358هـ)

    سطع نجم ناصر الدولة بن حمدان في أفق الدولة العباسية، ولكنَّه زاد في فرض الضرائب؛ مما أثار حنق الخليفة وسخط الناس عليه.

    وقد اشتعلت الحرب الأهلية بين الحمدانيين والبريديين من ناحية، وبين هؤلاء والبويهيين من ناحية أخرى، وانتهز الخليفة فرصة خروج ناصر الدولة إلى الموصل، فاستنجد بتوزون، ومهَّد له السبيل لدخول بغداد سنة 331هـ، ولم يستطع زعماء الحمدانيين من العرب البقاء في بغداد أكثر من سنة، واضطروا إلى العودة إلى الموصل.

    سرعان ما قام العداء بين توزون والخليفة العباسي الذي لجأ إلى ناصر الدولة بن حمدان، وقامت الحرب بين الفريقين في عُكْبرا (تبعد عن بغداد عشرة فراسخ)، وانهزم ابن حمدان والخليفة، وكان الخليفة المتقي يستعين على توزون بناصر الدولة بن حمدان تارةً، وببني بويه تارة أخرى، ولكن ذلك لم يغنِه شيئًا، فقد حبسه توزون وولَّى المستكفي الخلافة (صفر سنة 333هـ)، ثم مات توزون في (المحرم سنة 334هـ)

    ولقد تعرَّض ناصر الدولة الحمداني في آخر حياته إلى عِدَّة حوادث أثَّرت في حالته النفسية؛ منها توغُّل البويهيين في البلاد، وموت أخيه سيف الدولة الذي كان شديد المحبة له سنة 356هـ، كل ذلك حزَّ في نفسه، حتى تغيرت أحواله، وساءت أخلاقه، وضعُف عقله، ولم يبقَ له حرمة عند أولاده الذين اختلفوا على أنفسهم؛ فقبض عليه ابنه أبو تغلب بمدينة الموصل وحبسه، وظل في حبسه إلى أن تُوُفِّي في شهر ربيع الأول سنة358هـ

    أبو تغلب بن ناصر الدولة (358-369هـ)

    بعد وفاة ناصر الدولة قام نزاع بين أولاده وانقسموا إلى فريقين: فريق يناصر حمدان بن ناصر الدولة، وفريق آخر يناصر أخاه أبا تغلب، وأصبح الحمدانيون جماعتين: جماعة بزعامة حمدان وإبراهيم يساعدهم بُخْتِيَار، وجماعة بزعامة أبي تغلب وأخيه الحسين.

    استطاع أبو تغلب الانتصار على حمدان، واستولى على حرَّان، ولكنه عجز عن الوقوف في وجه الروم الذين أغاروا على الرُّها، ووصلوا إلى نصيبين وديار بكر.

    واستطاع الحمدانيون استعادة الموصل وما يليها في سنة 379هـ على يد أبي طاهر إبراهيم بن ناصر الدولة، وأخيه عبد الله الحسين، ولكنهم لم يبقوا فيها أكثر من سنة؛ لأن الأكراد طمعوا في إزالة دولتهم، وانتصر أبو علي بن مروان الكردي على أبي عبد الله الحسين أخي أبي تغلب بن ناصر الدولة الحمداني، وبعث به إلى مصر بشفاعة الخليفة العبيديّ العزيز بالله، كما قتل أبو الزواد محمدُ بن المسيب أمير بني عقيل أبا طاهر بن ناصر الدولة الحمداني، واستولى على مدينتي نصيبين وبلد 379هـ، وضم إليهما الموصل في السنة التالية، ولكنه طُرِدَ منها على أيدي بني بويه، ثم استردها أخوه المقلد بن المسيب العقيلي الذي أقرَّه بهاء الدولة البويهي على هذه البلاد وما يليها في سنة386هـ/ 994م



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    الحمدانيون في حلب



    سيف الدولة الحمداني (333-356هـ)

    وُلِد الأمير سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدون التغلبي في (303هـ/ 915م) في مدينة مَيَّافارِقين -أشهر مدن ديار بكر- على إثر تولِّي أبيه إمارة الموصل.

    وقد عُنِيَ أبوه بتعليمه وتنشئته على الفروسية منذ نعومة أظافره، وأظهر سيف الدولة استعدادًا كبيرًا ومهارة فائقة في القنص والرمي وركوب الخيل منذ صغره؛ فلم يكد يبلغ العشرين من عمره حتى صار فارسًا لا يُشَقُّ له غبار، وخاض العديد من المعارك الطاحنة ضد أعداء الدولة والمتمردين عليها؛ سواء في الداخل أو في الخارج.

    واستطاع الأمير الشاب أن يحقِّق انتصارًا عظيمًا على البريديين الذين اقتحموا بغداد عام(330هـ/ 942م)، ودفعوا الخليفة العباسي المتقي لله إلى الخروج منها، واللجوء إلى الموصل للاستنجاد بالحمدانيين، فلما حقَّق الأمير الشاب علي بن أبي الهيجاء النصر على البريديين بعد أن تعقبهم إلى المدائن، أنعم عليه الخليفة بلقب (سيف الدولة)، وأمر أن تُضرَب باسمه الدنانير والدراهم

    حروبه مع البيزنطيين

    امتاز عهد سيف الدولة بكثرة حروبه مع البيزنطيين حتى قيل: إنه غزا بلادهم المجاورة لبلاده أربعين غزوة، انتصر في بعضها وحلَّت به الهزيمة في بعض آخر. وكان كثير من البلاد الإسلامية مسرحًا للحروب التي دارت بين الحمدانيين والروم في ذلك العصر؛ فقد أغار سيف الدولة على زبطرة وعرقة وملطية ونواحيها، فقتل وأحرق وسبى، وانثنى قافلاً إلى درب موزار، فوجد عليه قسطنطين بن فردس الدمستق فأوقع به، وقتل صناديد رجاله، ثم عبر إلى الفرات وأوغل في بلاد الروم والتقى بجيش فردس بمرعش وهزمه، وقتل رءوس البطارقة، وأسر قسطنطين بن الدمستق الذي أصابته ضربه في وجهه، وأكثر الشعراء في هذه الموقعة، فقال أبو فراس الحمداني:

    وآب بقسطنطين وهـو مُكبَّـلٌ *** تحـفُّ بطـاريـق بـه وزَرَازِر
    وولَّى على الرسم الدمستق هاربًا *** وفي وجهه عُذرٌ من السيف عاذِر

    ثم سار سيف الدولة لبناء الحدث -وهي قلعة عظيمة الشأن- فاشتد ذلك على ملك الروم الذي أرسل جيشًا جرَّارًا يضم عظماء مملكته وعلى رأسهم فردس الدمستق، وأحاطوا بعسكر سيف الدولة الذي حمل على العدو، واخترق الصفوف طلبًا للدمستق فولى هاربًا، وأسر صهره وحفيده، وقتل خلقًا كثيرًا من الروم، وأكثر الشعراء في هذه الموقعة، فقال أبو الطيب المتنبي:

    بناها فأعلى والقَنَا تقـرعُ القنـا *** وموج المنايا حـولها متلاطـم
    وكان بها مثل الجنون فأصبحـت *** ومن جثث القتـلى عليها تمائم

    وقد وصف الثعالبي سيف الدولة وما بلغته الدولة الحمدانية في عهده في هذه العبارة؛ قال: "وكان بنو حمدان ملوكًا وأمراء، أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة، وسيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، وكانت وقائعه في عصاة العرب تكُفُّ يأسها وتنزع لباسها، ويفل أنيابها وتذل صعابها، وتكفي الرعية سوء آدابها، وغزواته تدرك من طاغية الروم النار، وتحسم شرهم المثار، وتحسن في الإسلام الآثار، وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرجال، وموسم الأدباء وحلبة الشعراء، ويقال: إنه لم يجتمع قَطُّ بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء، ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر، وإنما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها، وكان أديبًا شاعرًا محبًّا لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما يمدح به... وكان كلٌّ من أبي محمد بن عبد الله بن محمد القاضي الكاتب، وأبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت، كقول أبي الطيب المتنبي:

    خليليَّ إني لا أرى غير شاعر *** فلي منهم الدعوى ومني القصـائد
    فلا تعجبا إن السيوف كثيرة *** ولكن سيف الدولة اليوم واحـد

    الصراع مع الإخشيديين

    وقد أثارت انتصارات سيف الدولة على الروم البيزنطيين حفيظة الإخشيديين الذين وجدوا عليه تلك البطولات والأمجاد، وخشوا من تعاظم نفوذه وقوة شوكته؛ فتحرَّكوا لقتاله.

    بلغ الخبر سيف الدولة، فسار إلى حلب فملكها سنة 333هـ، وهرب إلى مصر يانس الخصي، وكان واليَها من قِبَل الإخشيد، فأرسل الإخشيد جيشًا لمحاربة سيف الدولة بقيادة كافور ومعه يانس؛ فتقابلا مع الحمدانيين عند الرَّسْتن -الواقعة على نهر العاصي الذي يمر بالقرب من حماة- فحلَّت الهزيمة بالمصريين، وأُسِرَ منهم أربعة آلاف، عدا القتلى والغرقى.

    ثم تقدم سيف الدولة يريد دمشق، فسار إليه الإخشيد الذي حلَّت به الهزيمة في قنسرين، ولكنه انتهز فرصة انشغال الحمدانيين بجمع الغنائم واقتسامها، فأطلق عشرة آلاف من صناديد جنده، بددوا شمل العدو، ودخل حلب حاضرة الحمدانيين، واستردّ دمشق إلا أنه -على الرغم من انتصاره- تصالح مع الحمدانيين على أن يترك حلب وما يليها من بلاد الشام شمالاً، كما تعهَّد بأن يدفع لهم جزية سنوية مقابل احتفاظه بدمشق

    كان الإخشيد في حالة قوة وانتصار، ولكنه كان يرمي من وراء إبرام الصلح على هذه الصورة، أن يُبقِي الدولة الحمدانية حصنًا منيعًا يكفيه مئونة محاربة البيزنطيين، الذين لا يفتُرُون عن مهاجمة الولايات الإسلامية المتاخمة لبلادهم، والذين أغاروا سنة 331هـعلى أرزن وميافارقين ونصيبين، فقتلوا وسَبَوا كثيرًا من المسلمين، ثم دخلوا في السنة التالية 332هـ رأس العين في ثمانين ألفًا؛ فقتلوا وسبوا خلقًا عظيمًا من المسلمين.

    ولكن هذا الصلح لم يَدُمْ طويلاً؛ فقد تُوُفِّي الإخشيد في سنة334هـ، وتولَّى كافور الوصاية على ابنه أبي الحسن علي.

    انتهز سيف الدولة الفرصة؛ فنقض العهد واستولى على دمشق، ثم سار إلى الرملة لغزو مصر، فحاربه كافور بصحبة الحسن بن عبيد الله بن طغج وانتصر عليه في اللَّجُّون (تبعد عن طبرية بنحو عشرين ميلاً، وعن الرملة بنحو أربعين ميلاً) في بلاد الأردن، ثم انتصر عليه انتصارًا حاسمًا بالقرب من مرج عذرا بجوار دمشق، ودخل الجيش مدينة حلب، وعقدت بين الطرفين معاهدة الصلح بنفس الشروط التي عُقِدت بها أواخر أيام الإخشيد، ما عدا الجزية التي توقف دفعها



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0




    إنجازات الدولة الحمدانية

    العمارة

    بالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين بصفة عامة، وإمارة سيف الدولة على نحو خاص؛ فإن ذلك لم يصرف الأمير سيف الدولة عن الاهتمام بالجوانب الحضارية والعمرانية.

    فقد شيَّد سيف الدولة قصره الشهير بـ(قصر الحلبة) على سفح جبل الجوشن، والذي تميز بروعة بنائه وفخامته وجمال نقوشه وزخارفه، وكان آية من آيات الفن المعماري البديع، كما شيَّد العديد من المساجد، واهتم ببناء الحصون المنيعة والقلاع القوية

    الحياة الاقتصادية

    وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارًا ملحوظًا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كَثُرَت المزروعات، وتنوَّعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، فظهر البُرُّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها، كما ظهرت أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحِمضيات، ومن الرياحين والأزهار كالورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين، كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل، وقامت صناعات عديدة على تلك المزروعات مثل زيت الزيتون، والزبيب. كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء.
    وقد نشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمَّة في حلب والموصل والرَّقَّة وحرَّان وغيرها

    الحياة الفكرية

    شهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطًا ملحوظًا في ظلِّ الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.

    وقد أرسى سيف الدولة الحمداني دعائم دولته في حلب؛ فاستقطب بلاطه مشاهير العلماء والأدباء والشعراء أمثال المتنبي وأبي الفتح عثمان النحوي، وقد أجزل سيف الدولة العطاء للشعراء بسبب محبته للشعراء وإجادته نظمه، وبادله الشعراء شعرًا حسنًا، وفنًّا جيدًا.

    كما اشتُهِر جماعة من أهل بيته في نظم الشعر كابن عمِّه أبي فراس الحمداني، وهو حينما وقع في أسر الروم في إحدى غزواته، كتب أحسن شعره طالبًا من سيف الدولة بحلب أن يفديه؛ لأنه نشأ في رعايته، ومن شعره في الأَسْر:

    ولا تقعـدن عنِّي وقـد سيـم فديتي *** فلست عـن الفعل الكريم بمُقْعَـدِ
    فكم لك عنـدي من أيـادٍ وأنعـمٍ *** رفعت بها قدري وأكثرتَ حُسَّدي

    هذا وقد اجتمع في بلاط سيف الدولة أشهر اللغويين والنحويين في زمانه مثل أبي علي الفارسي، وابن خالويه، وابن جني، فضلاً عن الفيلسوف الكبير الفارابي الذي كتب في الطب والمنطق والسياسة والرياضة والكيمياء والموسيقى. أمَّا الطبيب عيسى بن الرقي، فقد قال عنه ابن أبي أصيبعة في كتابه (طبقات الأطباء): "إن سيف الدولة كان يعطي عطاء لكل عمل، وكان عيسى الرَّقِّي يأخذ أربعة أرزاق: رزقًا بسبب الطب، ورزقًا بسبب ترجمة الكتب من السرياني إلى العربي، ورزقين بسبب علمين آخرين".
    ولم يلبث سيف الدولة أن عاجله المرض، ثم تُوفِّي في شهر صفر356هـ/ 967م.

    سعد الدولة وعلاقته بالروم والفاطميين

    أمَّا سعد الدولة فبعد أن استولى على الحكم، كان له قائد اسمه فرغويه، أخذ له البيعة في حلب، وقد استقرَّ فرغويه في حلب ولمع فيها، وأراد أن يكون صاحب الأمر، وما كاد يستطيع أن يقف في وجه سعد الدولة بمفرده؛ فأرسل إلى الروم وطلب عونهم، وصالحهم على جزية سنوية يؤدِّيها لهم؛ لذا لمَّا هجم سعد الدولة على حلب لاستخلاصها من بين يديه؛ أتاه الروم، ودفعوه عن حلب، ثم أعاد سعد الدولة الكَرَّة واستولى على حلب، فسار إليه الروم، ولكنه وجد أنه لا قِبَل له بهم، فصالحهم على الجزية نفسها التي كان يؤديها فرغويه.

    ظهر في هذه الأثناء الفاطميون (العُبَيْدِيُّون) في مصر، وامتدت يدهم إلى سوريا، فوقعت الواقعة بينهم وبين الحمدانيين، ووجد الروم مصلحتهم إلى جانب الحمدانيين؛ ذلك أنه كان أسهل عليهم أن تقوم دويلات صغيرة متفرقة كالدولة الحمدانية من أن تأتي دولة كبرى كدولة العبيديين فتقف إلى جوارهم، ثم يضطرون إلى محاربتهم. وهكذا ساعد الروم الحمدانيين في حلب ضد العبيديين، وعقدوا معهم صلحًا، حتى إذا سار العبيديون إلى حلب، استنجد الحمدانيون بالروم، فسار إليهم باسيل الثاني بجيش قدره سبعة عشر ألف رجل، فأجلى العبيديين عن حلب، ولم يدخلها، وكان بإمكانه أن يستولي عليها، وكان ذلك بحسابٍ مقدَّر، فلو أنَّه قضى على دولة الحمدانيين، لواجه الفاطميين وجهًا لوجه، والروم كانوا مشغولين بحروب واضطرابات في بلادهم .


    سعيد الدولة ونهاية الدولة الحمدانية

    وأتى بعد سعد الدولة ابنه سعيد الدولة، وكان إلى جانبه قائد اسمه لؤلؤ، وهو والد زوجته، مدَّ لؤلؤ يده إلى الحُكم وسجن سعيد الدولة، فدانت له حلب، ثم تقدَّم نحو العبيديين فطلب حمايتهم، وبذلك انتهى حكم الحمدانيين في سوريا، ودخل العبيديون حلب.

    حكم الحمدانيون حلب والموصل كدولة عربية شيعية، اعتمدت على قوة ساعدها، وبنت أمرها على الحرب والجهاد، وسارت سيرتها كالدول الشيعية الأخرى البويهية والعبيدية، فاعتمدت على نوع من الدعوة، واعتمدت بصفة خاصة على تشجيع العلم والثقافة وعلى العناية بالعمران، وقد أخطأت في آخر عهدها؛ فتحالفت مع الروم لتنقذ نفسها من الهلاك، لكن وَحْدة مصر والشام كانت أقوى من أن توقفها المنافع المحلية، فدالت دولتها.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:27 am

    الدولة الرستمية




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    تُعَدّ الدولة الرستمية التي تعتنق الفكر الإباضيّ أحد فروع الخوارج. والخوارج فرقة من المسلمين خرجت على الإمام علي بن أبي طالب t وصحبه بعد قصة التحكيم، ومن خروجهم أخذوا اسم الخوارج. وهذه الفرقة أشد الفرق الإسلامية
    والإباضية هي إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى عبد الله بن إباض التميمي. ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة. وقد دخل مذهب الإباضية إلى إفريقية في النصف الأول من القرن الثاني، وانتشر بين البربر حتى أصبح مذهبهم الرسمي. وتتفق عقيدة الإباضية مع أهل السُّنَّة في الكثير، وتختلف معهم في القليل، ولعل أهم خلاف بينهم وبين أهل السُّنَّة قولهم بالتنزيه المطلق فلا يقولون بالتشبيه، وقولهم: إن الوعد والوعيد لا يتخلفان.
    دفاعًا عن مذهبها، وأشدها تهورًا واندفاعًا، وحماسة لآرائها، مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، واتخذوها دينًا لا يحيدون عنها. ويتصف الخوارج بحبِّ الفداء والرغبة في الموت، والاستهداف للمخاطر من غير دافع قوي يدفع إلى ذلك.
    والدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت بالمغرب الأوسط (الجزائر). ازدهرت مدينة تاهرت على عهد بني رستم حتى صارت ملتقى للتجَّار والعلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ وذلك لأنَّ عبد الرحمن بن رستم كان عادلاً مصلحًا، ساعيًا إلى ازدهار الحياة العامة في أنحاء دولته، وكان كثيرٌ من غير الإباضية يتجهون إلى تاهرت آمنين على أنفسهم وممتلكاتهم.

    وقد قامت علاقات متينة بين الدولة الأموية في الأندلس والرستميين على أسس الصداقة المتبادلة، حيث إن مؤسِّس الدولة الأموية بالأندلس - وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك - حين فرَّ من العباسيين لجأ إلى المغرب الأوسط، وأقام بين بني رستم الذين حافظوا عليه، وأجاروه من الأخطار التي كانت تواجهه. ومن هنا كان من الطبيعي أن يحدث التآلف بين أمراء بني أمية في قُرطبة وبين الأئمة الرستميين في تاهرت.

    لقد تعرضت الدولة الرستمية لعددٍ من الفتن والثورات، ومنها ثورة (النُّكَّار) الذين أنكروا إمامة عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستميِّ. وكانت الفتنة الأخيرة التي أودت بالدولة الرستمية واقتلعتها من جذورها، فتنةً ليست بين صفوف الرعيَّة، وإنما اشتعلت نيرانها بين أسرة الإمامة نفسها؛ لأن الذين قاموا بها اثنان من أبناء أخي الإمام نفسه، إذ انقضَّ اثنان من أبناء أبي اليقظان -شقيق الإمام- على عمِّهما وقتلاه وولَّيا مكانه والدهما أبا اليقظان؛ مما قبَّح صورته أمام الناس، وكان هذا الغدر إيذانًا بغروب شمس دولة كانت عظيمة، إذ لم يكد يمضي على هذه الحادثة غير وقت قصير حتى قضت عليها الدولة العبيديّة.



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    الخوارج.. خلفيات تاريخية

    ظهر الخوارج في جيش علي رضي الله عنه عندما اشتدَّ القتال بينه وبين سيدنا معاوية بن أبي سفيان في صفين، وعندما عرضت فكرة التحكيم وأصر عليٌّ على القتال، خرجت عليه خارجة من جيشه تطلب إليه أن يقبل التحكيم، فقَبِله مضطرًّا لا مختارًا، وحث التحكيم الذي لم يسفر عن شيء. ومن الغريب أن هذه الخارجة التي حملت عليًّا على التحكيم جاءت بعد ذلك، واعتبرت التحكيم جريمة كبيرة، وطلبت إلى عليٍّ أن يتوب عمَّا ارتكب؛ لأنه كَفَر بتحكيمه كما كفروا هم وتابوا (كما يزعمون كذبًا وزُورًا)، وتبعهم غيرهم من أعراب البادية، وصار شعارهم (لا حكم إلا لله)، وأخذوا يقاتلون عليًّا بعد أن كانوا يجادلونه ويقطعون عليه القول

    وهذه الفرقة أشد الفرق الإسلامية دفاعًا عن مذهبها، وحماسة لآرائها، وأشد الفرق تدينًا في جملتها، وأشدها تهورًا واندفاعًا، وهم في اندفاعهم وتهورهم مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها، وظنُّوا هذه الظواهر دينًا مقدسًا، لا يحيد عنها مؤمن، وقد اخترعت ألبابهم كلمة (لا حكم إلا لله)، فاتخذوها دِينًا ينادون به، فكانوا كلَّما رأوا عليًّا يتكلم قذفوه بهذه الكلمة.

    وقد استهوتهم أيضًا فكرة البراءة من سيدنا عثمان، والإمام علي، والحكام الظالمين من بني أميَّة، حتى احتلَّت أفهامهم، واستولت على مداركهم استيلاءً تامًّا، وسدَّت عليهم كل طريق يتجه بهم للوصول إلى الحق.

    وكان من صفات الخوارج أيضًا حبُّ الفداء والرغبة في الموت والاستهداف للمخاطر من غير دافع قوي يدفع إلى ذلك، وربما كان منشؤه هَوَسًا عند بعضهم، واضطرابًا في أعصابهم لا مجرَّد الشجاعة، وإنهم ليشبهون في ذلك النصارى الذين كانوا تحت حكم العرب بالأندلس، فقد أصاب فريقًا منهم هوسٌ جعلهم يُقبِلون على أسباب الموت وراء عصبيَّة جامحة، فأراد كل واحد منهم أن يذهب إلى مجلس القضاء ليسبَّ (محمدًا) ويموت، فتقاطروا في ذلك أفواجًا أفواجًا حتى تَعِب الحُجَّاب من ردِّهم، وكان القضاة يصمُّون آذانهم حتى لا يحكموا بالإعدام، والمسلمون مشفقون على هؤلاء المساكين، ويظنونهم من المجانين

    وكان من الخوارج من يقاطع عليًّا في خطبته، بل من يقاطعه في صلاته، ومن يتحدَّى المسلمين بسبِّ عليٍّ وعثمان، ورَمْي أتباعهما بالشرك. ولقد قتلوا عبد الله بن خَبَّاب بن الأرَتِّ، وبقروا بطن جاريته، فقال لهم علي كرم الله وجهه: ادفعوا إلينا قتلته. فقالوا: كلُّنا قتلته. فقاتلهم عليٌّ حتى كاد يبيدهم، ولم يمنع ذلك بقيتهم من أن يسيروا سيرهم، وينهجوا مناهجهم، ويتبعهم مَن هم على شاكلتهم من أعراب البادية الذين اعتراهم مثل ذلك الهوس الفكري



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    الإباضية.. خلفيات تاريخية

    كان الخوارج كثيري الانشقاق والخروج على بعضهم البعض، وتكفير بعضهم بعضًا لأقلِّ الأسباب؛ ولذا نجد أن فرقهم قد تعددت، وتنوَّعت، ما بين الصفرية والأزارقة والعجاردة والميمونية والنجدات والإباضية، وغيرهم كثير..

    أمَّا بالنسبة للإباضية فهم أشهر الفرق التي تُنسَب إلى الخوارج؛ ذلك أنهم لا يزالون حتى يومنا هذا يسكنون في عُمَان وزنجبار وشمال إفريقيَّة. والإباضية هم أصحاب عبد الله بن إباض، وكانت لهم صولة في الجزيرة العربية، وعلى الأخصِّ في حضرموت وصنعاء ومكة والمدينة.
    ولكنهم يغضبون كثيرًا حين يسمعون أحدًا ينسبهم إلى الخوارج، ويبرءون من تسميتهم بالخوارج ويقولون: نحن إباضية، كالشافعية والحنفية والمالكية، ويقولون: إنهم رُمُوا بهذا اللقب لأنهم رفضوا القرشيَّة، أي التزام كون الإمام من القرشيين.

    وقد دخل مذهب الإباضية إلى إفريقية في النصف الأول من القرن الثاني، وانتشر بين البربر حتى أصبح مذهبهم الرسمي. وقد حكم الإباضيون في شمال إفريقيَّة حكمًا متصلاً مستقلاًّ استمر زهاء مائة وثلاثين سنة حتى أزالهم الفاطميون. وإذا كان الإباضيون أصحاب أمجاد في الماضي فإنهم ما يزالون كذلك في عصرنا الحاضر، فهم الذين يخوضون الحرب الباسلة في عُمَان ضد الإنجليز، وجماعة منهم يسكنون تونس والجزائر



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    عقيدة الإباضية

    تتفق عقيدة الإباضية مع أهل السُّنَّة في الكثير، وتختلف معهم في القليل، فهم يعترفون بالقرآن والحديث كمصدر للعلوم الدينية، ولكنهم يقولون (بالرأي) ويأخذون بالإجماع.

    ولعل أهم خلاف بينهم وبين السُّنَّة قولهم بالتنزيه المطلق، فلا يقولون بالتشبيه؛ ولذلك فإنهم يقولون: إن رؤية الله منفية في الدنيا والآخرة. ويقولون أيضًا: إن الوعد والوعيد لا يتخلفان. بمعنى أن وعيد الله لا يتخلف، فمن دخل النار فهو خالد فيها، والمذنب تطهِّره التوبة، ولا يدخل السعيدُ النار. وواجب عندهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    ولقد انقسم الإباضيُّون إلى عدة أحزاب هي: الحفصية والحارثية واليزيدية، وهذه الأخيرة قد ادَّعى رئيسها يزيد بن أُنَيْسَة أن الله سيبعث رسولاً من العجم، ويُنزِل عليه كتابًا قد كُتب في السماء، يُنزِله عليه جملة واحدة ويكون على مِلَّة الصابئة

    ورغم انحراف يزيد بن أنيسة فإن مذهب الإباضية تتوفر فيه كثير من جوانب الاعتدال في عقيدتهم، وهم وإن نسبوا إلى الخوارج إلا أنهم يرون أنهم وحدهم الذين حافظوا على تعاليم الإسلام الحقَّة، ويرون أن القدوة الحسنة كانت بعد النبيِّ في أبي بكر وعمر، ولا يحبون عثمان ويسمونه صاحب (بدع)، ولا يلعنون عليًّا بل أنكروا قبوله التحكيم، ويعتبرون بيعته باطلة بعد قبوله التحكيم .



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    قصة الدولة الرستمية

    الدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت قرب مدينة تياريت الحديثة في مقاطعة وهران غرب الجزائر (المغرب الأوسط سابقًا).

    ازدهرت مدينة تاهرت على عهد بني رستم حتى صارت ملتقى للتجَّار والعلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ مما أكسبها شهرة عالمية لدرجة أنها سمِّيت بالعراق الصغير تشبيهًا لها ببلاد العراق التي تضجُّ بمختلف الأجناس والملل والنحل آنذاك.

    تحالف عبد الرحمن بن رستم مع دولة بني واسول أو المدرارية الخارجية في سجلماسة (جنوب المغرب) لتقوية دولته، ونتج عن هذا التحالف مصاهرة تمت بزواج أَرْوَى بنت عبد الرحمن بن رستم من المنتصر بن اليسع بن مدرار ملك جنوب المغرب، وقد أنجب المنتصر من أروى ولدًا ذكرًا سمَّاه ميمونًا حكم بعده.

    وبعد وفاة عبد الرحمن بن رستم سنة168هـ= 784م ترك الأمر شورى في سبعة أشخاص من بينهم ابنه عبد الوهاب الذي مالت الأغلبية إلى مبايعته وسلَّمت عليه بالخلافة، في الوقت الذي بقي فيه المعارضون لخلافته على موقفهم فسمُّوا بالنُّكَّار أو النَّكَريَّة.

    بقيت الدولة الرستميَّة قائمة في المغرب الأوسط وعلى علاقة طيبة مع الأمويين في الأندلس إلى أن قضى عليها الفاطميون سنة296هـ= 909م، إلا أن مذهب الخوارج الإباضية بقي معتنقوه يؤلِّفون قوة معارضة للدولة الفاطمية، حتى إن الخوارج الإباضية لعبت دورًا أساسيًّا ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر .


    مؤسس الدولة الرستمية

    مؤسِّس هذه الدولة هو عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام، وبهرام هو مولى سيدنا عثمان بن عفان وقد قَدِم رستم إلى مكة يصحبه زوجته وابنه عبد الرحمن لأداء فريضة الحج فمات، فتزوجت أرملته برجلٍ من أهل القيروان، حملها وابنها عبد الرحمن معه عند عودته إلى بلده، وتربَّى عبد الرحمن بن رستم في القيروان، وأخذ العلم عن فقهائها، ومال إلى تعليم الخوارج الإباضية. كما يقول ابن خلدون: "وأخذ عبد الرحمن بن رستم بدين الخارجيَّة والإباضية منهم وكان ذلك بتأثير من سلمة بن سعيد داعية الإباضية الذي كان يجتهد آنذاك في نشر المذهب الإباضي في ربوع المغرب"، ثم خرج إلى المغرب الأوسط، واتخذ من مدينة تاهرت مركزًا لنشر دعوته

    وكانت مبايعة عبد الرحمن بن رستم تشكِّل النمط الإسلامي السليم في مبايعة الحاكم المسلم؛ ذلك لأن الإمام يُختار طبقًا لشروط بعينها ينبغي توفرها فيه، وهو ما حدث عند اختيار الإمام الرستمي. وقد قدَّم عبد الرحمن بدوره شروطًا يقول فيها: "إن أعطيتموني عهد الله وميثاقه لتستطيبوا إليَّ، ولتطيعوني فيما وافق الحق وطابقه قَبِلتُ ذلك منكم". وهو يعني إن لم يعطوه عهدًا بالطاعة فيما وافق الحق رفض البيعة، وتلك ظاهرة فريدة في الحكم لا يمكن أن تتوفر إلا في نظام الحكم الإسلامي.

    وبالفعل كان عبد الرحمن بن رستم عادلاً مصلحًا، ساعيًا إلى ازدهار الحياة العامة في أنحاء دولته، وكان كثيرٌ من غير الإباضية يتجهون إلى تاهرت آمنين على أنفسهم وممتلكاتهم .

    الرستميون والدولة الأموية في الأندلس

    قامت العلاقات بين الدولة الأموية في الأندلس والرستميين على أسس التحالف المتين والصداقة المتبادلة، وقد بدأت العلاقات بين الطرفين في وقت مبكر؛ حيث إن مؤسِّس الدولة الأموية بالأندلس - وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك - حين فرَّ من العباسيين لجأ إلى المغرب الأوسط، وأقام بين بني رستم الذين حافظوا عليه، وأجاروه من الأخطار التي كانت تواجهه.

    كان من الطبيعي إذن أن يحدث التآلف بين أمراء بني أمية في قُرطبة وبين الأئمة الرستميين في تاهرت، وتقوم العلاقات بين الدولتين على أساس من الصداقة والتحالف والمودة؛ إذ كان الأمويون في الأندلس محطَّ عداء العباسيين ومكائدهم، كما كان العباسيون أيضًا أعداء للإباضيَّة في تاهرت؛ لأنهم كانوا يعتبرون بلاد المغرب كلها ميراثًا شرعيًّا تركه الأمويون لهم، وعلى هذا الأساس نظروا إلى الدولة المستقلة عنهم نظرة عداءٍ باعتبار مؤسِّسيها قاموا باقتطاع أجزاء من ممتلكات العباسيين.‏

    ومما دفع أمراء بني أمية إلى توطيد علاقتهم بالرستميين أنه لم يعد أمامهم من منفذ إلى بلاد المغرب سوى المغرب الأوسط؛ لأنَّ المغرب الأدنى (إفريقيَّة) قامت فيه دولة الأغالبة الموالية للعباسيين، والمغرب الأقصى فيه دولة الأدارسة الشيعيَّة التي كانت علاقتها بالأمويين في الأندلس تتسم بالعداء، وبقيام هاتين الدولتين أوصدت جميع المنافذ والسبل في وجه الإمارة الأموية الفتيَّة، وبذلك أصبحت الدولة الرستمية هي الشريان الحيوي الوحيد الذي بإمكانه تغذية تلك الإمارة بالحياة، والتعاون معها سياسيًّا واقتصاديًّا وحضاريًّا.

    ظلت الدولتان تسعى كل منهما إلى كسب صداقة الأخرى، وقد قامت بينهما علاقة سياسية متينة، خاصةً منذ بداية عهد الإمام عبد الوهاب(171- 211هـ= 787- 826م) .




     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0



    الفتن والثورات


    ثورة النكار

    لقد تعرضت الدولة الرستمية لعددٍ من الفتن والثورات، حيث لم تسلم الدولة منها؛ فمثلما يعمُّ الخير والاستقرار تنتشر الفتن والثورات، ومنها الثورة التي تعرف بثورة النكَّار التي هزت أركان الدولة في عهد الإمام عبد الوهاب ابن الإمام عبد الرحمن الرستميِّ. والنُّكَّار الذين أشعلوا تلك الفتنة وقاموا بتلك الثورة، قومٌ أنكروا إمامة عبد الوهاب، وطالبوا بتكوين مجلس للشورى يكون أعضاؤه أشخاصًا معروفين.

    ومن المواقف الغريبة أن عالمًا مصريًّا من الإباضِيَّة اسمه شعيب المصري طمع في الإمامة، وقد عُرف عنه أنه من العلماء المصريين الأفاضل، يرجع الناس إليه في أمور دينهم.

    لقد دبَّر فريق النكَّار مؤامرة لعزل الإمام عبد الوهاب أو قتله، فقد انتهزوا مناسبة كان الإمام قد غادر فيها عاصمة الدولة لبعض الأمور فأعلنوا الثورة، وانقضوا على تاهرت، فواجههم أهل المدينة، ودافعوا عن أنفسهم ببسالة، ووقع كثير من القتلى من الفريقين. فلما رجع الإمام وجد على باب العاصمة جثثًا مُلقاة ودماء مُراقة، وأخبره الناس بما وقع فأمر بالقتلى فجمعوا، وصلَّى على الجميع اقتداءً بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في واقعة الجَمَل، ثم أمر بدفن الجميع .

    الثورة التي أودت بالدولة الرستمية

    وكانت الفتنة الأخيرة التي أودت بالدولة الرستمية واقتلعتها من جذورها، فتنةً ليست بين صفوف الرعيَّة، وإنما اشتعلت نيرانها بين أسرة الإمامة نفسها؛ لأن الذين قاموا بها اثنان من أبناء أخي الإمام نفسه، إذ انقضَّ اثنان من أبناء أبي اليقظان - شقيق الإمام - على عمِّهما وقتلاه وولَّيا مكانه والدهما أبا اليقظان. وعلى الرغم من أن أبا اليقظان كان شخصية متميزة فإن جريمة قتل ولديه لشقيقه الإمام قبَّحت صورته أمام الناس، وكان هذا الغدر إيذانًا بغروب شمس دولة كانت عظيمة؛ فقد أعرض الناس عنهم، وانفضوا من حولهم، واستنكروا فعلتهم، ولم يكد يمضي على هذه الحادثة غير وقت قصير حتى قَدِم عليهم أبو عبد الله الحجاني - مولى الإمام العبيديّ وقائد جيشه - فقتل الوالد والولدين وبقيَّة أفراد الأسرة الرستمية، باستثناء أبي يوسف يعقوب بن أفلح الذي استطاع النجاة، وبذلك انتهت الدولة الرستمية الإباضية، وصارت جزءًا من مسيرة الدولة الإباضية يرويها التاريخ .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زيااد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي



    ذكر
    عدد المساهمات : 1445
    نقاط : 1618
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/07/2011
    العمر : 47
    العمل/الترفيه : محاسب

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 26, 2011 1:27 am

    غزوات النبي – صلى الله عليه السلام-


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0

    أذن الله للمسلمين بالقتال والدفاع عن أنفسهم بعد أن تعرضوا للظلم والتعذيب والتشريد ، واضطروا إلى ترك مكة وهاجروا إلى "المدينة""أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (40)" (الحج 39-40)وقد قاد النبي – - بنفسه سبعًا وعشرين غزوة ، قاتل في تسع منها ، هي "بدر" ، و"الخندق" ، و"بنو قريظة" ، و"بنو المصطلق" ، و"خيبر"، و"فتح مكة" ، و"حنين" ، و"الطائف". الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  01وأناب – - بعض أصحابه في قيادة سبع وأربعين حملة عسكرية . والتزم المسلمون بقيادة النبي - - في غزواتهم بآداب الحرب ، وكانت أوامر النبي – - واضحة وصريحة في إبعاد من لا مشاركة له في الحربعن الحرب وأخطارها . فمنع قتل الأطفال والنساء والشيوخ لأن الإسلام جاء ليبنى الحياة ويعمرها، لا ليدمرها ويهدمها .  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  02 وسنتعرض لأهم الغزوات التي خاضها النبي – - وهى :



    غزوة "بدر" الكبرى
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  03وقعت هذه الغزوة في (17) من رمضان من السنة الثانية للهجرة عند بئر "بدر" الذي يقع بين "مكة" و"المدينة" ، وسبب هذه الغزوة أن النبي – - علم أن "أبا سفيان بن حرب" زعيم "قريش" عائد من "الشام" إلى "مكة" على رأس قافلة تجارية ، فقرر التعرض لها والاستيلاء عليها ، تعويضًا للمسلمين عن أموالهم التي استولت عليها "قريش" في "مكة" ، وهذا حق وعدل ، ولم يكن للنبي – - أن يترك "قريشًا" حرة طليقة، تجوب الطرق، وتتاجر وتربح، وتدبر المكايد للمسلمين ، وكان لابد من التضييق على "قريش" وتهديدها في تجارتها ، التي هي رزقها ومصدر قوتها؛ لتراجع نفسها وتتخلى عن عدائها للمسلمين.
     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  011
    ولما علم "أبو سفيان" بأنباء تحرك المسلمين ، أرسل إلى "قريش" يستنجد بها ، فبعثت بجيش يضم خير شبابها وفرسانها، وعلى رأسهم "أبوجهل" ، لكن القافلة التجارية نجحت في الهروب من قبضة المسلمين الذين وصلوا إلى بئر "بدر" ، وعلى الرغم من نجاة القافلة فإن "أبا جهل" أصر على قتال المسلمين، ورفض الرجوع إلى "مكة" ، وكان كثيرون من زعماء "مكة" يودون عدم القتال .
    وإزاء إصرار المشركين على القتال لم يجد النبي – – مفرًّا من دخول المعركة بعد أن استشار كبار صحابته الذين كانوا معه .
    وكان عدد المسلمين فى هذه الغزوة (314) رجلاً من المهاجرين والأنصار، في حين كان جيش "قريش" يقترب من الألف، ويضم كبار رجالات "مكة" وأبطالها، وبدأت المعركة في صباح يوم السابع عشر من شهر رمضان بالمبارزة ،حيث خرج ثلاثة من أبطال المشركين يطلبون المبارزة ، فأمر النبي – - عمه "حمزة عبد المطلب" ، وابنى عمه "على بن أبى طالب" ، و"عبيدة بن الحارث" بالخروج إليهم ، فنجحوا في القضاء على فرسان المشركين وقتلهم .
    ثم انطلق المشركون بعدها في الهجوم الكاسح ، لكن المسلمين تحملوا هذا الهجوم وتصدوا له بالإيمان والثبات في المعركة ، ثم بادلوهم الهجوم ، ونزل النبي – - ساحة القتال ، وبعد قتال عنيف تصدع جيش المشركين ، وقتل "أبو جهل" ومعه كثير من قادة "قريش" ، وحلت الهزيمة بالمشركين، وأحرز المسلمون نصرًا عظيمًا وامتلأت أيديهم بالغنائم ، وقد استشهد من المسلمين في هذه الغزوة (14) شهيدًا، في حين قتل من المشركين سبعون رجلاً .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    غزوة "أحد"

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  04
    وقعت أحداث هذه الغزوة في شهر شوال من العام الثالث للهجرة عند جبل "أحد" الواقع شمالي "المدينة" ، وكانت "قريش" قد جندت ثلاثة آلاف من رجالها وحلفائها للانتقام من المسلمين، والثأر لهزيمتها الساحقة في "بدر"، وعندما وصلت أخبار هذا الاستعداد للنبي – - أعد جيشه لمواجهة هذا التحدي، وخرج من "المدينة"؛ نزولا على رغبة الأغلبية من أصحابه الذين رأوا الخروج ومواجهة المشركين خارج "المدينة" ، وكان النبي – - يميل إلى التحصن بالمدينة ومحاربة "قريش" حين يأتون إليها ، لكنه التزم برأي الأغلبية وخرج بجيشه إلى ساحة "أحد"، وجعل ظهر جيشه إلى الجبل والأعداء أمامه ، وأمر خمسين رجلاً ممن يحسنون الرمي بالنبل بالصعود إلى قمة عالية خلف ظهر جيش المسلمين، وأوصاهم بألا يتركوا مواقعهم، سواء انتصر المسلمون أو انهزموا .
    ودارت المعركة وحقق المسلمون النصر في البداية وظنوا أن المعركة قد انتهت فانشغلوا بجمع الغنائم التي خلفها المشركون المنهزمون ، وفى الوقت نفسه خالف الرماة الذين فوق الجبل أمر النبي-صلى الله عليه و سلم- فتركوا مواقعهم ونزلوا؛ ليكون لهم نصيب في جمع الغنائم .
    ولما رأى المشركون ذلك تقدم "خالد بن الوليد"– قبل إسلامه- وجاء من الخلف، وانقض على المسلمين مستغلاً ترك الرماة مواقعهم ، وارتبك المسلمون من هول المفاجأة ، واضطربت صفوفهم ، وجرح الرسول في المعركة، وانتهى الأمر بهزيمة المسلمين، وسقوط واحد وسبعين شهيدًا ، وأخذ المسلمون درسًا غاليًا لمخالفتهم أوامر الرسول – .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    غزوة "الخندق" (الأحزاب)

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  05
    وقعت أحداث هذه الغزوة في العام الخامس للهجرة؛ حيث تحالف المشركون من "قريش" وقبائل "غطفان" و"بنى أسد" لمحاربة المسلمين ، وتجمع لهم جيش من عشرة آلاف مقاتل، وتقدموا إلى "المدينة" للقضاء على المسلمين .
    ولما علم المسلمون بهذه الأخبار تحصنوا داخل "المدينة"، وحفروا خندقًا من الجهة الشمالية الغربية من "المدينة" لمنع اقتحام جيوش الأحزاب؛ لأن بقية جهات "المدينة" كانت محصنة بغابات من النخيل يصعب على خيول المشركين اقتحامها .
    وصاحب فكرة حفر الخندق هو الصحابي الجليل "سلمان الفارسي" ، وقد اشترك النبي – – في حفر الخندق مع المسلمين وكان عمره آنذاك سبعًا وخمسين سنة.
    ولما جاءت جيوش الأحزاب فوجئت بالخندق، وعجزت عن اقتحامه؛ لأنهم لم يتعودوا على مثل هذه الأساليب الجديدة في القتال ، وطال حصار المشركين للمدينة ، واشتد الكرب بالمسلمين نتيجة لهذا الحصار ، وكان يهود "بنى قريظة" الذين يعيشون في "المدينة" قد نقضوا عهدهم مع الرسول – - واتفقوا مع الأحزاب على الانضمام إليهم عندما يهاجمون "المدينة" .
    وفى هذا الظرف العصيب نجح "نعيم بن مسعود"- وكان قد أسلم- وقدم مع الأحزاب دون أن يعلموا- في التفريق بين الأحزاب ويهود "بنى قريظة" ، وزرع الشكوك في قلوبهما، ثم أرسل الله ريحًا شديدة قلعت خيام المشركين وكفأت قدورهم ، وانقلب الموقف كله بفضل الله تعالى ، وأدرك "أبو سفيان بن حرب" قائد الأحزاب أنه لا فائدة من البقاء ، فأمر الأحزاب بالرحيل ، والعودة من حيث جاءوا، وبعد رحيل الأحزاب قال النبي – - : "الآن نغزوهم ولا يغزونا أي أن "قريشًا" لن تستطيع مهاجمة "المدينة" مرة أخرى .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    غزوة "بنى قريظة"

    وبعد انتهاء غزوة الخندق تقدم النبي – – وحاصر بجيشه يهود "بنى قريظة" لخيانتهم للعهد واتفاقهم مع المشركين ، وبعد أكثر من عشرين يومًا طلبوا أن يحكم فيهم "سعد بن معاذ" وكان حليفهم ، فحكم بقتل الرجال جزاء غدرهم وخيانتهم وحين قضى "سعد" بهذا الحكم قال له الرسول – - : "لقد حكمت فيهم بحكم الله " .
    وكان المسلمون قد تعرضوا من قبل لغدر اليهود وخيانتهم فأجلاهم الرسول – – عن "المدينة" وأخرج يهود بنى قينقاع بعد غزوة "بدر" ويهود "بنى النضير" بعد غزوة "أحد" .



     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    فتح "مكة"

     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  06نقضت "قريش" المعاهدة التي أبرمتها مع النبي – - في "صلح الحديبية" واعتدت على قبيلة "خزاعة" حليفة رسول الله – ، فقرر النبي -صلى الله عليه و سلم- فتح "مكة" ، فخرج على رأس جيش قوامه عشرة آلاف مجاهد لفتح "مكة" ، وذلك في بداية الأسبوع الثاني من شهر رمضان من العام الثامن للهجرة .
    ولما اقترب المسلمون من "مكة" نصبوا خيامهم وأوقدوا نارًا شديدة أضاءت الوادي، فخرج "أبو سفيان" يستطلع الأخبار فوقع في الأسر ، وأتى به إلى رسول الله – – فأعلن إسلامه ، وإكراما له أمره أن يبلغ أهل مكة بأن "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه باب داره فهو أمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن" .
    وحرص النبي – - أن يدخل "مكة" البلد الحرام دون قتال ، وأوصى قادة جيوشه بألا يقاتلوا إلا في حالة الضرورة القصوى وفى أضيق الحدود.
    ودخل النبي – – "مكة" فاتحًا منتصرًا وهو الذي خرج منها متخفيًا من ثماني سنوات مضت، بعد أن تآمرت عليه "قريش" لتقتله ، فلما انتهى من الطواف حول الكعبة جمع أهل "مكة"، وقال لهم : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
    وبهذا ضرب النبي – - أروع الأمثلة في السماحة والعفو عند المقدرة، وكان في استطاعته أن يثأر ممن ظلمه وأساء إليه وإلى أصحابه، وساموهم سوء العذاب ، لكنه لم يفعل !


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    غزوة "حنين"

    بعد فتح "مكة" غزا النبي – - "هوازن" و"ثقيف" بعد معركة شديدة ثبت فيها النبي – – بعد أن فر أصحابه ، لكن النبي – – ظل في ساحة القتال ينادي : "إلى أين أيها الناس؟ إلى أيها الناس ، أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" ، وأمام ثبات النبي وشجاعته أقبل الفارون من الصحابة ، وتمكنوا من هزيمة ثقيف وهوازن وغنموا غنائم كثيرة .


     الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة  Gudu1l8gfnnbeqy08q0


    غزوة "تبوك"

    هي آخر غزوة غزاها النبي – – بعد أن استقر الإسلام في شبه الجزيرة العربية ، وكانت الأنباء قد وصلت النبي – – أن الروم يستعدون للهجوم عليه ، فأعد لذلك جيشًا كبيرًا بلغ ثلاثين ألفًا ، وهو أكبر جيش قاده النبي – - وسمى جيش العسرة ، لأن المسافة كانت بعيدة والجو شديد الحرارة، والناس يحبون المقام في مزارعهم وبساتينهم لجنى الثمار والاستمتاع بالظل الوارف ، لكن الدولة يتهددها الخطر، ولابد من التضحية ، وقد ضحى الصحابة بكل ما يملكون وأسهموا في نفقات الجيش وإعداده وتسليحه ، وقد جهز "عثمان بن عفان" بمفرده ثلث الجيش من ماله الخاص .
    وقد سار النبي – – حتى بلغ "تبوك" فلم يجد شيئًا ، وعلم أن جيش الروم- أقوى جيش في العالم آنذاك- قد فر مذعورًا إلى داخل "الشام"، فعسكر النبي – - هناك ثلاثة أسابيع ، مكن فيها للمسلمين، ورتب أوضاع المنطقة، وعقد معاهدات مع الإمارات الصغيرة القائمة هناك ، ثم رجع إلى "المدينة" لاستقبال وفود القبائل العربية، التي جاءت من كل مكان تعلن إسلامها وخضوعها لله ولرسوله .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -
    » الموسوعـــة الكاملــةمن الديكورات لجمال واناقة منـــزلك

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    بــراعـــم الايـــمــان :: ۩۞۩ المنتدي العام ا۩۞۩ :: قســم الموسوعات التاريخية-
    انتقل الى: